بالطبع فإن حادث اختطاف الطائرة المصرية من برج العرب إلى لارناكا يؤثر بطريقة ما على السياحة تزيد ما نواجهه، لكن مع وجود تأثيرات سلبية فهو أيضا يكشف عن نقاط إيجابية تصب لصالح الجهات المسؤولة عن إدارة الأزمة. وقد كانت إدارة الأزمة إلى حد ما تتسم بالهدوء والالتزام ولم تتوان الجهات المسؤولة فى وزارة الطيران أو غيرها عن تقديم ما لديها من معلومات عن الحادث. كما كانت طريقة عمل وتعامل طاقم الطائرة هى الأخرى على درجة من المسؤولية حيث كان الطاقم مهتما بعدم إثارة الركاب أو التعامل بعصبية يمكن أن تسبب مشكلات وتداعيات غير مرغوبة. وكان مشهد المضيفة وهى تخرج وتعود للتعامل مع الحدث دليلا على تدريب وتعامل بصورة هادئة ومسؤولة تضع فى اعتبارها حالة الركاب النفسية. فيما يتعلق بإجراءات التفتيش والأمن والسلامة أثبتت المعاينة واستعراضات الفيديوهات أن المتهم بالخطف تم تفتيشه، ولم يقع إهمال فى الإجراءات، وأن الخاطف سيف الدين استخدم حزاما طبيا وليس حزاما ناسفا، بما أكد عدم وجود متفجرات أو مواد خطرة، فقط بعض الأسلاك البلاستيكية الهيكلية التى لا يمكن توظيفها فى أى عمل إجرامى. وكشف الحادث عن سلامة الإجراءات، أما عن الخاطف فهناك ادعاءات حول أنه مختل أو راغب فى الشهرة أو مريض وهى أمور لا يمكن الجزم بها قبل التحقيقات والفحوص، لكن الحادث أكد عدم وجود إمكانات تفجير أو ثغرات يمكن أن تعنى مشكلات، وهذا كان أبلغ رد على شائعات أطلقتها جهات مجهولة معروف عداؤها لمصر بأن الحادث يؤثر على صورة الأمن المصرى، وأن هناك دولة أوروبية ستتخذ قرارات باعتبار مصر غير آمنة وهى شائعات كاذبة تماما ولا أساس لها، لأن مثل هذه الحوادث واردة، بل وهناك حوادث أشد وأكثر تأثيرا لم تنعكس بنفس التاثيرات وآخرها تفجيرات مطار العاصمة البلجيكية بروكسل والتى اخترق فيها انتحاريون إرهابيون أمن المطار. وفيما يتعلق بحوادث الطيران هناك طائرة فلاى دبى التى سقطت فى روسيا قبل أيام.
وكما نقول دائما لا توجد ادعاءات بأن كل الأمور مثالية، ولكن الأمر كله أننا نسعى لتطبيق أفضل وأدق المعايير الأمنية ونتعامل مع أى تقصير بلا تهاون ونلتزم بإعلان الحقيقة دائما وهذا هو الأهم فى كل الخطوات. وهذا هو الأهم فيما يتعلق بأدائنا ورغبتنا فى الوصول إلى الوضع المثالى.
