مساء يوم 15 فبراير الماضى، وقعت واحدة من أخطر عمليات السطو المسلح فى الآونة الأخيرة، فى مشهد عهدناه فى أفلام الأكشن السينمائية، 4 مسلحين ملثمين يقتحمون محل مجوهرات لسرقته، يحاول ابن صاحب المحل مقاومتهم بمفرده، ليتلقى 3 رصاصات من بندقية آلية تخترق جسده، يسقط على أثرها أرضا غارقا فى دمائه، بينما يبدأ المتهمين فى جمع كميات كبيرة من المشغولات الذهبية، ويسرعون للهرب قبل وصول قوات الشرطة.
هذا المشهد دار داخل محل «الطويل» بشارع الجيش فى حدائق الأهرام بالجيزة، ورصدته كاميرات المراقبة، حيث انتشر مقطع الفيديو المسجل للحادث كالنار فى الهشيم، عبر وسائل التواصل الاجتماعى، ليثير حالة من الذعر والغضب بين المواطنين.
قوات الشرطة وصلت لمكان الحادث، وبدأت فى مهمتها فى تتبع المتهمين، بينما تم نقل الدكتور الصيدلى « ياسر الطويل» ابن صاحب المحل المصاب فى الحادث بــ3 طلقات إلى المستشفى فى حالة خطرة، حيث أسرع الأطباء لإسعافه وإجراء عملية جراحية له، استغرقت 12 ساعة، ويشاء الله أن ينجو من الموت بالرغم من سوء حالته الصحية.
وبالرغم من التحديات التى واجهها ضباط مديرية أمن الجيزة، بالتنسيق مع ضباط قطاع مصلحة الأمن العام، لتحديد هوية المتهمين، لكونهم ملثمين، بالإضافة إلى عدم ترك أى دليل يكشف شخصياتهم، فإن فريق البحث الذى تولى جمع التحريات نجح فى مهمته بجدارة، وتمكن رجال المباحث من القبض على المتهمين قبل مرور 8 أيام على الحادث، وبحوزتهم الأسلحة النارية المستخدمة فى الجريمة، وإعادة جزء من المسروقات.
خلال تلك الأيام الماضية منذ وقوع عملية السطو كان الدكتور «ياسر الطويل» المصاب فى الحادث، وهو الشخصية البطل فى القضية يتلقى العلاج فى المستشفى، حتى تحسنت حالته الصحية، ليدلى بأول تصريحات فى حواره لــ«انفراد» يحكى خلالها لحظات الخطر التى تعرض لها، وكيف واجه المسلحين بمفرده، وعرض حياته للخطر فى شجاعة يحسد عليها.
يكشف الدكتور «ياسر» تفاصيل الحادث قائلا: «الصدفة كان لها دور كبير فى الأحداث، حيث إن الجريمة وقعت يوم الجمعة منتصف شهر فبراير، وهذا اليوم اعتدت الذهاب فيه إلى فرع المحل الآخر الكائن بالقناطر الخيرية، وخلال قيادة سيارتى متوجها لمدينة القناطر، تلقيت اتصالا من مدير الفرع الكئان بحدائق الأهرام، يخبرنى بأنه تعرض لوعكة صحية، واستأذن للعودة لمنزله، فاستجبت له، واضطررت للتوجه لإدارة محل حدائق الأهرام بديلا عنه.
فور وصولى للمحل بدأت العمل وبصحبتى شقيقى وموظفى المحل، وخلال تحدثى مع أحد الزبائن وزوجته، فوجئت بدخول فرد الأمن مسرعا ويصرخ «إلحق يا دكتور» وعقب ذلك اقتحم المحل أحد الأشخاص ملثما ويحمل سلاحا ناريا، فأسرعت إلى أسفل الفاترينة وأحضرت «قياسة» ذات وزن ثقيل، وهاجمته وقذفته بها، حيث كنت أعتقد أنه بمفرده، وأثناء محاولتى السيطرة عليه، دخل 3 ملثمين آخرين، وعندما شاهدوا زميلهم يتم الاعتداء عليه، أطلق أحدهم رصاصة فأصابنى بقدمى، سقطت إثرها أرضا، ثم أطلق رصاصة أخرى أصابتنى ببطنى واستقرت بيدى.
ويتابع الدكتور ياسر حديثه قائلا: بالرغم من إصابتى حاولت الوقوف مرة أخرى لمقاومة المتهمين، إلا أنى فوجئت بعدم شعورى بقدمى اليمنى نتيجة الرصاصة التى أصابتها، فطلبت من شقيقى عدم المقاومة وترك المتهمين يفعلون ما يشاؤون حتى لا يتعرض وباقى العاملين بالمحل للأذى، وبدأ المسلحون فى جمع كل المجوهرات المعروضة بالمحل ثم فروا هاربين عقب ذلك.