تتوالى الفضائح القطرية، ويوما تلو الآخر ينكشف الوجه الحقيقى لتلك الدويلة التى وصفت بـ«فاعل الشر» فى المنطقة العربية، وما بين فضائح الجنس إلى الفضائح المالية تطالعنا محكمة العمل فى لندن بقضية أخرى يندى لها الجبين، حيث تنظر هذه الأيام قضية اعتداء جسدى و«تمييز عنصرى» ارتكبه دبلوماسى فى السفارة القطرية بلندن بحق أحد موظفيها السابقين البريطانيين من أصل صومالى.
وبحسب الوثائق التى كشفت عنها وسائل إعلام إماراتية وهى وثائق من المحكمة البريطانية، تعود أوراق القضية إلى عام 2014 حيث قدم موظف استقبال سابق بالسفارة القطرية يدعى محمود أحمد، دعوى أمام محكمة العدل ببريطانيا ضد الملحق الطبى للسفارة عبد الله على الأنصارى يتهمه فيها بالسباب ونعته بألفاظ عنصرية من بينها وصفه بـ«العبد الأسود».
محمود أحمد، الصومالى المولد، يعيش فى لندن، عمل موظف استقبال فى السفارة لأكثر من 20 عامًا قبل فصله فى 2013.
وقال أحمد، إنه تعرض لاعتداء جسدى ولفظى من دبلوماسى قطرى يدعى عبد الله على الأنصارى، وأن هذا الأخير هاجمه أكثر من مرة، وكان يناديه بالـ«العبد الأسود» والـ«كلب»، والـ«حمار».
وقال راشد، نجل أحمد: إن قضية والده هى إحدى القضايا الأولى التى ترفع ضد سفارة فى بريطانيا.
وفى الصفحة التى أنشأها ابنه على أحد مواقع التمويل الجماعى، يشير أحمد، المتقاعد ذو الأصول الصومالية، إلى أنه طُرد مباشرة بعد مواجهته اعتداء الدبلوماسى القطرى.
وتعرض أحمد للفصل التعسفى لاعتراضه على هذا السلوك العنصرى المشين، وحينما تقدم بدعوى فى بادئ الأمر رفضت المحكمة النظر فيها بحجة أن السفارة القطرية تتمتع بحصانة دبلوماسية.
ولكن «أحمد» الذى يتجاوز عمره الـ75 أبى أن يتنازل عن حقه وأصر على مقاضاة قطر وفى عام 2017، حصل على قرار من المحكمة العليا أكدت فيه أن الحصانة الدبلوماسية لا تحمى السفارات من الخضوع لقضايا التمييز، فلجأ إلى محكمة العمل ببريطانيا.
وطبقا لمعاهدات حقوق الإنسان الأوروبية طالب محامى المدعى بالإسراع بنظر القضية قبل الموعد المحدد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وهو 29 مارس، حيث يحظر القانون البريطانى ممارسة التمييز بسبب العرق أو لون البشرة أو الجنس أو الإعاقة أو السن أو الدين أو الحالة الاجتماعية.
كما يجرم التمييز ضد الأشخاص أو المجموعات، ويشمل ذلك محاباة مجموعة دون الأخرى، ويمنع أيضا ممارسة التمييز ضد الأشخاص الذين قدموا شكاوى ضد التمييز أو الأشخاص المرتبطين بآخرين معرضين للتمييز.
ويحاول موظف الاستقبال السابق بسفارة قطر فى لندن جمع 25 ألف جنيه إسترلينى. لتمويل الإجراءات القانونية ضد رؤسائه السابقين، بسبب اتهامات تتعلق بالتمييز العنصرى.
ولم تكن واقعة اعتداء الدبلوماسى الوحيدة التى يرتكبها قطريون بحق غيرهم، فمؤخرا تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو، يظهر شابا قطريا، يعتدى بالضرب المبرح على وافد هندى يعمل لديه.
وعبر رواد مواقع التواصل الاجتماعى عن استيائهم من طريقة تعامل الشاب الذى تردد أنه قطرى الجنسية، مع الوافد مطالبين الجهات المختصة بمحاسبته، وفقًا لـ«سبوتنيك».
وأظهر مقطع الفيديو الشاب الخليجى ماسكا زجاجة خمر، يرجح أنها تعود للوافد الآسيوى، بينما يصور صديقه الحادثة عن طريق هاتفه الجوال.
أيضا كشفت تقارير إعلامية عن واقعة اعتداء الأمن القطرى على الناشطة لطيفة المسيفرى، بسبب حديثها عن أمير قطر والحديث عن وجود فقراء فى قطر.
وأضافت التقارير، أنه تم خطف الناشطة لطيفة المسيفرى من منزلها من جانب الأمن القطرى، وتم حجزها فى سيارات واصطحابها إلى مكان بعيد.