- الابنة تتحدث عن مشوار الفن والإيمان فى حياة أجمل وجه سينمائى «2-2»
- عمرى ما اتضايقت من أفلام أمى.. ولا كنت السبب فى اعتزالها وارتديت الحجاب بعدها
- ميرهام الريس تكشف كيف كانت تقضى جميلة السينما أوقاتها بعيداً عن الأضواء وتفاصيل الساعات الأخيرة قبل الوفاة؟
«وأنفس ما تهدى إلى من تحبه.. كتاب إلى المختار أوحاه ربه».. عبارة إهداء مكتوبة على مصحف بتوقيع الشيخ الشعراوى تحتفظ بها ميرهام الريس، ابنة الفنانة الراحلة، مديحة كامل، بأحد أركان غرفة الاستقبال، أهداه الشيخ للابنة فى عقد قرانها الذى ألقى فيه خطبة النكاح، واستضاف فيه الحفل والأسرة، وهو الحفل الذى حضرته الفنانة شادية، رغم اعتزالها وحرصها على عدم الظهور فى أى مناسبة.
تواصل الابنة كشف أسرار وتفاصيل حياة والدتها النجمة الراحلة، تتحدث عن الجانب الأكثر غموضا والأقل صخبا فى حياتها، عن قرار اعتزالها وحجابها والفترة التى قضتها بعيدا عن الأضواء وعن قصة مرضها ووفاتها، وهى الفترة التى تم تداولها بالكثير من الشائعات والمعلومات التى حملت كثيرا من الأكاذيب وقليلا من الحقائق.
أفلامها لا تضايقنى.. وقدمت الإغراء دون إسفاف
تنفى الابنة ما أثير حول أنها كانت سببا فى اعتزال والدتها، أو أنها ارتدت الحجاب قبلها، وكانت تكره أفلامها، وتكشف السبب الحقيقى وراء اعتزال النجمة.
ردت بوضوح وبشكل قاطع قائلة: «عمرى ما اتضايقت من أفلام أمى، ولا هى اتضايقت منها، ماما سمعتها كانت زى الفل وحتى لما عملت أدوار إغراء، كانت مثل الفنانة هند رستم لا تعتمد على الإسفاف والعرى والإباحية»،
وتابعت ضاحكة: «كنت أتضايق وأنا صغيرة من الأفلام التى تتعرض فيها أمى للضرب أو القتل، وهى كان يضايقها بعض الأدوار التى لم تكن على المستوى، لأنها أحيانا كانت تشعر بالحرج وتقبل الدور مجاملة للمخرج».
تحكى ميرهام الريس موقفا تشير فيه إلى حرص والدتها على تاريخها وسمعتها الفنية: «فى فترة من الفترات تم تداول فيلم عرى إباحى وكانت الممثلة التى تؤدى الدور تشبه أمى، وادعى البعض أن مديحة كامل هى من تقوم بالتمثيل فى هذا الفيلم، وهو ما أثار غضبها وتقدمت بشكوى لنقابة السينمائيين وبلاغ لمباحث الآداب، حتى تم التوصل للفنانة التى قامت بالدور والقائمين عليه».
أمى كانت محظوظة فى شغلها وأغلب أدوارها جيدة، وفى نفس الوقت كانت تتعرض لبعض المنافسات، فمثلا أحيانا تستعد لدور فتجده ذهب لممثلة أخرى فى إطار المنافسات الفنية المعروفة،
تشير الابنة إلى أن النجمة مديحة كامل شعرت بالضيق قبل اعتزالها بسنوات طويلة بسبب بعض المشكلات والمنافسات فتوقفت لمدة عامين عن التمثيل: «كانت عاوزة تشوف شغلانة تانية، خصوصا إن بعض المنتجين لم يعطوها باقى أجرها عن بعض الأعمال، وكثيرا ما كانت لا تحصل على القسط الأخير من هذا الأجر، ولكنها تراجعت بعد أن شدها سيناريو وعادت للعمل من جديد».
