طرحت صفحة الأسئلة السبعة العديد من التساؤلات حول موضوعات شغلت الرأى العام هذا الأسبوع على رأسها الضجة التى أثيرت حول تبرع النجم الأرجنتينى ليونيل ميسى، مهاجم برشلونة الإسبانى لصالح الفقراء فى مصر.
وناقشت الصفحة حادثة اختطاف الطائرة المصرية من الزاوية الكوميدية وحالة السخرية التى انتابت المصريين بعد الإعلان عن الواقعة فى وسائل الإعلام، تحت سؤال بعنوان ماذا قال "رامى قشوع" عن خطف الطائرة؟، فيما تحدثت الصفحة عن جنون التقاط الصور السيلفى فى مصر، وآخرها ضباط الشرطة بعد القبض على أحد أخطر العناصر الإجرامية "الدكش".
وتناولت الصفحة أزمة غياب الأنشطة فى المدارس المصرية خاصة بعدما تم معاقبة مدرسين بعد ظهور فيديو يرقصون فيه خلال يوم عيد الأم على أنغام إحدى الأغانى الشعبية، بينما ألقت الصفحة الضوء على مسيرة الناجحة لوزيرة التعليم الفرنسية المغربية الأصل نجاة بلقاسم والتى تفند مزاعم عدم قدرة العرب اللحاق بالعالم المتطور.
وطرحت الصفحة تساؤلا عن مدى قدرة على عبد العال، رئيس البرلمان، على التغلب على الضغوط للنهاية؟، ومن الشؤون الخارجية كيف يجيد أوباما كل الرقصات؟.
ماذا قال «رامى قشوع» عن خطف الطائرة؟
على مدار سبع ساعات تابع المصريون من منظورهم الخاص الكوميدى بالتأكيد حادثة اختطاف طائرة مصر للطيران التى كانت متجهة فى رحلة طيران داخلى من برج العرب إلى القاهرة، لكن تحت وطأة تهديدات من راكب يدعى سيف الدين مصطفى بأنه بحوزته حزام ناسف، اضطر الطاقم لتغيير المسار حتى الهبوط فى مطار لارنكا القبرصى. المصريون تحولوا إلى الشخصية الكوميدية «رامى قشوع» التى جسدها الراحل ممدوح عبدالعليم فى فيلم «بطل من ورق» فى تحليلهم للأحداث وتوقعهم لسيناريو النهاية، وبناء عليه بدأ مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى فى تخيل سيناريو لما حدث ونسجه مثلما فعل «قشوع» فى الفيلم، فالبداية كانت مع إطلاق عبارات تنمّ عن الحسد للمخطوفين على المواقف الذى وضع فيه بعدما وجدوا أنفسهم فى غمضة عين خارج البلاد.
لقطة كوميدية أخرى جاءت عندما أعلن التلفزيون المصرى عن هوية المختطف بصورة خاطئة، وقال إنه الدكتور إبراهيم سماحة طبيب بيطرى حتى اعتذر مجلس الوزراء عن هذا الخطأ، لكن البعض رأى فى التصرف الحكومى خطة ذكية للغاية بإعلان أسماء كل المخطوفين حتى يتم الكشف عن المختطف الحقيقى فى النهاية.
الحديث عن وجود دوافع عاطفية وخلافات عائلة للمختطف وراء حادثة الاختطاف، لاسيما أن زوجة المختطف قبرصية وانفصلا عن بعضهما فى وقت لاحق، جعل الحديث يأخذ منحى آخر بالحديث عن إمكانية طلب الفتيات فى مصر اختطاف الطائرات قبل الزواج.
المثير أن الخاطف نفسه ظهر فى صورة مع أحد المختطفين مبتسما وغير مبالٍ بالوضع، مما استفز المصريين الذين أكدوا أن هناك حالة من الغضب تسيطر على المختطفين، بعد فشل سيف الدين مصطفى فى خطفهم بالصورة الصحيحة، لاسيما أنه تمت إعادتهم للبلاد مرة أخرى.
