الأمن الفرنسى لـ"السترات الصفراء": الشانزليزية "خط أحمر".. وزير الداخلية يطلق تحذيرا استباقيا من مظاهرات السبت.. ويؤكد: سنرد بقوة وحزم.. والاحتجاجات محظورة.. وتقارير: خسائر مسيرات الفوضى تقترب من ربع

بوتيرة متقطعة تشهد فرنسا سلسلة احتجاجات من آن لآخر، فبرغم انحسار مظاهرات السترات الصفراء خلال الأسابيع الأخيرة وتراجع دورها فى الساحة الفرنسية، إلا أن الحركة لا تزال متمسكة بتنظيم احتجاجات أسبوعية فى محاولة لتنفيذ مطالبها والتى من بينها تغيير النظام الحاكم بأكمله، وهو ما دفع الحكومة الفرنسية لإعلان تحذير استباقى هذا الأسبوع من تلك الاحتجاجات مؤكدة أنها ستتعامل بقوة وحزم وفق القانون مع المظاهرات التى دعت لها الحركة السبت المقبل. وفى تصريحات نشرتها صحيفة 20 مينوت الفرنسية اليوم الخميس، قال وزير الداخلية كريستوف كاستانير، إن الدعوات للتظاهرات من قبل حركة السترات الصفراء السبت المقبل، مرفوضة تماما، ونعلن بشكل واضح حظر أى احتجاجات فى ساحة الشانزليزية. مسيرات السترات الصفراء وتابع الوزير بحسب ما نشرته الصحيفة: "تلك الدعوات ما هى إلا تحريض على المزيد من أعمال العنف، ونحن أعطينا حزمة من التعليمات لمراكز الشرطة والدرك فى العاصمة لمواجهة أى تظاهرات أو محاولة للخروج عن القانون أو تهديد الأمان والسلم الاجتماعى"، مشيراً إلى أنه يتم الآن اتخاذ العديد من التدابير بالتعاون مع وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبى. ورغم تراجع الحكومة الفرنسية عن العديد من قراراتها الاقتصادية التى صدرت مطلع العام الحالى، مثل التراجع عن فرض رسوم جديدة على الوقود وتعهدها بإعادة هيكلة الأجور، إلا أن وتيرة العنف التى أشعلتها السترات الصفراء لم تنقطع بشكل كامل. ماكرون ومتظاهرى السترات الصفراء وحاولت العديد من الأحزاب الفرنسية المعارضة وفى مقدمتها حزب الجبهة الوطنية الذى تتزعمه مارين لوبان المرشحة الرئاسية الخاسرة، استغلال تظاهرات السترات الصفراء والمبادرة بدعمها فى مواجهة نظام الرئيس إيمانويل ماكرون. وكانت السترات الصفراء قد دعت عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر إلى تظاهرات جديدة يوم السبت المقبل فى ساحة الشانزليزية لتكون بمثابة نقطة انطلاق مسيرات تجوب أنحاء العاصمة باريس. ودعت السترات الصفراء داعميها ومؤيدى سياستها ، على التظاهر من جديد فى موجه اكبر للتصعيد أمام الحكومة السبت المقبل على تكون ساحة السانزليزيه هى مكان التجع وبداية انطلاق المسيرات فى مختلف أرجاء العاصمة الفرنسية باريس. وقبل أيام، كشفت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبى أرقام صادمة بشأن المعتقلين فى مظاهرات السترات الصفراء، والتى بدأت شرارتها الأولى 17 نوفمبر الماضى، مشيرة إلى أن عدد الأحكام الصادرة حتى الآن تقدر بـ2000 حكم قضائى، وأن عدد المعتقلين منذ بدء الاحتجاجات بلغ 8700 شخص حتى الآن. وبحسب وسائل إعلام فرنسية، لا تزال السلطات القضائية تبحث فى تهم جديدة موجهة إلى 1800 شخص آخرين من المشاركين فى التظاهرات. مظاهرات السترات الصفراء وتقدر خسائر احتجاجات السترات الصفراء التى انطلقت قبل 19 أسبوع بنحو ربع مليار يورو، حيث ذكرت وسائل إعلام فرنسية إن أكثر من 81 متجرا ومطعما تعرضت خلال تلك الفترة للنهب والتخريب، بخلاف تدمير واجهات المحال التجارية الكبرى وبعض المساكن.