أسباب الاعتزال والحجاب
تتحدث الابنة عن قرار اعتزال والدتها الفن، وارتدائها الحجاب، كاشفة العديد من الحقائق ونافية الكثير من الشائعات: «لم يكن هناك أى مقدمات لهذا القرار، وكانت وقتها مشغولة جدا فى تصوير مشاهد فيلم بوابة إبليس فى القاهرة، وعرض مسرحية «حلو الكلام» مع الفنان سعيد صالح بالإسكندرية،
وتكمل: «جدتى كانت جميلة جدا وكانت والدتى مرتبطة بها وبأخوتها ارتباطا شديدا، وفجأة أثناء انشغالها أصيبت جدتى بنزيف فى المخ وغيبوبة بسبب ارتفاع الضغط بدون سابق إنذار أو مرض، وتم احتجازها فى المركز الطبى بسموحة»، وتتابع: «ماما سابت كل حاجة وقعدت بجوار والدتها، وأصيبت بصدمة شديدة وهى تلاحظ التغيرات التى طرأت على جدتى بشكل سريع، فبعد أن كانت جميلة تشع حيوية ونشاطا تحولت وانكمشت وتغير شكلها وابيض شعرها خلال يومين، وماما اتخضت واترعبت من ربنا وشعرت بأن الدنيا زائلة، وفى لحظة قررت أن تعتزل وتعيش فى معية الله فى هدوء دون أن تعلن عن ذلك أو تظهر فى أى برامج، وعادت من المستشفى وارتدت الحجاب، وكان ذلك عام 1991.
تشير الابنة إلى أن النجمة مديحة كامل لم ترضخ لأى محاولات لاستكمال مشاهدها فى فيلم بوابة إبليس، فلجأ المنتج للقضاء حتى تدخلت نقابة السينمائيين لحل الموضوع، واستعان المنتج بدوبليرة لاستكمال المشاهد المتبقية، كما أن الفنان سعيد صالح لم يعطها باقى أجرها عن المسرحية، لأنها تركت العرض بشكل مفاجئ، تؤكد ميرهام الريس أنه لم يكن هناك أى مقدمات لقرار والدتها بارتداء الحجاب أو الاعتزال، ولم تكن تحضر دروسا دينية قبل هذا القرار، ولكنها كانت تحرص دائما وفى سن مبكر على الانتظام فى الصلاة: «ماما كانت مواظبة على الصلاة تحت أى بند وأى ظرف، حتى لو بتصور مشاهد بالمايوه أو على البحر، فكانت تستأذن وتدخل الكابينة لتؤدى الصلاة دون أن تتاجر بعبادتها، وعودتنى من طفولتى على الصلاة وأحيانا كانت تضربنى إذا قصرت أو أهملت».
تشير ابنة مديحة كامل إلى أن والدتها قبل قرار الاعتزال كانت تمارس العبادات العادية فى شهر رمضان، كما اصطحبتها لأداء العمرة مرتين عام 1984، وعام 1989، وأدت فريضة الحج مع والدها بعد اعتزالها.
شائعات وأكاذيب
تنفى الابنة ما ردده الكثيرون بأنها كانت السبب وراء حجاب والدتها واعتزالها، أو أنها ارتدت الحجاب قبلها، قائلة: «هذا الكلام خاطئ تماما، فأمى ارتدت الحجاب قبلى، وطلبت منى أن أرتديه، ولكننى قلت لها فى البداية أنتِ حرة فى شخصيتك وحياتك واختياراتك وأنا لى حياتى واختياراتى»،
"لم أكن أفهم قرارها المفاجئ وشعرت بالدهشة الشديدة، وظلت والدتى تدعو الله أن يهدينى لارتداء الحجاب، وبالفعل تحققت دعوتها وبعد شهرين من حجابها ارتديت أنا أيضا الحجاب وأحببته».
تتحدث ميرهام الريس عن حياة والدتها بعد الاعتزال وارتداء الحجاب: «التقت بالشيخ الشعراوى وسألته عن الكثير من الأمور الدينية، لأنها أرادت أن تعرف تفاصيل الدين وإجابات عن أسئلتها من شخص موثوق فيه، وكان الشيخ يعتز بها حتى أنه دعانا عنده فى عقد قرانى، وأقام لى احتفالا بسيطا، وألقى خطبة النكاح وأهدانى مصحفا عليه إهداء منه».
تشير إلى أن والدتها تعرفت على صديقات من خارج الوسط الفنى ومن أساتذة العقيدة والفقه، وكانت تحضر معهن دروسا دينية، كما كانت تحضر دروسا للدكتور عمر عبدالكافى.
وتؤكد الابنة أن الشيخ الشعراوى لم يعط والدتها فتوى بخصوص أموال الفن: «ماما كانت دايما بتدعى ربنا يخلصها من الفلوس لو فيها أى مال حرام»،
وتابعت: «قمنا ببيع بعض الممتلكات وغيرنا عاداتنا فى الإنفاق، وكنت عملت مشروع الأزياء الخاص بى».