من يشترى «حذاء ميسى»؟
ظهر النجم الأرجنتينى ليونيل ميسى، مهاجم برشلونة الإسبانى على شاشة إحدى الفضائيات العربية فى لقاء تليفزيونى لا يتكرر، وبعيدًا عن أسهم النقد التى وجهت لطريقة إدارة حلقة ضيفها أسطورة كروية فى حجم «ليو»، فإن واقعة حدثت قلبت الأحداث رأسا على عقب، ألا وهى تبرع قائد منتخب الأرجنتين بـ«حذائه» لصالح الفقراء فى مصر!.. وبناءً عليه كالعادة تم فتح مزاد «المزايدة» فى انتظار من يشترى؟
بعد إذاعة الحلقة انتشر خبر عبر وسائل الإعلام المختلفة عنوانه «ميسى يتبرع بحذائه لمصر».. لينطلق سيل من الشتائم والسباب فوق رأس النجم الأرجنتينى من ناحية، ومن ناحية أخرى ظهر فريق يدافع عن «ميسى»، من منطلق أنه تصرف معتاد من نجوم العالم، لاسيما أن أغلى ما يملكه لاعب كرة القدم هو حذاؤه، ويشار إلى أن مقدمة البرنامج نفسها أوضحت أن تبرع «ميسى» كان لصالح أحد قطاعات الخير ولم يذكر مصر أو شعبها.
كالعادة ناقش قطاع عريض من المصريين الواقعة من المنظور السياسى البحت، وهو ما يُدلل على عبقرية المصريين فى اختلاق مواقف للاختلاف عليها، فيكفى فقط أن بعضهم اعتبر «ميسى» جزءا من مؤامرة قطرية على مصر!.. بينما كان المعارضون أشد ذكاءً باتهام النجم الأرجنتينى بأنه «يُصبح على مصر»، بالرغم من أن الحلقة مُسجلة منذ إبريل الماضى! المثير فى الواقعة أن بعض ردود الفعل والتى يُمكن تحميلها الصبغة الرسمية كانت صادمة بعض الشىء، ومنها النائب البرلمانى سعيد حساسين الذى رفع حذاءه أمام الشاشة، وقال إنه يتبرع بالمثل لفقراء الأرجنتين، وعلى نفس الطريق سار عزمى مجاهد، المتحدث الرسمى باسم اتحاد الكرة الذى قال: «الحذاء ده على دماغه.. ومصر مش مستنية إعانة من واحد يحمل الجنسية اليهودية زيه».
كيف يحل «الدى جى» أزمات «التعليم»؟
أسعد اللحظات فى حياة الطالب المصرى عندما يسمع «جرس المرواح»، فتوقيت انصرافهم وبالتحديد فى المدارس الحكومية، يعيد للذاكرة لقطات خروج المحبوسين من السجون فى الأفلام العربى!، فالمدارس لا تسمح للتلاميذ بإبراز مواهبهم الفنية أو الرياضية، لذا ليس غريبا ظهور فيديوهات لطلاب يرقصون بشكل هستيرى على موسيقى «دى جى» داخل فصولهم الدراسية.
واقعة حدثت فى 23 مارس الجارى تلخص حال المدارس المصرية والحكومية منها بالتحديد، عندما قررت الدكتورة منى مصطفى وكيل وزارة التربية التعليم بكفر الشيخ معاقبة المدرسين بعد أن ظهروا فى فيديو تم تداوله عبّر مواقع التواصل الاجتماعى يرقصون فيه مع الطالبات على أنغام «دى جى» خلال احتفالية بـ«عيد الأم» نظمتها المدرسة. وفى تصريحات صحفية، وصف السيد الشافعى مدير عام إدارة الرياض التعليمية الواقعة السابقة بـ«مخالفة لقيم التربية والعرف والقوانين»، موضحًا أنه تم التنبيه على المدارس بالاحتفال بـ«عيد الأم»، و«يوم فى حب مصر»، بداية من القيام بحملة نظافة بالمدارس بعد الفسحة، ثم ممارسة الأنشطة الاحتفالية.
