مبادرة 100 مليون صحة لم تميز بين كبير أو صغير، بل كان هدفها القضاء التام عن فيروس سى فى مصر، لذلك قامت بعدة مراحل للمسح، وشملت طلبة المدارس للقضاء نهائيا على الفيروس حتى بين الأطفال، ونتعرف فى التقرير التالى على نسب الإصابة، وأشكال الأدوية المناسبة للأطفال، وأهم الأدوية المطروحة.
كشفت الدكتورة منال حمدى السيد، أستاذ كبد الأطفال عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، أن لدينا برنامجا على المستوى الدولى لعلاج الأطفال المصابين بفيروس سى، وفى مصر نعمل تحت مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى لعلاج المصريين المصابين بفيروس سى، وهو تبنى علاج الأطفال أيضا وليس الكبار فقط، وبدأنا من خلال منظومة التأمين الصحى فى المدراس الثانوية، من بداية ديسمبر فى المرحلة الأولى، ثم المرحلة الثانية، وبدأنا المرحلة الثالثة بعد إجازة نصف العام، موضحة أننا قمنا بجراء مسح لأكثر من 2.5 مليون من طلبة المدارس.
نسب الإصابة بين طلبة المدارس 3. 0% إلى 4. 0%
وقالت الدكتورة منال حمدى إن نسب الإصابة بفيروس سى تصل ما بين 3. 0% إلى 4. 0% فى المدارس الثانوية، حيث وُجد أن هناك 9 آلاف طالب مصاب بفيروس سى من 2.5 مليون، وهى كانت من النسب المتوقعة، موضحة أن الذكور أعلى من الإناث، والمحافظات المرتفعة هى نفس المحافظات التى يوجد فيها ارتفاع مثل الكبار، لأن عوامل نقل العدوى هى نفسها.
وأشارت الدكتورة منال إلى أنه قبل إجراء المسح أخذنا موافقة من ولى الأمر على اجراء السمح، وهو اختبار بسيط يتم من خلال شكة بسيطة فى الإصبع بنقطة دم واحدة، ولا يتم إبلاغ الطالب مباشرة بالنتيجة، ولكن يتم إبلاغ ولى الأمر من خلال الخط الساخن، وهذا من أجل عدم التمييز بين طلاب المدارس، ومنع أى عامل من حضور المسح لعدم التمييز بين الطلاب المصابين، حيث يتم تحويلهم لعمل الاختبار التأكيدى بالتأمين الصحى، وعلاجهم، مشيرة إلى أنه تم تدريب الأطباء على البروتوكول العلاجى للأطفال، والحالات الخاصة يتم مراجعة بياناتها فى اللجنة العليا للكبد، حيث يتم علاج الأطفال فى الجامعات، وهذا ساعدنا فى الريف لأن الآباء يخافون من معرفة أهل القرية بأن ابنته مصابة بالفيروس، ويعتقد أن ذلك يمنع زواجها، موضحة أن التأمين الصحى يدعم علاج الطلبة بالمجان، وتتم بسرية تامة، وبدأنا فى علاج بعض الحالات، والمرحلة المقبلة سيتم الإعلان عن نتائج العلاج.
حوالى 3500 طالب تم علاجهم
وأوضحت الدكتورة منال أن عدد الطلبة الذين تم علاجهم حوالى 3500 طالب، من 9000 طالب مصاب بالفيروس نسبة المصابين، مؤكدة أن المرحلة الثالثة ستنتهى أواخر شهر أبريل قبل الامتحانات، مشيرة إلى أن سبتمبر المقبل سنبدأ المسح فى المرحلة الإعدادية أولى، وثانية، وثالثة إعدادى، وستتم إضافة أولى ثانوى سبتمبر، لمن لم يجروا المسح، وسيكون لدينا مسح للناس الذين فاتهم المسح فى السنة الماضية.
وقالت: كان هدفنا هو مسح 4 ملايين، بعضهم لا يذهب إلى المدرسة، والبعض يتلقى التعليم من منازلهم، وحاليا نقوم بحصر الأعداد، والوصول اليهم بأى طريقة، وقمنا بعمل دراسة حاليا مع الأمهات الحوامل بجامعة لندن، وهناك دراسات أخرى مع المجموعة الخماسية فى أوروبا، والتى تجريها مؤسسة الكبد الدولية، التابعة للجمعية الأوروبية لدراسة أمراض الكبد، وفيها دول من أوروبا، ومصر، ونحاول أن نصل إلى أكبر عدد من الأطفال المصابين بشرق أوروبا، وأفريقيا، فى الأماكن ذات الدخل المحدود، لأنه فى الأطفال بالذات فى سن المراهقة يكونوا أكثر عدوى، لأنهم يقوموا بتصرفات تتسبب فى عدوى الآخرين من خلال اللعب العنيف، أو ممارسة الرياضة العنيفة، أو تعاطى المخدرات، بداية من سن 15 إلى 16 سنة، ليس من خلال الحقن فقط ولكن من خلال المشاركة فى الاستنشاق.
