كان كافيا لأى أزمة تواجهها إيران ولو كارثة طبيعية أن تؤجج خلافا مجددا بين السلطة التنفيذية المتمثلة فى الرئيس حسن روحانى والمؤسسة العسكرية النافذة فى السياسة الإيرانية "الحرس الثورى"، فالسيول غير المسبوقة والفيضانات وغضب الطبيعة المباغت الذى تشهده أغلب محافظات شمال وغرب إيران منذ أكثر من 10 أيام بالتزامن مع عطلة عيد النوروز عيد رأس السنة الشمسية التى تصل لأسبوعين، مثلما خلفت ضحايا وصلت لـ45 شخصا وخسائر فادحة فى الممتلكات والبنى التحتية والمزروعات قدرت بمئات الملايين من الدولارات، خلفت أيضا خلافا سياسيا فى طرق معالجة حجم الكارثة.
الرئيس روحانى حسن الذى توجه الأسبوع الماضى إلى محافظة جليستان شمال شرق البلاد والأكثر تضررا بهذه الكارثة، وتفقد أمس الجمعة مدينة الأهواز بمحافظة خوزستان جنوب غرب إيران، وجه انتقادا مبطنا للحرس الثورى الذى نزل بكثافة فى المناطق المنكوبة لإغاثة المتضررين واحتواء الأزمة وقام بتدمير طرق "شارقلى" لتحويل تصريف المياه إلى جميشان فى محافظة جلستان، وقال روحانى فى مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى خلال اجتماع لمجلس تنسيق الأزمات دون الإشارة للحرس "تدمير الطريق والسكة الحديدية لم يكن له أى تأثير ولم يحل المشكلة، فالمياه انتقلت من مكان إلى مكان آخر، من مدينة آق قولا إلى مدينة جميشان".
انتقاد تند روحانی از اقدامات #سپاه در #سیل_گلستان_مازنداران:
شکستن این جادهها و ریل راهآهن هیچ فایده و تاثیری نداشته/ فقط آب را از این ور برده به آن ور، از آق قلا برده به گمیشان، فرقی نکرده pic.twitter.com/hNZ6mWENkN
— آخرین خبر (@akharinkhabar) March 29, 2019
أشارت تقارير إلى أن قائد الحرس الثورى محمد على جعفرى أصدر تعليمات أثناء جولة تفقدية بالقارب مدينة آق قلا بتدمير جزء من طريق "شارقلى - جميشان"، وتم تفجير قسما من طريق خطوط السكة الحديدية جرجان – آينشنه برون شمال بمدينة آق قلا، من أجل تصريف مياه الفيضانات الموجوده فى الشوارع لتصب فى البحر، الأمر الذى وصفه الإعلام المقرب من الحرس الثورى طريقا لحل مشكلة منسوب المياه الذى ارتفع بشكل كبير وغير مسبوق فى آق قلا والحيلولة دون وقوع كارثة فى جميشان.
وبعد ساعات علق الحرس الثورى على انتقادات روحانى، مبررا خطوة تدمير بعض الطرق بأنها جاءت من أجل الإسراع فى تصريف مياه الفيضانات التى غمرت محافظة جلستان، وقال قائد الحرس الثورى اليوم خلال تفقد المناطق المنكوبة فى هذه المحافظة "غمرت المياه منطقة كل آباد فى آق قلا، اتخذنا هذه الخطوة من أجل الإسراع فى عملية تصريف المياه من هذه المنطقة، وكانت خطوة مؤثرة، فهذه المنطقة كانت من أكثر المناطق المتضررة وبذلنا جهودنا لخفض مستوى المياه بشكل سريع منها"، وبشكل مبطن انتقد جعفرى آداء الحكومة لإغاثة متضررى السيول قائلا: "لو أن سائر الأجهزة الحكومية سخرت كافة إمكاناتها مثلما فعلت القوى الشعبية والباسيج والحرس الثورى والجيش والقوات المسلحة سوف يتم إنجاز هذا العمل بشكل أسرع"، وقال: "نأمل ألا يلصق بنا تهمة انتقال المياه من مكان لآخر".