المثير فى حديث المسؤول التعليمى ليس إدانته للواقعة بكل تأكيد، بل إنه اعتبر حملة النظافة على رأس الأولويات فى الاحتفال بعيد الأم، أو ما سمّاه بـ«يوم فى حب مصر»، فالبيئة النظيفة المتطورة مطلوبة، لكن من حق هؤلاء التلاميذ أن يحتفلوا لتوجيه تلك الطاقات فى المكان الصحيح. وكيل وزارة التربية فى كفر الشيخ شددت على أنها تقدمت بمذكرة للواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ لاتخاذ القرار المناسب ضدهم.. هذا إجراء طبيعى، لكنها لم تشرح لسيادة المحافظ وضع الأنشطة فى المدارس داخل المحافظة، سواء من ممارسة الرياضة، أو تقديم مواهبهم الفنية فى الغناء أو التمثيل.
من الذين يكرهون «نجاة بلقاسم»؟
«نجاة بلقاسم»، وزيرة التعليم الفرنسية «المغربية الأصل»، تعد سيدة ناجحة بكل المقاييس، ومنصبها الحالى يشهد على ذلك، لكن البعض يعتبر أن أصولها العربية شىء يُضفى على نجاحها بريقا خاصا، كونها جاءت من بيئة لا تعرف طعم الناجح كثيرا، والرد على ذلك تلخص فى أن الطفل العربى عندما تتاح له الفرصة فى التعليم يمكنه الوصول إلى أعلى المناصب، إذن من يكرهون ويقفون أمام تعليم أطفال العرب هم الذين يكرهون «نجاة».
وللعلم فإن نجاة بلقاسم من مواليد 4 أكتوبر عام 1977 بقرية بنى شيكر الواقعة شرق المملكة المغربية، هاجرت إلى فرنسا فى عام 1982 وعمرها لم يتجاوز الـ 4 سنوات. وانتشرت فى الأيام الأخيرة صور لـ«نجاة بلقاسم» أثناء رعيها للأغنام خلال فترة حياتها الأولى فى المغرب، خاصة أن أسرتها كانت فقيرة لكنها استطاعت تجاوز تلك الفترة من حياتها والحصول على أرفع الشهادات.
نشر ثقافة المساواة بين الجميع كان الشغل الشاغل لـ«الفتاة المغربية الأصل»، بعدما تدرجت فى المناصب والمواقع بداية من ممارستها المحاماة فى بادئ حياتها المهنية، وصولا إلى مرورها بعملها كـ«متحدثة» باسم فرانسوا هولاند، مرشح الحزب الاشتراكى للانتخابات الرئاسية عام 2012، وصولا إلى تعيينها فى 26 أغسطس 2014، فى منصب وزيرة التربية الوطنية والتعليم العالى والبحث فى حكومة فالس الثانية، لتصبح أول امرأة تشغل ذلك المنصب فى تاريخ فرنسا.
الحديث عن أن الانبهار العربى بمسيرة «نجاة» جاء متأخرًا أمر صحيح لكن إغفال الحديث عنها خطأ جسيم، فى ظل تولى مسؤولين فى البلاد العربية يحاولون تسريب صورة ذهنية أن الشعوب العربية غير مؤهلة للديمقراطية، وغير قادرة على الالتحاق بالنظم الحديث فى التعليم والإدارة.
هل يتحمل «على عبدالعال» الضغوط للنهاية؟
خلال 73 يوما فقط تقدم ثلاثة نواب باستقالاتهم من مجلس الشعب، وسط انتقادات حادة موجهة لأداء البرلمان المصرى، ورافق ذلك اتهامات بتمرير كتلة من القوانين دون دراسة أو عناية، إضافة إلى ذلك كان هناك عدم انضباط الأداء تحت القبة تضمن حدوث العديد من التجاوزات، إنها تلك الأمور التى يُحمل المتابعين جزءًا من مسؤولية وقوعها إلى الدكتور على عبدالعال، رئيس البرلمان.. فهل يتحمل الأستاذ الجامعى الضغوط حتى نهاية المهمة؟.
