"حياتك تستاهل تتعاش" عنوان لحملة أطلقتها أمانة الصحة النفسية بوزارة الصحة لمواجهة الانتحار والحد منه خاصة مع ارتفاع وتيرة الظاهرة خلال الفترات الماضية بين الشباب والشابات ما يكشف عن يقظة صانع القرار لتفادى تأثيرات المشاكل والاضطرابات على المجتمع.
وأكدت الدكتورة منن عبد المقصود رئيس أمانة مستشفيات الصحة النفسية فى تصريحات لـ"انفراد" أن الحملات التى تطلق من آن إلى آخر لمواجهة الانتحار والراغبين فيه تستهدف توجيه رسالة أمل وتفهم لمن يحاولون إنهاء حياتهم بسبب شعورهم باليأس وفقدان الأمل، وتابعت: رفع حالة الوعى لدى المجتمع بمخاطر الانتحار وأسبابه وآليات الوقاية منه والحد من الوفيات الناجمة عنه أمر هام للغاية وهو ما نعمل عليه حالياً .
وقالت رئيس أمانة مستشفيات الصحة النفسية أنه وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية فإنه يلقى ما يقارب 800000 شخص حتفه عالميا كل عام بسبب الانتحار وأن مقابل كل حالة انتحار هناك الكثير من الناس الذين يحاولون الانتحار كل عام وتمثل محاولة الانتحار السابقة أهم عامل خطر لعموم السكان مؤكده أن الانتحار ثانى أهم سبب للوفاة بين من تتراوح أعمارهم بين 15و 29 عاما.
وتابعت : تستأثر البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بنحو 79% من حالات الانتحار فى العالم فكل عام، يموت ما يقرب من مليون شخص نتيجة للانتحار فى جميع أنحاء العالم واستكملت : تحركات الصحة النفسية لمواجهة ظاهرة الانتحار بين الشباب تتمثل فى زيادة وعى المجتمع المصرى ناحية المرض النفسى وإزالة الوصمة عنه وذلك من خلال حملات التوعية عن المرض لافتة إلى أنه تم توفير خط ساخن لتقديم الاستفسارات النفسية كخطوة للاستدلال على طريقة مواجهتها والحصول على العلاج.
وأشارت أن هناك علاقة وطيدة بين الانتحار والاضطرابات النفسية خاصة الاكتئاب والاضطرابات الناجمة عن تعاطي المخدرات، إلا أن هناك العديد من حالات الانتحار التي تحدث نتيجة الأزمات و انهيار القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة وتابعت : نسب المنتحرين فى مصر قليلة والنسبة المسجلة باسم مصر هى 0.1 لكل 100 ألف والمتوسط العالمى يتراوح بين 8 إلى 12 لكل 100 ألف.
ومن جانبه قال الدكتور محمد على مدير إدارة الإعلام بأمانة الصحة النفسية لـ"انفراد" أن الشخص المنتحر بقدر رغبته فى التخلص من حياته يكون راغبا فى العيش والحياة لكنه يحتاج إلى مساعدة مؤكدا أنه يمكن بلورة أسباب الانتحار فى عدم القدرة على مواجهة الضغوط الحياتية والمجتمعية والنفسية الشديدة للحياة والتعرض للفشل والهجر وفراق الأصدقاء والأحباب وكذلك المعاناة من قلة المادة والدخل .
وأضاف أن الآلام الشديدة والأمراض المزمنة والاكتئاب والفصام والاضطرابات النفسية فى ظل غياب الدعم الأسرى والمجتمعى تلعب دورا كبيرا فى تعزيز فكرة الانتحار وتابع هؤلاء يحتاجون إلى أن نسمعهم ونتحاور معهم ونقدم لهم الدعم الكامل من تواصل وعلاج وحثهم على الحياة ومواجهتها وتابع : الدراسات كشفت أن نسب الانتحار للجنسين تكون فى مراحل العشرينات وبعد سن الــ 65 عاما واستكمل فترة عمر العشرينات يحدث تقلبات مزاجية كبيرة للشخص قد تدفع الشخص للانتحار نتيجة لفقده شغله أو فشلة فى الدراسة أما بعد سن الــ 65 فيكون عادة بسبب الوحدة وحالة الفراغ بعد قضاء عمل دام لسنوات أو التعرض لمرض خطير أو مزمن.
وكشف أن الانتحار له عدة مستويات فالمستوى الأول يكون فيه الشخص لدية الفكرة أما المستوى الثانى يكون فيه لدية الفكرة والخطة بينما المستوى الثالث يكون لدية الفكرة والخطة والنية مجتمعين والرابع فيكون لدية الثلاثة السابقين مع تحديد موعد الانتحار والتخلص من حياته مضيفا أن حالات الانتحار تكون فى الرجال بآلات حادة وضربا بالرصاص والقفز من المرتفعات بينما السيدات يتميزن بطرق أقل حده كأن تقوم بتناول دواء أو قطع شريانها مثلا وتابع يتردد على مستشفيات الصحة النفسية ما يقرب من 516 ألف مريض نفسى سنوياً .
وقال : الميول للانتحار والرغبة فيه مرض نفسى يمكن علاجه وفى جلسة واحدة بالعدول عن الفكرة نهائياً وقد يستغرق بعض الوقت لتصحيح المفاهيم داخل عقل المريض حتى يستقيم وضعة ويعود للتفكير فى الحياة بشكل طبيعى وتابع : لدينا سلسلة من المحددات التى نستطيع من خلالها تحديد وتميز الراغبين فى الانتحار كأن يمتنع عن النظافة وينقطع عن العمل والدراسة ويلجأ للانعزال عن المجتمع ويبدأ فى بث رسائل عبر الوسائط المختلفة فحواها الموت والرغبة فيه والتخلص من حياته تماما.