پاسخ فرمانده سپاه به اظهارات رئیسجمهور درباره انفجار جاده آققلا برای خروج سیلاب pic.twitter.com/OGZipZXqXI
— خبرگزاری مهر (@mehrnews_fa) March 30, 2019
وهاجمت وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية المقربة من الحرس الثورى روحانى، وبثت وكالة تسنيم التابعة للحرس، تقارير ومواد إعلامية تنتقد فيها تصريحات روحانى، وتلمع من خلالها آداء الحرس فى هذه المناطق التى أثنى أهلها على إغاثة هذه المؤسسة لهم وفقا لتقارير الوكالة، وأبرزت إعلام الحرس الدور الذى لعبته المؤسسة العسكرية فى إغاثة المتضررين.
🎥 آیا تخریب راه آهن نتیجه نداشت؟#سیل_گلستان pic.twitter.com/IGALbx85F4
— خبرگزاری تسنیم 🇮🇷 (@Tasnimnews_Fa) March 30, 2019
ودافع التيار المتشدد وشخصيات تنتمى للحرس الثورى عن آداء هذه المؤسسة فى كارثة السيول، وأطلق محسن رضايى الجنرال السابق فى الحرس الثورى وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام على تفجير الحرس الثورى للطرق اسم "انفجار الأمل"، وكتب على صفحته على انستجرام " 3 تفجيرات قام بها الحرس الثورى فى طريق السكة الحديدية أخرج من مياه السيول التى تجمعت خلفها وأغرقت المدينة، منذ الأمس، وحتى الآن انخفضت المياه فى آق قلا، ونأمل أن يتمكن السكان المحاصرون بالمياه خلال الـ48 ساعة المقبلة الخروج من منازلهم". وقال العميد حسين معروفى قائد الحرس بجلستان، لولا تدمير الطريق لكانت الأضرار أضعاف مضاعفة وأغرفت المدن تحت مياه السيول".
ميدانيا لا تزال المياه تغرق مناطق فى محافظة جلستان، بعد أن اجتاحت عددا من المناطق الإيرانية الأخرى، وأظهرت مقاطع مصورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى، السيول وهى تجرف عددا كبيرا من المركبات والسيارات، بينما حاصرت المياه سكان المناطق المنكوبة، وبحسب وكالة تسنيم قال قائد الحرس الثورى "علينا الحيلولة دون دخول فيضانات جديدة للمحافظة وتوجيه المياه إلى مناطق غير مأهولة بالسكان أو الأراضى الزراعية نظرا لهطول الأمطار المتوقع الأيام المقبلة". ونشر نشطاء على تويتر مقطع فيديو لحديقة غرب الأهواز وطريق الكورنيش بخوزستان وقد أغرقتها مياه الأمطار، وناشد نائب روحانى اسحاق جهانجيرى الإيرانيين فى محافظات غرب وجنوب البلاد ممن يقطنون جوار أنهر دز وكارون وكرخه بأن ياخذوا التحذيرات محمل الجد.
🎥 دستورات جدید فرمانده #سپاه برای خروج سریع سیلاب از روستاهای گلستان/با توجه به اینکه در روزهای آینده بارش باران را در این منطقه خواهیم داشت، باید جلوی ورود سیلابهای جدید را بگیریم و این آبها به مناطقی که زمینهای کشاورزی ومنازل مسکونی نیست، هدایت شودhttps://t.co/PrVdDYvjkn pic.twitter.com/C1UOxzzJAO
— خبرگزاری تسنیم 🇮🇷 (@Tasnimnews_Fa) March 30, 2019
📹 پارک ساحلی غربی #اهواز بطور کامل زیر آب رفت. #سیل pic.twitter.com/RrWVcDsPar
— Mersad news (@mersadnews_ir) March 30, 2019
ووصل عدد ضحايا السيول الجارفة والأمطار الغزيرة غير المسبوقة بايران خلال الأيام الأخيرة إلى عدد يتراوح بين 42 و45 شخصا وفقا للمصادر الرسمية. وبحسب وكالة مهر قال رئيس الطب الشرعى الأيرانى أحمد شجاعى: توفى فى محافظة "مازندران" 5 أشخاص وفى خراسان الشمالية توفى شخصان وفى كل من مدن "مشهد" و"ملاير" و"همدان" و"سربل ذهاب" توفى شخص واحد جراء الفيضانات. وإجمالا وصل عدد ضحايا السيول إلى 42 شخصا، وتم تحديد هوية المتوفين.