منذ 2014 يتنافس فى ليبيا برلمانان لكل منهما حكومة الأولى فى طبرق والثانية فى طرابلس، تمثل كل واحدة منهما تحالفات فضفاضة لكتائب مسلحة تدعمهما، وصعدت فصائل مسلحة بالحكومة الموجودة فى طرابلس إلى السلطة بعد انتصارها فى معركة للسيطرة على العاصمة فى 2014.
وشهدت طرابلس، وفيها الكثير من الفصائل المسلحة، اشتباكات متقطعة خلال الأيام القليلة الماضية، ودوت فى المدينة أصوات انفجارات فى ساعة مبكرة أمس الأربعاء، تلاها صوت إطلاق نار.
واشتد الصراع فى البلاد بين الحكومة المؤقتة فى مدينة طبرق بقيادى عبد الله الثني، وحكومة ثانية بقيادة خليفة الغويل، فى مدينة طرابلس، وحكومة الوفاق الوطنى بقيادة فايز السراج.
حكومة الوفاق الوطنى (حكومة السراج) انبثقت عن اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة وقع فى ديسمبر الماضى، بهدف وضع حد للأزمة السياسية التى تعيشها ليبيا، وإنهاء الصراع المسلح والتصدى للنفوذ المتنامى لتنظيم داعش.
وتتصارع الحكومات على السلطة فى ليبيا، فحكومة "السراج" اعترفت بها قوى غربية كحكومة شرعية وحيدة لليبيا، لكنها واجهت معارضة مستمرة من متشددين فى شرق ليبيا وغربها على حد سواء.
أما حكومة "الثني" صوّت المؤتمر الوطنى العام الليبية فى 11 مارس 2013 على تعين عبد الله الثنى رئيسًا للحكومة، وحلف اليمين فى أغسطس 2013، وجاء تعيينه عقب تعيين اللواء عبد السلام جاد الله رئيسًا للأركان العامة للجيش.
حكومة الوفاق الليبية بقيادة "السراج" تسعى لنقل مقرها ليكون العاصمة طرابلس، من خلال خطة أمنية جرى الاتفاق عليها مع الشرطة والقوات المسلحة فى طرابلس ومع بعض الفصائل المسلحة والأمم المتحدة، رغم معارضة حكومة الغرب وحكومة الشرق لذلك.
حكومة "الغويل" فى طرابلس غير معترف بها دوليًا، هى مجموعة تقول إنها تسعى للاستمرار الشرعى للبرلمان الليبى السابق فى طرابلس، وترفض وجود حكومة "السراج" فى المدينة.
أمس الأربعاء، وصل أعضاء حكومة الوفاق الوطنى إلى طرابلس فى تحد لمحاولات أطراف معارضة سعت لمنعهم من دخول العاصمة، بينما يحاولون هم التمهيد لبدء عمل حكومة الوحدة المدعومة من الأمم المتحدة.
وبعد ساعات من وصول الأعضاء، سمع إطلاق نار فى طرابلس، حيث تم إغلاق العديد من الطرق وعمت حالة من الهلع، حيث كان الناس يحاولون العودة إلى منازلهم.
كانت الحكومة الموازية فى طرابلس وجماعات مسلحة تدعمها حذرت فى الأيام الأخيرة من انتقال حكومة الوحدة إلى العاصمة الليبية طرابلس.
وأُغلق المجال الجوى الليبى لساعات طوال يومى الأحد والاثنين الماضيين، فى قرار اعتبره المجلس الرئاسى محاولة لمنعه من الوصول.
وفور وصول الحكومة قال رئيسها، فايز السراج، إن حكومته بدأت مباشرة مهامها من العاصمة طرابلس، وستعمل على بدء مرحلة جديدة بمشاركة جميع الليبيين وكل الأطراف على أرضية الوفاق الوطني.
وأضاف السراج خلال كلمه متلفزة فور وصوله: "نعلن مباشرة مهامها من العاصمة وبدء مرحلة جديدة من الحوار والتواصل الداخلى مع الليبيين بمختلف توجهاتهم"، مؤكدًا على تحقيق مبادئ وأهداف ثورة 17 فبراير.
ولم تتمكن حكومة الوحدة المؤلفة من 18 عضوًا من الحصول على تصويت بالموافقة من البرلمان المعترف به فى شرق ليبيا، كما ينص الاتفاق الذى أُبرم بوساطة الأمم المتحدة .
ورحب المبعوث الدولى مارتن كوبلر، بوصول المجلس وقال إن المجتمع الدولى "مُستعد لتوفير الدعم والمساعدة اللازمين"، كما أن كل الجهات الأمنية الليبية مسؤولة عن الحفاظ على سلامة أفراده.
حكومة "الثني" ردت على انتقال حكومة الوفاق الوطنى لطرابلس، قائلة:"لن نعترف بشرعية تُملى من خارج البلاد"، مضيفة أن الشرعية تؤخذ من داخل ليبيا وأى قرار خارج قبة مجلس النواب لن نعترف به.
وقال عبد الله الثنى، إن الحكومة المؤقتة جسم منتخب من مجلس النواب وسنتمسك بهذه الشرعية وسنسير الدولة لحين منح الثقة لحكومة الوفاق من قبل مجلس النواب .
فيما دعا خليفة الغويل، رئيس حكومة طرابلس غير المعترف بها دوليا، رئيس حكومة الوفاق الوطنى الليبية فايز السراج الذى وصل الأربعاء الى طرابلس، الى مغادرة العاصمة الليبية.
وقال الغويل فى بيان تلاه عبر التلفزيون: "على المتسللين غير الشرعيين أن يسلموا أنفسهم أو يعودوا من حيث أتوا"، مضيفا:"دخولكم غير شرعى تتحملون نتائجه الشرعية والأخلاقية والقانونية".
اخبار متعلقة ..
سلطات طرابلس تدعو رئيس حكومة الوفاق الوطنى لتسليم نفسه أو مغادرة العاصمة
الحكومة الليبية: أى قرار خارج قبة البرلمان لن نعترف به