الحياة بعد الحجاب بعيدا عن الأضواء
توضح ابنة مديحة كامل كيف كانت النجمة المعتزلة تقضى أوقاتها بعد الحجاب واعتزال الفن: «كانت قبل الاعتزال بتشتغل ليل ونهار، وكانت محرومة من أشياء كثيرة، وبعد الاعتزال اهتمت أن تقرأ فى الدين وأن تقضى أوقاتا أكبر مع عائلتها وصديقاتها، كما كانت تحضر مجالس علم لأهل الثقة من المتخصصين وأغلبهم من خارج الوسط الفنى».
تشير الابنة إلى أن علاقة والدتها توطدت بعد الاعتزال بالفنانة شادية وكانت على تواصل معها وتبادلتا الاتصالات، قائلة: «الحاجة شادية أكرمتنى بحضور فرحى، رغم أنها كانت لا تحضر أى مناسبات ولا تظهر فى أى تجمعات».
وأضافت: «استمرت وقويت علاقة والدتى بالفنانة سهير رمزى خاصة بعد حجابها، أما الفنانة الراحلة هالة فؤاد فكانت مثل الملاك البرىء، وتعرفت والدتى عليها فى مجالس العلم التى كانت تحضرها، وأهدتنى أول ملابس للحج».
تشير ميرهام الريس إلى بعض اللوحات الزيتية المعلقة على الحائط قائلة: «كان عندها مواهب أخرى غير التمثيل، فكانت تهوى الرسم بالزيت والفحم وتعزف على الأورج، وكانت تقضى بعض أوقاتها فى الرسم بعد الاعتزال».
الفن حلال أم حرام
تؤكد الابنة أن والدتها لم تتطرق بعد اعتزالها وحجابها لمسألة الفن حلال أم حرام، ولم تهاجم الوسط الفنى كما أشاع البعض، نافية ما تتردد من أن الفنانة مديحة كامل سجلت حلقة بأحد البرامج الشهيرة بعد حجابها تهاجم فيها الفنانين والوسط الفنى وتم إلغاء الحلقة قائلة: «عمرها ما غلطت فى حد من زمايلها، ولا قالت الفن عيب أو حرام»،
وعما إذا كانت الفنانة مديحة كامل تشاهد أفلامها بعد ارتدائها الحجاب قالت ابنتها: «أمى حتى قبل اعتزالها لم تكن تحب مشاهدة أفلامها لأنها كانت دائما تنتقد نفسها وترى أنها كان يمكن أن تؤدى الدور بصورة أفضل».
تؤكد الابنة أنها لم تستطع الابتعاد عن والدتها بعد زواجها: «تزوجت عام 1994 وقعدت فى بيتى شهرين وماقدرتش، وجئت أنا وزوجى وقعدنا معاها»، تضحك الابنة قائلة: «ماما معرفتش تعمل حماة خالص، لأنها كانت طيبة جدا ومثل الأطفال سهل تتعصب، لكن ينضحك عليها بكلمة، كانت فى بداية زواجى زعلانة، لأننا لم نفترق أبدا وفرحت لما جيت قعدت معاها»،
تحكى عن مديحة كامل الجدة قائلة: «أنجبت ابنى الكبير يوسف قبل وفاتها وكانت غيرانة عليا جدا بعد ولادته بسبب اهتمامى به، وبعد شهر ونصف بدأت تلعب معه وارتبطت به ارتباطا شديدا، حتى أنه كان يقف إلى جوارها ويداعبها وهى تصلى، وماتت أمى وعمره عام ونصف، ولم تر ابنتى جومانا التى تشبهها كثيرا ولكنها ولدت بعد وفاتها».
المرض والوفاة وحسن الخاتمة
تحكى الابنة عن ملابسات مرض ووفاة الفنانة مديحة كامل التى تداول الكثيرون معلومات خاطئة ومغلوطة بشأنها قائلة: «أمى لم تكن مريضة بالسرطان كما تداول البعض، ولكنها أصيبت عام 1986 بالروماتويد قبل اعتزالها وكانت حياتها تسير بشكل عادى وطبيعى، خاصة بعدما تابعت مع طبيب أجنبى أعطاها علاجا كانت تسير عليه بانتظام، وكانت تمارس حياتها وفنها بشكل طبيعى».
وأوضحت الابنة: «بعد اعتزالها تسبب الروماتويد فى إصابتها بمياه على القلب وكان ذلك عام 1992، وتم علاجها بالكورتيزون وتحسنت حالتها بشكل كبير وعادت لممارسة حياتها، بل تحملت مشقة الحج عام 1995 وأدت الفريضة مع والدها، وكانت تقوم بخدمته».
