"الرجل الحديدى" أو مطران كفر الشيخ والبرارى ورئيس دير القديسة، سكرتير المجمع المقدس السابق، أو الرجل الثانى في عصر البابا شنودة وصقر الكنيسة أحيانا، ألقاب كثيرة والمقصود واحد وهو الانبا بيشوى ، الذى توفى أثر أزمة قلبية باغتته في طريق عودته من مهمة كنسية في أرمينيا فى شهر أكتوبر الماضى.
الألقاب الكثيرة التي نالها الرجل الحديدى ، في حياته لم تثير الجدل كونها تعبر عن الوظائف الكثيرة التي شغلها أو الأدوار التي لعبها كيد حديدية للبابا شنودة، إلا أن صقر الكنيسة طل مرة أخرى من قبله ليثير الجدل بلقب لم يختاره إنما منحه له الأنبا أرميا ، رئيس المركز الثقافي القبطى بعد وفاته، وشريكه في إدارة الكاتدرائية طوال سنوات حبرية البابا شنودة ، حيث كان الانبا ارميا سكرتيرا شخصيا للبابا بينما كان الانبا بيشوى سكرتيرا للمجمع المقدس، وقد لعب الثنائى وإلى جوارهم الانبا يؤانس سكرتير البابا الأخر، أدوارا مفصلية في السنوات العشر الأخيرة التي شهدت غياب البطريرك عن مقر كنيسته للعلاج بالخارج شهورا عديدة.
الانبا ارميا ، رئيس المركز الثقافي القبطى، ظل وفيًا للصداقة التي جمعته بالانبا بيشوى، حتى إنه افتتح السبت، معرضا لمقتنيات المطران الراحل بالمركز الثقافي القبطى يضم ملابسه الكنسية وعصاه وبعضا من متعلقاته الشخصية أسوة بمعرض مجاور أسسه الانبا ارميا للبابا شنودة في المكان نفسه، إلا أن الأنبا ارميا أطلق على رفيق رحلته لقب "المعترف"، ونشر ذلك رسميا على صفحة المركز الثقافي القبطي على الفيسبوك، حيث افتتح البابا تواضروس هذا المعرض ومنح الانبا ارميا لقب "معترف" للأنبا بيشوى" في خبر الافتتاح.
ماذا يعنى لقب "معترف" الذى منحه الأنبا ارميا لرفيق خدمته "الانبا بيشوى"؟
وفقا لموقع تكلا هيمونت، المتخصص في الشئون المسيحية وهو موقع رسمي، فإن لقب معترف يطلق على من تضرر جراء عدم نكرانه الإيمان المسيحى مثل الأنبا صمؤئيل المعترف، فتم اقتلاع عينه لثباته فى الإيمان، والمعترف أيضا هو الذى اعترف بإيمانه فى وقت يتسبب فيه هذا الاعتراف لتعرضه لعذابات واضطهاد واضح، فإذا لاقى ربه نتيجه لهذه العذابات احتسب شهيداً، و تعتبر الكنيسة الأرثوذكسية المعترفين من الدرجات العليا فى الكرامة تقترب جدا من الشهداء.
يعتبر الانبا صموئيل المعترف صاحب الدير الشهير بصحراء المنيا، أشهر من نالوا هذا اللقب في تاريخ الكنيسة القبطية، إذ يروى التراث الكنسى قصة اقتلاع عينيه وعذابه جراء إيمانه وكلها أمور لا تنطبق على الانبا بيشوى الذى توفى جراء أزمة قلبية ولم تشهد حياته أية عذابات تتعلق باعترافه بالإيمان المسيحى.
لماذا أطلق الانبا ارميا لقب معترف على الأنبا بيشوى بعد وفاته؟
مصادر بالمركز الثقافي القبطى الأرثوذكسى أوضحت لـ " انفراد " ، سر إطلاق لقب المعترف على الانبا بيشوى من قبل شريكه في الخدمة الرسولية الانبا ارميا، وقالت : مما نال الانبا بيشوي في مسيرته المجيدة في خدمة الكنيسة أنه تم حبسه في احداث سبتمبر 1981 وكان وقتها مع البابا شنودة في دير الانبا بيشوي بعد خطاب السادات الشهير وجاءت قوة للدير تطلب القبض عليه وقال له البابا اذهب معهم فاعد حقيبته وذهب معهم وكان رقم زنزانته رقم واحد فقد كان المطلوب الأول مع سبعة أساقفة آخرين ، وظل نيافته في السجن من 7 سبتمبر 1981 وحتي 12 فبراير 1982
و تابع المصدر: كان الانبا بيشوى يلقي العظات الروحية والتعليمية علي اخوته الأساقفة وأبناءه الكهنة والعلمانيين المحبوسين معه وكان رابط الجأش يقوي الضعفاء ويقول إن التحفظ يجعلنا شركاء في الاضطهاد الذي يتعرض له شعبنا القبطي مضيفا: بعد خروجه لم يسمح له بالعودة الي ايبارشية دمياط بل ظل حتي اول يناير 1985في دير مارمينا ودير السريان والبراموس يرعي شئون ايبارشيته من القلاية.
هل أطلقت الكنيسة لقب "معترف" على أي من الأساقفة أو المسيحيين المعاصرين؟
من ناحية أخرى، فإن تاريخ الكنيسة المعاصر لم يشهد إطلاق لقب معترف على أي من المسيحيين الأحياء حتى ظهر هذا اللقب من جديد في قرار المجمع المقدس للكنيسة القبطية في يونيو 2017 حين قرر إطلاق لقب شهيد على كافة ضحايا الأعمال الإرهابية التي طالت الكنائس في هذا اليوم، مع تحديد يوم الـ15 من فبراير يوما لشهداء الكنيسة، كذلك فإن المجمع المقدس أطلق لقب معترف على جميع مصابى الاعتداءات الإرهابية الأخيرة على كنائس البطرسية، وطنطا، والإسكندرية، وحادث دير الأنبا صموئيل، خاصة بعد روايات الناجين من حادث دير الانبا صموئيل الأول حين أكدوا أن الجماعات الإرهابية طلبت منهم إنكار إيمانهم المسيحى فرفضوا فقتل من قتل وأصيب من أصيب، وشكلت الكنيسة لجنة لرعاية المعترفين والشهداء وأسرهم يشرف عليها الأنبا يوليوس أسقف الخدمات الاجتماعية.
ماذا قال المتحدث الرسمي باسم الكنيسة على لفظة "معترف"؟
من جانبه، رد القس بولس حليم ، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة على سؤال " انفراد " عن الحالات التي يتم فيها إطلاق لقب معترف فقال: المعترف هو من تعذب جراء إيمانه المسيحى وشهد للمسيح بهذا الإيمان وقد كانت تطلق على من نالوا اضطهادا او تعذيبا في العصور القديمة وبشهادة الناس أما في العصر الحديث فإن إطلاق لقب معترف يتطلب قرارا رسميا من المجمع المقدس للكنيسة القبطية.