وللتوضيح فإن الاستقالات الثلاثة التى تُعد سابقة هى الأولى من نوعها فى تاريخ البرلمان المصرى تخص كلا من النائب عمرو الأشقر، الذى أعلن عن استقالته فى 23 مارس الجارى عبّر جروب «واتس آب» الذى دشنته الأمانة العامة للبرلمان للتواصل مع النواب. ووجه «المستقيل» حديثه للدكتور على عبدالعال، فيما كانت الاستقالتان السابقتان لكل من المستشار سرى صيام، نظرا لما رآه تهميشا لخبرة قانونية فى حجم خبرته، وعدم قدرته على تقديم إضافة، فى ظل مناخ غير مهيأ، لذا أصر على الرحيل، بينما جاءت استقالة النائب كمال أحمد، اعتراضًا على سلوك النواب فى الجلسات الأولى، لكنه رضخ لإرادة المجلس بالبقاء وأداء مهام دوره. توقع مزيد من الاستقالات داخل البرلمان أمر بديهى ومنطقى فى ظل احتدام الخلافات تحت القبة، وفى الوقت نفسه توجيه اتهامات لـ«عبدالعال» بعدم القدرة على إدارة المجلس بشكل حيادى، ولعل تراجع رئيس البرلمان عن قراره بتشكيل لجنة لدراسة بيان الحكومة تضم 50 عضوا فقط بعد احتجاج النواب وفتح الباب لتقديم الجميع طلبات لدراسة البيان، خير دليل على وقوع «عبدالعال» بين شقى الرحى، أى نواب المجلس وائتلاف دعم مصر، الذى يتوقع أن تزداد الخلافات بينهما فى الفترة المقبلة.
كيف يُجيد «أوباما» كل الرقصات؟
شارفت الولاية الثانية للرئيس الأمريكى «باراك أوباما» على الانتهاء بعدما تولى المسؤولية فى 20 يناير 2009، وعلى مدار أيام تواجد الرجل الأفريقى الأصل داخل البيت الأبيض، وحاول تجميل الصورة الذهنية عن الدولة العظمى، خصوصا فى دول العالم الثالث، بعد أن نالها قدر كبير من التشويه فى عهد الرئيس السابق «جورج بوش»، إضافة لبذل محاولات لإعادة العلاقات مع دولة دامت معها القطيعة لعقود.. فكيف استطاع أستاذ القانون «الرقص على كل الحبال»؟
فى 24 مارس الجارى، فى مشهد يُلخص أيام حكم أوباما داخل البيت الأبيض، حل الرئيس الأمريكى ضيفا مع زوجته ميشيل أوباما على دولة الأرجنتين، وأثناء عشاء رسمى رقص أوباما رقصة التانجو برفقة محترفة شهيرة.
اللقطات التاريخية لـ«رقصة أوباما» فى الأرجنتين كانت فقرة فى عرض تاريخى قدمه أستاذ القانون فى كوبا فى 12 مارس الجارى، بعدما أصبح أول رئيس أمريكى يزور العاصمة هافانا منذ الثورة الكوبية عام 1959، أى منذ 88 عاما كان العداء مستحكما بين البلدين، وتعهد «أوباما» الذى ظهر فى مؤتمر صحفى مع رئيس البلاد راؤول كاسترو أن تدعم بلده كوبا على الصعيد الاقتصادى والاجتماعى.
مواقف «أوباما» الموصوفة دائما بإمساك العصا من المنتصف محاولة إرضاء الجميع، يعتقد البعض أن نهايتها ستكون فى كوبا، لكن لابد للإشارة إلى أن البداية كانت فى القاهرة، وتحديدًا فى 4 يونيو 2009 عندما ألقى خطابا تاريخيا فى جامعة القاهرة قاطعا وعودا بتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والعالمين العربى والإسلامى، ورغم أن تلك الوعود لم يتحقق منها شىء على أرض الواقع فإن علاقة أوباما بالشعوب العربية لا يمكن وصفها بالسيئة على أى حال.