عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، 3 لقاءات مهمة بقصر الاتحادية، حيث استقبل وزير الخارجية السويسرى، أمين عام منظمة السياحة العالمية، ووزير الدفاع الصينى.
وخلال استقباله إجنازيو كاسيس وزير الخارجية السويسرى، بحضور سفير سويسرا بالقاهرة، أعرب الرئيس السيسى عن تطلع مصر لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات، فضلاً عن التشاور حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأشار الرئيس إلى التطورات الإيجابية التى شهدها الاقتصاد المصرى خلال الفترة الأخيرة والنجاحات التى حققها برنامج الإصلاح الاقتصادى الشامل، مشيراً إلى أهمية العمل على زيادة الاستثمارات السويسرية فى مصر، فضلاً عن أهمية زيادة حجم التبادل التجارى، فى ضوء ما توفره اتفاقيات التجارة الحرة التى تربط بين مصر والدول العربية والأفريقية والأوروبية من أفضلية لنفاذ السلع المصدرة من مصر، الأمر الذى من شأنه توفير كافة سبل النجاح للاستثمارات الأجنبية.
وقال السفير بسام راض، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن وزير خارجية سويسرا أشاد بالعلاقات المصرية السويسرية، مؤكداً حرص بلاده على دفع وتطوير أطر التعاون المشترك مع مصر فى مختلف المجالات، لاسيما الاقتصادى، وذلك فى ضوء مرور 110 عام على العلاقات التجارية المصرية السويسرية.
وأضاف الوزير السويسرى أن مصر تعد فى مقدمة الدول فى الشرق الأوسط وأفريقيا التى تسعى سويسرا لتعزيز التعاون معها على شتى الأصعدة، وذلك فى إطار استراتيجية الجانب السويسرى للتعاون مع مصر بما يعزز التنمية المجتمعية والاقتصادية فيها. كما أشاد وزير الخارجية السويسرى بدور مصر فى دعم الاستقرار فى المنطقة، وجهودها فى مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية.
وأوضح السفير بسام راضى أن اللقاء تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى عدد من مجالات التعاون المشترك، ومن بينها المجال الثقافى، وحماية التراث الثقافى، فى ضوء حرص مصر على استعادة الآثار المصرية التى خرجت منها بطرق غير مشروعة.
كما تم خلال اللقاء بحث عدد من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أشار الرئيس إلى الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطينى، مؤكداً أهمية الدور الذى تقوم به وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فى هذا الشأن.
وتطرق اللقاء إلى الجهود المصرية للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة فى ليبيا وسوريا واليمن، بما يضمن وحدة مؤسسات الدولة الوطنية فى تلك الدول، ويصون مقدرات شعوبها ومصالحها العليا.
وفى هذا السياق استعرض الرئيس الجهود المصرية على صعيد الأزمة الليبية، مؤكداً دعم على دعم مصر لمختلف الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية، وفقاً لمبادئ الموقف المصرى المتمسك بوحدة أراضى ليبيا واحترام إرادة شعبها ودعم مؤسساتها الوطنية وتوحيد المؤسسة العسكرية، على نحو يساهم فى عودة الاستقرار والأمن إلى ليبيا ومنطقة الشرق الأوسط.
وتناول اللقاء أيضاً جهود مصر لمكافحة الإرهاب، حيث أكد الرئيس ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولى لمواجهة الإرهاب بحسم ومن خلال مقاربة شاملة، تتضمن منع انتقال المقاتلين الأجانب إلى مناطق أخرى. كما تناول اللقاء ملف الهجرة غير الشرعية، والتى أسفرت عن النجاح فى وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية منذ حوالى 3 سنوات، فضلاً عن تعامل مصر مع اللاجئين من منطلق إنسانى وتمتعهم بكافة الخدمات المقدمة للمواطنين المصريين، الأمر الذى أشاد به وزير الخارجية السويسرى مؤكداً دعم بلاده ومساندتها للجهود المصرية فى هذا الإطار.
أمين عام منظمة السياحة العالمية يشيد بدور السيسى فى مساندة القطاع
واستقبل الرئيس السيسى اليوم "زوراب بولوليكاشفيلى"، أمين عام منظمة السياحة العالمية، وذلك بحضور الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة.
وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن أمين عام منظمة السياحة العالمية قام خلال اللقاء بتقديم درع المنظمة للرئيس، وذلك تقديراً لدعمه الفعال للقطاع السياحى من خلال إطلاق برنامج الإصلاح الهيكلى لتطوير قطاع السياحة فى مصر، بما يساهم فى تحقيق استراتيجية 2030 للتنمية المستدامة.
