صاحبة دار الابتسام بمدينة نصر تطالب بتشريع يحول مسمى دار الأيتام لبيت العائلة.. الحاجة صفاء: اتجهت لأعمال الخير بعد فقدى ابنتى أثناء ولادتها فأصبح لدى 8 بنات.. و أتمنى بناء دار مسنين ومستشفى للفقراء

إنها امرأة تحول جراحها إلى أمل للبائسين، فعندما فقدت ابنتها أثناء الولادة، لم تيأس وتنهار، وإنما دفعها هذا إلى الاتجاه لأعمال الخير، فأصبح لها فى الخير 8 بنات بدلاً من واحدة، ورغم أمراض السرطان والكبد، فإنها تواصل رعايتهن كما لو كن بناتها.

بكلمات حنونة وعبارات تحمل مزيج من الأمومة والرحمة والحب، قالت الحاجة صفاء السيد الطنبولى 70 سنة رئيس مجلس إدارة دار الابتسام لرعاية الأيتام فى مدينة نصر: "نفسى أشوف بناتى فى الدار دكاترة ومهندسين وأحلى حاجة فى الدنيا". التجارة مع الله و روت الحاجة صفاء فى حديثها لـ "انفراد" كيف جاءتها فكرة التجارة مع الله فى العمل الخيرى والتصدق على روح ابنتها التى ماتت أثناء ولادتها، فقالت إنها أنشأت الجمعية الخيرية لمساعدة الفقراء منذ عام 2008 عقب وفاة ابنتها أثناء ولادتها، وقررت التبرع بأموالها كصدقة فى الأعمال الخيرية ومساعدة الفقراء وتربية الأيتام وتأهيلهم للمشاركة فى بناء وطنهم.

وتابعت الحاجة صفاء: وفى عام 2010 قمت بإنشاء دار الابتسام لرعاية الأيتام على اسم ابنتى "ابتسام"، وأكرمنى الله بـ 8 بنات أيتام تتراوح أعمارهم ما بين اليوم إلى العامين، عن طريق مركز طبى بمدينة سوهاج، واليوم أصبحوا فى مقام أحفادى أقضى معهم ما تبقى من عمرى، تاركة منزلى وحياتى، على الرغم من مرضى بالسرطان والكبد، إلا أننى أشعر بقوة غريبة وطاقة هائلة معهم.

التعليم والعلاج وتضيف الحاجة صفاء: بفضل الله سبحانه وتعالى وبدون أى تبرع من أشخاص، تمكنت من إدخالهم مدارس خاصة ولغات، وتوفير الرعاية الصحية والنفسية لهم، حيث تمكنت من علاج بعضهم من إعاقة لدى أفضل الدكاترة، كما قمت بشراء شهادات بأسمائهم فى قناة السويس الجديدة، وكل واحدة منهم لديها دفتر توفير خاص باسمها يستطيع أى شخص أن يضع لها أى تبرع.

وتابعت الحاجة صفاء: هناك أيضا اهتمام خاص بالمواهب لدى البنات، فملك صوتها حلو بتغنى، وحبيبة بتتعلم سباحة وجومانة وسعاد عندهم موهبة الرسم، بالإضافة إلى أن جومانة طلعت الأولى على فصلها.

وتوضح الحاجة صفاء أن اختيار المدارس الخاصة واللغات، بسبب أن المدارس الحكومية ليست بيئة صالحة تستطيع أن تتعامل مع هذه الحالات من الأطفال، لغياب الرقابة وتعرض الأطفال للإهانة النفسية من قبل المحيطين بهم من أطفال، وتؤكد الحاجة صفاء أنها قامت بتوزيع الأطفال على أكثر من مدرسة عقب تعرضهم لموقف أثناء خروجهم جميعا من إحدى المدارس، وقيام مدرسة الباص بنعتهم بـ "أطفال دار الايتام".

وطالبت الحاجة صفاء بضرورة تشريع قانون يغير المسمى الخاص بدور الأيتام، والذى تصر عليه وزارة الشئون الاجتماعية إلى مسمى "بيت العائلة"، لما له من مردود على نفسية وشعور هؤلاء الأطفال وحياتهم ومستقبلهم، كما طالبت وزارة الإسكان بالتبرع بقطعة لإنشاء جمعية خيرية، ودار لرعاية الأيتام للاولاد والبنات، ومستشفى لعلاج الفقراء وغير القادرين، ودار للمسنين.

وتساءلت الحاجة صفاء مستنكرة قيام وزارة الشئون الاجتماعية، بمنح إحدى الجمعيات الأجنبية فيلا فى منطقة العبور، وتجاهل مطالب أصحاب الجمعيات المصرية: وهل صاحب الجمعية الأجنبى سيربى أبناءنا الأيتام ويغرس فيهم حب وطنهم؟ وفى نهاية حديثها تمنت الحاجة صفاء أن يطيل الله فى عمرها حتى ترى هؤلاء الأطفال أطباءً ومهندسين، يشاركون فى بناء وطنهم، وأن تقابل الرئيس عبد الفتاح السيسى.