صور.. "منة" تبكى ولا تنام: نفسى اتعلم.. الطفلة الأسوانية طردوها من المدرسة بسبب إعاقتها الحركية.. والأطفال ابتعدوا عنها فجلست وحيدة على الكرسى المتحرك.. والأم: لم نستطع إدخالها المدرسة

فى منزل بسيط لا تكتمل جدرانه الأربعة وسقفه من جريد النخيل المتدلى على الأرض بسبب الرياح والأمطار وعوامل الطقس السيئ التى شهدتها مصر خلال فصل الشتاء، بالإضافة إلى باب خشبى مثقوب لا يستر من بداخله، إنه منزل أسرة الطفلة "منة " المصابة بإعاقة حركية وتتمنى أن تلتحق بمدرسة للتعلم. "انفراد" التقى الطفلة منة سعيد النورى أحمد، وتعيش فى منزل بسيط يقع فى عزبة الفرن بمنطقة كيما محافظة أسوان، ويشير إلى حالة الفقر التى تعيشها الأسرة دون عائل حقيقى بعد وفاة الأب وحرمان الطفلة منذ صغرها وحتى بلوغها 15 سنة، من حق التعليم بحجة أنها من ذوى الإعاقة. جلست الطفلة منة على الكرسى المتحرك الذى حصلت عليه كهدية من إحدى الجمعيات الخيرية، وتحدثت وهى أمام المنزل وقد أحاط بها بعض الأطفال الصغار أبناء شقيقاتها الأكبر سناً، ليسلون وحدتها بعد أن ابتعد الأطفال عنها وجلست وحيدة تتمنى حلم العودة للمدرسة مرة أخرى رغم أن كان يوماً واحداً فقط، وبصوت خافت مكسور قالت منة لـ"انفراد ": "أنا نفسى أتعلم ولما روحت المدرسة قالولى مش عاوزينك تانى". بدأت قصة منة - بحسب ما روته والدتها باتعة عبد الله أحمد - عندما ولدت الطفلة وهى فى شهرها السابع من الحمل، وتعرضت للإصابة بانسداد فى شرايين القلب وتم إنقاذها بعمل التدخل الجراحى اللازم، ثم بدأت مشاكل صحية أخرى تظهر نتيجة هذه الإصابة وهو ما أدى إلى إصابتها بالشلل فى النصف السفلى من الجسم، مما أثر على حركة قدميها وعدم قدرتها على المشى، وحاولت الأسرة مع الأطباء وبمساعدة أهل الخير، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل وأصبحت الطفلة منة جليسة كرسى متحرك. وأضافت الأم باتعة، أن الأسرة بسيطة جدًا بالكاد تملك قوت يومها، ومنة هى أصغر أخواتها الخمسة 4 بنات وولد، وتزوجت ثلاثة من البنات وللأسف مع الوقت طلقت اثنتان منهن وعادوا للمعيشة فى منزل الأسرة البسيط المكون من غرفتين ضيقتين وسقفه مشقق، ولم يتسن للأسرة إعادة السقف مرة أخرى، وأما الأب فهو كان عاملا باليومية وتوفى قبل سنوات، أما الابن فهو لا يعمل. وتابعت الأم حديثها، "كان يصعب علينا إدخال منة المدرسة وهى على حالتها هذه من الإعاقة الحركية، خاصة أن ذهابها للمدرسة فيه مشقة وأعباء مالية لا تستطيع أسرة معدومة مثلنا تحمل ذلك، حتى كبرت البنت وقبل بلوغها سن الـ14 سنة، تعلقت بالأطفال فى الشوارع وطار قلبها بحلم اللعب معهم ومشاركتهم الذهاب إلى المدرسة من أجل التعليم، خاصة أننا لاحظنا ارتفاع نسبة ذكاء منة، وفى إحدى المرات التى كنا نتردد فيها على الجمعيات الخيرية لطلب المساعدة وتوفير الاحتياجات الأساسية للمعيشة، تقابلنا مع مدام بوسى وهى سيدة تسعى فى الخير ومساعدة المحتاجين، وساعدت الطفلة فى إجراء جراحة لها والمتابعة مع طبيب علاج طبيعى لمساعدتها على الحركة والوقوف على قدميها". من جانبها، أوضحت بوسى على، سيدة من مدينة أسوان، بأنها عندما تقابلت مع الطفلة منة تضامنت مع حالتها منذ المرة الأولى للقائهما، خاصة أن الطفلة ليس لها مطالب تتعلق بملابس أو ألعاب أطفال أو حتى مساعدات عينية سوى رغبتها فى التعليم والالتحاق بالمدرسة مثل قرائنها الأطفال، وعلقت: "الطفلة تبكى ولا تنام بسبب رغبتها فى التعليم". وأضافت السيدة الأسوانية، أنها سعت فى بداية الأمر لإلحاق الطفلة بمدرسة الفصل الواحد لذوى الاحتياجات الخاصة، والخاص بإحدى الجمعيات الخيرية، وبعد يوم واحد من التحاقها بالمدرسة وكانت الفرحة غمرت الطفلة المحرومة، إلا أن المفاجأة كانت بطرد الطفلة من المدرسة بعد يوم واحد من التحاقها، بحجة أن والدها كان سجيناً قبل وفاته على ذمة قضية إيصالات أمانة "على حد قولها". وأشارت إلى أنها حاولت فى اتجاه آخر وهو إلحاقها بمدارس التعليم المجتمعى، إلا أن ذلك لم يتحقق، حتى تخطت الطفلة سن الـ14 عاماً وهو السن الذى لا يسمح للأطفال بدخول مدارس التعليم المجتمعى وتحويلها إلى مدارس التعليم الخاص.


















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;