هنا فى منطقة الخصوص بالقليوبية، الشوارع ضيقة والعقارات متلاصقة، وضجيج مركبات التوك توك لا يتوقف، ووسط هذه الأجواء المزدحمة شهد الشارع وصلة "هزار" بين مجموعة من الشباب سرعان ما تحولت إلى مشاجرة وتشابك بالأيدى والشوم، وفشلت جميع محاولات المارة فى الفصل بين هؤلاء الشباب.
"أحمد" شاب محبوب فى المنطقة، معروف عنه الشهامة و"الجدعنة" لم يكن أبداً يترك هذا المشهد دون التدخل لاحتواء الأمر، وسارع الشاب ليفرق بين الشباب المتناحرين لكن أحدهم اشتبك معه وتحرك من المكان وعاد برفقة آخر وقتلوه.
"مات أحمد.. راح الجدع".. هكذا تحدث "مصطفى.م"، صديق الضحية، قائلا، "قتلوه فى لحظة غدر، ليموت الشاب الخلوق ويتركنا نتقاسم الأحزان، بعدما كان يجهز نفسه لخطوبته خلال أسبوع، لكن الموت كان الأقرب إليه".
"طعنة بسكين" غيبت الشاب الخلوق عن المنطقة، وفقاً لرواية صديق القتيل لـ"انفراد"، قائلا، "طعن المتهم الضحية بسكين وهرب من المنطقة وسط صراخ السيدات وبكاء الأصدقاء، وسارعنا بنقله للمستشفى لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة، بينما حضرت قوات الأمن لمكان الحادث ونجحت فى تحديد مكان اختباء المتهم فور وقوع الحادث وسارعت بالقبض عليه قبل أن تجف دماء القتيل.
"لا أنسى ابتسامته وضحكه معنا".. هكذا تحدث صديق القتيل عن آخر جلسة جمعته بالمجنى عليه قبل ساعات من وقوع الجريمة، قائلا، "كان الضحية مرحاً محبوباً للجميع، لكن شهامته وإصراره على فض المشاجرة بين الشباب قادته للقبر، ليترك سيرة عطرة يتجاذبها كل سكان المنطقة الذين خرجوا فى جنازة شعبية مهيبة يودعوا شهيد الشهامة والرجولة لمثواه الأخير.
وكان رئيس مباحث الخصوص تلقى إشارة من مستشفى المطرية بوصول شاب مقتولاً، وبالانتقال تبين أن الجثة لشخص يدعى "أحمد. م" 18 سنة، طالب، إثر إصابته بجرح نافذ بالفخذ الأيسر.
وكشفت تحريات المباحث أنه أثناء تواجد الضحية برفقة زملائه "م. ح" 18 سنة، طالب، و"ف. ح" 18 سنة، طالب، بجوار موقف الأتوبيس وقعت بينهم مشادة كلامية بسبب "الهزار" تطورت لمشاجرة، وأثناء ذلك تصادف مرور صديق الثانى ويدعى "ع. ص. م" وشهرته "كشرى" 18 سنة، طالب، وتدخل لمناصرته وقام على إثرها الأخير بطعن المجنى عليه بسلاح أبيض كان بحوزته محدثا إصابته التى أودت بحياته وفروا جميعاً هاربين.
وشكل اللواء علاء الدين سليم، مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، فريق بحث لكشف ملابسات الجريمة والقبض على المتهمين، حيث تمكن رجال المباحث بالقليوبية من ضبط المتهم وأرشد عن السلاح المستخدم فى الواقعة عبارة عن مطواة وتم التحفظ عليها.