"نعلم نحن معشر الصحفيين والإعلاميين كيف تدار وسائل الإعلام الدولية والمحطات الفضائية التى توهم مشاهديها بأنها "قناة محايدة"، نعلم لمن تلعب هذه الإذاعات وكيف تلعب بأخبارها وتقاريرها المكتوبة والمصورة، ونعلم يقينا أن هذه الفضائيات لم يقف خلفها تروس رجال أعمال بل جحافل أجهزة دولة بأكملها.
الإذاعة البريطانية أو الـ"bbc" تتشدق دوما بالحياد وتزعم كثيرا بأنها تذيع وتنشر الرأى والرأى الآخر، وترفع كذبا شعار نشر المعلومة الصحيحة الموثقة، وأنها إذاعة غير متحيزة ودقيقة ومعلوماتها مبنية على الخبرة والتحليل المعمق وأنها ضد إثارة الفتن أو التحريض على العنف وأن القارئ أو المشهد فقط هو هدفها، لكن بالمتابعة لنوافذ الإذاعة البريطانية تجد كل ما سبق شعارات فقط، بينما الحقيقة أن المحطة البريطانية تثير الفتن وتدعم الإرهاب وتنشر أخبارا وتقارير موجهة طالما ذلك فى يخدم المخابرات البريطانية.
كل ما سبق يقره ويؤكد عليه الإعلامى والكاتب على الطراونة كبير المذيعين الأردنيين، الذى عمل فى محطات كثيرة، وعرج على الـ" بي بي سي" من خلال دورة لمدة طويلة كانت هذه الدورة بالتنسيق بين الإذاعة البريطانية وإذاعة المملكة الأردنية الهاشمية.
وأوضح "الطروانه" أنه منذ أن تأسست هيئة الإذاعة البريطانية عام 1922 ويعقد يوميا اجتماع فى قاعة تحرير الأخبار يسمى باجتماع الساعة الحادية عشر إلا ربع (10.45) وتستهل الفضائية البريطانية يومها بهذا الاجتماع لمعرفة القضايا الهامة التى سوف تنشروها والموضوعات التى سيهتمون بها على مدار اليوم بأكمله" لافتا إلى أن هذا الاجتماع الرئيسى الذى يحدد خريطة النشر فى جميع نوافذ الإذاعة البريطانية يحضره مسئول من المخابرات البريطانية الذي يتصدر مائدة النقاش، ويأتي بأجندة يومية لموضوعات يكلف بها قيادات محطة البي بي سى لنشرها على وجه السرعة فى الفضائية ونوافذها المقروءة، وتخدم هذه الموضوعات مصالح لندن داخل منطقة الشرق الأوسط.
وقال "الطروانه" الذى تواصلت "انفراد" معه عبر الهاتف: "من خلال الدورة التى كنت فيها وكانت بالتنسيق بين الـbbc والإذاعة الأردنية الهاشمية قرأت أخبار المحطة وعملت على تحريرها وكان يتم توجيه الصحفيين العاملين فى الفضائية نحو بعض القضايا فى منطقة الشرق الأوسط مثل دول مصر واليمن وليبيا، وكتابة أخبار موجهة نحو هذه الدول".
وتابع "الطروانه" فى حديثه:"هذا ليس بغريب على أحد أن محطة الـbbc تدار من جانب الخارجية البريطانية وهى بالتالى المخابرات البريطاينة" مشيرًا إلى أنه استقى هذه المعلومات من بعض العاملين فى محطة البى بى سى، وهذه المعلومات معلومة للجميع وخاصة العاملين فى مجال الإعلام.
وشدد كبير الإذاعيين الأردنيين فى حديثه قائلًا: "الجميع يعرف أن البى بى سى موجهة وأن بث المحطة العربى موجه لمناطق الشرق الأوسط وأفريقيا وبالتالى هذه المحطة تخدم مصالح بريطانيا ولهذا السبب تنفق عليها لندن".