وفاة أمى كانت غير متوقعة، كانت زى الفل وبتمارس حياتها عادى زى أى مريض بمرض مزمن متعايش معاه وبياخد علاج، فكثير من المرضى يتعايشون مع الروماتويد لسنوات طويلة، والفنانة مديحة يسرى ظلت مصابة به لما يقرب من 50 عاما، ترتبك الابنة وهى تحكى عن تفاصيل وملابسات وفاة والدتها: «كنا فى شهر رمضان واتسحرنا وكانت طبيعية جدا، ودخلت أتابع ابنى يوسف ونمت بجواره، وظلت أمى مع زوجى ينتظران صلاة الفجر، وبعد أداء صلاة الفجر دخلت كعادتها لتنام، وكما اعتادت ضبطت المنبه على الساعة 12 ظهرا حتى تقوم لأداء صلاة الظهر».
وتكمل وهى تحاول أن تتمالك دموعها: «سمعت صوت المنبه بشكل متواصل، فدخلت لأوقظها ولكنها لم ترد، لم يخطر ببالى أنها ماتت فوجهها كان مضيئا وجسدها لينا، وظللت أناديها واعتقدت أنها أصيبت بإغماءة، فناديت زوجى ونقلناها بسرعة إلى معهد القلب الملاصق لنا، وأعطوها صدمات كهربائية لإنعاش القلب، وبعدها أخبرونا بأنها ماتت، وكان ذلك فى 13 يناير عام 1997.
تبكى الابنة قائلة: «أصبت بصدمة عصبية وظللت لمدة 12 عاما لا أصدق ولا أستطيع أن أقول ماما ماتت».
تشير الابنة إلى أنها كانت تحب مشاهدة أعمال والدتها قبل وفاتها، خاصة مسرحية يوم عاصف جدا، حيث كانت الشخصية تحمل تشابها كبيرا مع شخصية والدتها الحقيقية، ولكنها لم تعد قادرة على مشاهدة أى عمل من أعمالها الفنية بعد وفاتها: «ناس كتير بيفتكروا إن أهل الفنان محظوظين، لأنهم يستطيعون رؤيته يتكلم ويتحرك ويضحك فى أعماله بعد وفاته، ولكننى لا أستطيع مشاهدة أعمال أمى لأننى أصاب بحالة انهيار، ولكن أحرص حاليا على أن يرى أبنائى أعمالها والفيديوهات الخاصة التى جمعتنا بها حتى يشعروا بأن ماما دودو لسه عايشة معانا»،
وأضافت: «ماما كانت بتحلم بالستر، ومكانش لها أى وصايا غير إننا نكون ملتزمين بتعاليم الدين، وقبل وفاتها مكانش فى أى شىء يشير بقرب موتها». تكشف ميرهام الريس أنها وجدت فى الدولاب الخاص بالفنانة مديحة كامل بعد وفاتها عددا من الكتيبات الدينية التى توزع فى العزاء صدقة على روح المتوفى طبعتها والدتها واحتفظت بها دون أن تخبرها وبالفعل تم توزيعها بعد وفاتها، كما اكتشفت الكثير من أعمال الخير التى كانت تقوم بها والدتها فى الخفاء.
وأضافت: «توفت أمى وكانت أمها ووالدها وجدتها على قيد الحياة، فبعد الجلطة التى أصابت والدتها وكانت سببا فى اعتزال والدتى وحجابها شفيت جدتى وعاشت بعد وفاة أمى 11 عاما، ولكن وفاة أمى كانت سببا كبيرا فى حزن الأسرة، وأصبحت الحياة سوداء بدونها، لأنها كانت آسرة القلوب، وأصيبت والدتها بجلطة أخرى، ومن رحمة الله أنها عانت من عدم الوعى والإدراك سنوات قبل وفاتها».
تشير الابنة إلى إحدى الصور التى قامت بتركيبها لوالدتها، حيث وضعت إيشاربا على رأسها قائلة: «الصورة الوحيدة لأمى بالحجاب كانت فى فرحى، وكان شكلها مرهق وحبيت يكون لها صورة وهى بشكلها الطبيعى وحيويتها، فقمت بتركيب هذه الصورة»، كما أشارت إلى بعض الجوائز التى حصلت عليها الفنانة الراحلة مديحة كامل، مؤكدة أنه لم يتم تكريمها بعد وفاتها سوى مرة واحدة.