فى خطوات جادة وصادقة للحفاظ على حقوق الأطفال، وردع أى محاولات لتعرضهم للانتهاكات سواء فى المدارس أو فى المستشفيات، وأى مكان يتواجد فيه الطفل بالأقصر، التقى محمد بدر محافظ الأقصر بالدكتورة هالة أبو على الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة بحضور أعضاء لجنة حماية الطفولة بالمحافظة، لبحث سبل تفعيل دور اللجنة بالأقصر ضد انتهاكات الأطفال.
وأوضحت الدكتورة هالة أبو على الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة، خلال اللقاء أنه من خلال عمل اللجنة المركزية لحماية الطفولة ورصد وتحليل مشكلات الطفولة بالأقصر، تبين أن أبرز هذه المشكلات تتمثل فى التسرب من التعليم وخاصة بين الفتيات بسبب الزواج المبكر لهن، ومشكلة عمالة الأطفال، ومشكلة الأوراق الثبوتية للأطفال، وأخيراً العنف داخل المدارس الذى لم يقتصر على عنف المدرس تجاه الطفل، ولكن الأطفال تجاه بعضهم، والأطفال تجاه المدرسين والقائمين على العملية التعليمية.
وأكدت الدكتورة هالة أبو على الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة، ضرورة تفعيل دور اللجنة وتواجد لجان فرعية لحماية الطفولة داخل المدراس، وأن المجلس يقوم حاليًا بإعداد مكون تدريبى يشتمل على تدريب جميع أعضاء اللجان على سبل رصد المشكلات على أرض الواقع، وإيجاد الحلول العملية لها، وكذلك تفعيل آليات التواصل مع اللجنة المركزية وخط نجدة الطفل لتحقيق تدخل سريع من قبل العاملين للسيطرة على المشكلة فى مهدها.
من جانبه أوضح محافظ الأقصر أنه سيتم تخصيص مقر للجنة حماية الطفولة والأمومة لتلقى البلاغات والشكاوى ورصد الانتهاكات بشكل يضمن السرية، وتيسير أعمال اللجنة من خلال التنسيق مع جميع الجهات المسئولة وتوقيع العقوبات المشددة، على أن يتم العمل خلال مقاييس محددة لضمان تحقيق أعلى مستوى من الحماية اللازمة للأطفال سواء بالمدارس أو الشوارع أو حتى المنازل لأن أطفال اليوم هم بناة المستقبل.
ومن أبرز تلك الحالات للانتهاكات ضد الأطفال بمحافظة الأقصر، التحقيق مع مدرس لتعديه بالضرب على تلميذ بالصف السادس الابتدائى بمدرسة الزينية قبلى، حيث تسبب فى إصابته بكسور فى ذراعيه، وأمر طه بخيت وكيل وزارة التربية والتعليم، بإحالته للتحقيق وسرعة تقديم تقرير مفصل بالواقعة لأجهزة التحقيق لاتخاذ اللازم تجاه المدرس.
بداية الواقعة كانت بتحرير والد الطفل (أحمد أشرف) تلميذ بالصف السادس الابتدائى بمدرسة الزينية قبلى شمال محافظة الأقصر، محضراً بمركز شرطة طيبة اتهم فيه مدرس الرياضيات بالمدرسة ويدعى "أيمن م" بكسر ذراعى نجله بعد التعدى عليه بالضرب المبرح، وباستدعاء المدرس أمام رجال الشرطة بالقسم أكد أنه أثناء قيامه بالشرح داخل الفصل اشتبك التلميذ مع أحد زملائه فقام بتعنيف الاثنين، إلا أن أحمد قام بسب المدرس بوابل من الشتائم والألفاظ النابية، ما جعله يخرج عن شعوره ويطرحه أرضًا، وينهال عليه بالضرب.
أما وقائع الانتهاكات بحق الأطفال حديثى الولادة، فتمثلت فى واقعتين قمة فى البشاعة وعدم الإنسانية، حيث إن المسئولين بمؤسسة الشمس المشرقة لرعاية الأيتام بمدينة الأقصر، عثروا على كرتونة ملقاة أمام بوابة المؤسسة بداخلها طفل رضيع، وقاموا بإبلاغ الشرطة التى سلمته بدورها لمستشفى الأقصر العام لتقديم الفحوصات الطبية اللازمة له.
البداية كانت بتقدم مسئولى مستشفى الشمس المشرقة لرعاية الأيتام بمنطقة العوامية بمدينة الأقصر ببلاغ لقسم شرطة بندر الأقصر، يفيد بعثورهم على كرتونة أمام بوابة المبنى بداخلها طفل رضيع، فحضرت على الفور دورية أمنية وانتقلت بالطفل لمستشفى الأقصر العام لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة للطفل، ونجح رجال المباحث بمديرية أمن الأقصر، فى كشف غموض الواقعة.
وقام رجال المباحث بقسم شرطة بندر الأقصر بفحص جميع البيانات التى عثروا عليها فى السوار الذى كان بيد الطفل، وبسؤال عدد من العاملين بمستشفيات الأقصر المختلفة للوصول لأى معلومات قد تساعدهم فى الوصول لوالدته، تبين أن والدته توجهت إلى مستشفى الأقصر العام منذ أيام، وتم إجراء عملية ولادة لها، وتم التوصل إلى جميع البيانات الخاصة بالأم، وبسؤال والدة الطفل المتهمة فى الواقعة أمام رجال المباحث اعترفت بأنها أنجبت طفلها عن طريق علاقة غير شرعية مع أحد الشباب بمدينة الأقصر، وحاولت التخلص منه هربًا من الفضيحة، ووضعته أمام دار الشمس المشرقة لرعاية الأيتام للحفاظ عليه من الموت.
أما الواقعة الثانية لطفل رضيع عثرعليه أهالى مدينة الأقصر، فى كيس قمامة أسود، وذلك بجوار مدرسة الحرية "مبارك سابقا"، بشارع التليفزيون، وسط حالة من الحزن الشديد للأهالى لمشاهدتهم الطفل فى تلك الحالة السيئة، وعلى الفور أبلغوا رجال الإسعاف لنقل الطفل الذى مازال على قيد الحياة للمستشفى، فتوجهت سيارة إسعاف وتم نقل الطفل إلى مستشفى الأقصر الدولى لمتابعة حالته الصحية.