وأوضح المتحدث الرسمى أن الرئيس رحب بزيارة أمين عام المنظمة، منوهاً إلى الجهود التى تبذلها مصر لتطوير منظومة السياحة، من خلال الإصلاح المؤسسى على مستوى كافة القطاعات، وكذا تدريب وتأهيل العاملين فى القطاع السياحى، ومشيداً فى هذا الإطار بالدور الذى تضطلع به منظمة السياحة العالمية لدعم القطاع السياحى فى العالم والارتقاء به على المستويين الدولى والإقليمى.
كما أكد الرئيس حرص مصر على تعزيز التعاون والتنسيق مع المنظمة لتنشيط السياحة باعتبارها إحدى الدعائم الحيوية للاقتصاد المصرى، مبرزاً فى هذا الصدد اهتمام مصر بالاستغلال الأمثل للمقاصد السياحية وتنويعها وزيادة مستوى تنافسيتها، بما فى ذلك سياحة المؤتمرات من خلال استضافة العديد من الفعاليات الدولية فى شتى المجالات خلال الفترة الماضية ونسب المشاركة المرتفعة فيها، بما يعكس الثقة فى قدرات مصر التنظيمية.
وأوضح المتحدث الرسمى أن أمين عام منظمة السياحة العالمية أشاد بدور الرئيس فى مساندة قطاع السياحة وترسيخ مفهوم السياحة المستدامة وتشجيعها بجميع أنواعها المختلفة، معرباً عن تطلع المنظمة لتعزيز التعاون مع مصر باعتبارها إحدى الدول المؤسسة لها، ومشيراً إلى تفاؤله باستعادة القطاع السياحى المصرى لمكانته المتقدمة التى يستحقها دولياً.
ولفت أمين عام المنظمة إلى أن برنامج الإصلاح الهيكلى لتطوير قطاع السياحة فى مصر، الذى يتضمن محاور إصلاح متعددة تهدف إلى رفع القدرة التنافسية للقطاع، يُعتبر نموذجاً ناجحاً سوف تقوم منظمة السياحة العالمية بإتاحته للدول الأعضاء من خلال نشره على الرابط الإلكترونى الرسمى للمنظمة، وحثها على صياغة برامج مماثلة.
وزير دفاع الصين يؤكد للسيسى حرص بكين على تطوير علاقاتها الاستراتيجية مع مصر
كما استقبل الرئيس السيسى اليوم الفريق أول "وى فنج هه" وزير دفاع جمهورية الصين الشعبية، وذلك بحضور الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والسفير الصينى بالقاهرة.
وقال السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن وزير الدفاع الصينى نقل للرئيس تحيات الرئيس الصينى شى جين بينج، مؤكداً حرص الصين على استمرار تطوير علاقاتها الاستراتيجية مع مصر على مختلف الأصعدة، ومشيراً إلى ما تكنه بلاده من احترام وتقدير للسى الرئيس ولمصر فى ظل دورها المحورى كركيزة أساسية لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن النجاحات الكبيرة التى حققتها مصر بقيادةالرئيس فى مجال الأمن والاستقرار وكذلك الإصلاح الاقتصادى ومسيرة التنمية الشاملة فى مختلف القطاعات.
ورحب الرئيس بوزير الدفاع الصينى، وطلب نقل تحياته وتقديره إلى الرئيس شى جين بينج، مشيراً إلى ما تحظى به التجربة التنموية الصينية تحت قيادة الرئيس الصينى من تقدير كبير لدى مصر.
وأكد الرئيس حرص مصر على تعزيز علاقات التعاون الممتد منذ عقود بين البلدين، مشيداً بما تشهده تلك العلاقات من تطورات إيجابية مؤخراً وارتقائها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وأضاف المتحدث الرسمى أن اللقاء شهد استعراضاً لعدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، حيث أوضح الرئيس دعم مصر لمبادرة الصين "الحزام والطريق" لتعزيز التعاون التجارى والاقتصادى بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، مؤكداً أنها تتكامل مع جهود مصر التنموية وجذب الاستثمار، وكذلك المشروعات القومية الكبرى الجارى تشييدها فى أنحاء الجمهورية وفى مقدمتها محور تنمية قناة السويس الذى يتضمن إنشاء مناطق صناعية ولوجيستية، وموانئ على البحرين الأحمر والمتوسط، فضلاً عما قامت به مصر من طفرة فى مجال إنتاج الطاقة بأنواعها المختلفة، وكذا شبكة الطرق، وازدواج الخط الملاحى لقناة السويس، وهى مشروعات فى مجملها تعمل على سرعة وتسهيل حركة التجارة.
وتطرق اللقاء إلى التعاون الثنائى بين الجانبين على الصعيد الأمنى والعسكرى ومكافحة الإرهاب والتدريبات المشتركة فى ضوء ما يتوفر لدى الجانبين من خبرات يمكن تعظيم استغلالها لتطوير قدراتهما فى تلك المجالات.