النسب العالمية تشير لوجود 4 إلى 6 ملايين مصاب فى العالم
وأوضحت أن نسب الإصابة العالمية لفيروس سى تشير إلى أن هناك من 4 إلى 6 ملايين طفل فى العالم تحت سن 15 طفل مصاب بفيروس سى، وبالتالى فإن منظمة الصحة العالمية هذا العام، ومع جهود مستمرة معها فان آخر خطة قمنا بها هو فصل كامل لعلاج الأطفال، وهو إنجاز كبير على المستوى الدولى فى عام 2018، وذلك لتحديد علاج الأطفال بالعقاقير المناسبة لهم، وبالجرعات المحددة، وأقررنا أكثر من عقار لعلاج الأطفال، موضحة أن منظمة الصحة العالمية رأت أن أفضل الطرق التى يتم إعطاؤهم بها العلاج هو الأقراص الصغيرة من عقار "الهارفونى"، أو الحبيبات لسهولة ذوبانها وجارى تصنيعها حاليا.
وأشارت إلى أنه قمنا بإجراء دراسات أخرى على عقار السوفالدى مع الدكلانزا، موضحة أن نسب الدراسات التى تجرى حاليا لمعرفة نسبة العقار فى الدم من سن 12 إلى 18 سنة، حتى يقرروا إجازته فى الأطفال بدلا من عقار "الهارفونى" الذى وافقت عليه هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية "FDA" لاستخدامه فى الأطفال، لكى يتم توحيد العقاقير التى يتم إعطاؤها للأطفال، حيث إن العقار الأول يستخدم لعلاج فيروس سى من النوع الجينى الأول والرابع والخامس والسادس، ولا يعمل على النوع الجينى الثانى، والثالث، أما عقار الثانى فهو يعمل على جميع الأنواع الجينية للفيروس، وكان هناك أكثر من اجتماع مع منظمة الصحة العالمية فى جنيف فى مجال علاجات فيروس سى فى الأطفال، وبالتالى هم يحتاجونه لأن سعره مناسب، ويعمل على جميع الأنواع الجينية للفيروس فهو مناسب للدول ذات الدخل المحدود، ولا بد أن يتمتع بأمان وفعالية، لذلك هم مهتمون بالدراسة التى نقوم بها حاليا، لمعرفة مدى أمان العقار على الأطفال، وذلك بالتعاون مع وحدة الصيدلة الإكلينيكية بجامعة القاهرة، وهناك تعاون بيننا وبينهم من عدة سنوات، ووحدة الأبحاث بطب عين شمس، والدراسة تم تسجيلها دوليا، وسيكون لدينا نتائج يمكن لمنظمة الصحة العالمية أن تبنى عليها توصياتها.
FDA توافق على استخدام علاج فيروس سى فى السن الأصغر
وقالت الدكتورة منال حمدى السيد إنه متوقع نهاية العام الحالى 2019 الموافقة من هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية "FDA"، والهيئة الأوروبية، لاستخدام عقاقير فيروس سى فى السن الأصغر، من سن 6 إلى 12 سنة، وهناك دراسة تم عرضها فى مؤتمر الكبد "الايزل" فى نوفمبر الماضى عن استخدام الهارفونى، فى علاج الأطفال من سن 3 إلى 6 سنوات، وسيتم إنتاجه على شكل حبيبات يتم إذابته فى ملعقة عسل أو أى مشروب آخر، ومنتظرين الانتهاء من الدراسة للموافقة عليه، ونتعاون مع الشركات المصرية لإنتاج مثيلة على هيئة حبيبات، أو أقراص صغيرة، ولن يكون على شكل شراب لأنه مكلف فى تصنيعه، وغير مضمون فعاليتة، ومدة صلاحيته، لكن الأقراص يتم إنتاجها حسب الاحتياج، وتصنيعها بسرعة.
وأضافت: نعمل مع منظمة الصحة العالمية لمناقشة العقاقير المستخدمة فى علاج الأطفال المصابين بفيروس سى، وكانت هناك مجموعات من منظمة الصحة العالمية، لديهم خبرة طويلة فى علاج الأطفال المصابين بالإيدز، ولديهم خبرة فى أشكال الأدوية التى تصلح للأطفال، حيث اتفقنا على أن تكون أقراصا صغيرة وحبيبات، وهى أنسب أشكال لعلاج الأطفال المصابين بفيروس سى، من سن 3 إلى 6 سنوات، ومن 6 إلى 12 سنة، وستكون أفضل مركبات للأطفال.