فى دراسة جديدة قدمها الباحث ماركو الأمين لمؤتمر التراث العربى المسيحى، كشف عن تولى الأقباط شئون الحكم والإدارة فى الدولة الأموية وهو عكس الشائع عن اضطهاد تلك الدولة للمسيحيين.
فى ورقته البحثية يعود الأمين لتاريخ الدولة الأموية فيقول: بدأت الدولة الأموية اثر فتنة مقتل عثمان و تحزب معاوية بن ابى سفيان ضد على بن أبى طالب و التى أدت إلى مقتل على وتنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية ونصب خليفة المسلمين عام 661 وظلت الحكم متوارثا فى عائلة بنىأمية إلى أن قتل الخراسانيون مروان بن محمد فى عام 750 ميلاديا وبذلك انتهت الدولة الأموية.
رجال الدولة الأقباط فى العصر الأموى
وعن رجال الدولة الأقباط قال الأمين: انقسم رجال الدولة القبط إلى قسمين حسب المذهب ملكانيين أو خلقيدونيين وتاوضوسيين أو يعاقبة أو غير خلقيدونيين، من بين الملكانيين يبرز اسم تواضروس الملكانى متولى أمر الإسكندرية فى خلافة يزيد بن معاوية ، وتاوفانوس الملكانى الريس على مريوط بطرس والى الصعيد أسلم فى عماله الأصبغ بن عبد العزيز ، وانسطاسيوس الملكانى الكاتب بالإسكندرية ، ثم ابن تواضروس الملكانى الذى تولى عوض أبيه.
أما الرجال التاوضوسيين، فمن بينهم اسحق التاوضوسى اليعقوبى تولى على جميع الكورة البحرية فى ولاية مسلمة ، واثناسيوس الرهاوى كاتب و متولى أمر مصر، وأبا اسحق الشبراوى التاوضوسى اليعقوبى كاتب و متولى أمر مصر فى عهد عبد العزيز ، ويونس الدميرى المتولى فى عمالة قرة، وتادروس متولى ديوان الإسكندرية ، وبقيرة التنيسى الكاتب و جيورجى الكاتب.
إبراهيم الماحكى متولى الإسكندرية أيام مروان بن محمد.
الأخطل.. شاعر البلاط الأموى مسيحى الديانة
بينما تشير مراجع تاريخية أخرى إلى مالا يعرف الكثيرون، أن واحداً من كبار الشعراء العرب الذين اشتهر أمرهم زمن الخلافة الراشدة والخلافة الأموية، كان مسيحياً. فغياث بن غوث بن الصلت بن طارقة، والذى عُرف واشتهر باسم الأخطل كان من نصارى قبيلة بنى تغلب، الذين كان قطاع كبير منهم يعتنق الدين المسيحى فيما قبل الإسلام وفى الفترة المبكرة منه. كان الأخطل مع كل من جرير والفرزدق، من شعراء العصر الأموى البارزين، وقد حظى بمكانة كبيرة ومهمة عند الخلفاء الأمويين، حيث قربه الخليفة يزيد بن معاوية، وكان دائم الاستماع لشعره وقصائده. واستمرت حظوة الأخطل عند الأمويين فيما بعد يزيد، ووصلت لمنتهاها في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، حينما قام الأخير بتعيين الأخطل كشاعر رسمي للبلاط الأموي، وقد استخدم الأخطل مواهبه الشعرية والإبداعية كثيراً فى تأييد بنى أمية، ونصرتهم والهجوم على أعدائهم، ومن ذلك عندما هجا أهل المدينة الأنصار الذين ثاروا على يزيد بن معاوية.
الكنيسة الكاثوليكية ترى العصر الأموى بشكل مغاير
على النقيض يعتبر موقع الكنيسة الكاثوليكية فى مصر، أن العصر الأموى كان عصر اضطهاد للمسيحيين،فيشير إلى أنمصر قد حكمها واحد وعشرين والياً، أثنان منهم وليا الحكم مرتين، وواحد منهم ثلاثة مرات، خمسة من هؤلاء الولاة من أسر الخلفاء، مات ستة منهم أثناء ولايتهم على مصر، قتل الخليفة وأقال أحدَ عشر منهم, استقال منهم واحد، وطرد الجند أحدهم لأنه خفض رواتبهم، و مكث أحدهم فى ولاية البلاد ستة عشر يوماً فقط.
ويستكمل الموقع: لم يكن هذا التغيير السريع والكثير للولاة في صالح البلاد، حيث انشغلوا جميعاً بجمع أكبر قدر من المال قبل ترك الولاية دون تفكير فى تطوير أو تحديث البلاد. هذا النهم بجمع المال عاد بالسلب غالباً على الأقباط أكثر من غيرهم, بما تبعه من زيادة فى قيمة الضرائب المفروضة عليهم, كذلك كثرة المظالم التي يتعرضون لها من قتل وتهديد لإخراج مدخراتهم (كنوزهم) وتقديمها للوالى (حادث شخص يدعى بطرس فى صعيد مصر). كذلك فرض أتاوات باهظة على البطريرك وإلزامه بدفعها أو سجنه لحين الوفاء بها كما فعل عبدالله بن مروان مع البطريرك الكسندروس الثانى البطريرك 43 (700ـ724), كذلك أيضاً فعل مع نفس البطريرك الوالى اللاحق قرة بن شريك, والذى طالبه بدفع مثل ما دفعه لسلفه، وثبت بعض الولاة الضرائب على الرهبان كما فعل أسامة بن زيد الذى أمر الشرطة بالإغارة على الأديرة بحثاً عن الرهبان الفارين من الضرائب وقتلهم بقطع رؤوسهم.