رحلة طويلة تسلكها الأمهات المصريات من أجل تعليم أبنائها، تبدأها مبكرًا منذ دخول طفلها أول مراحل التعليم، فشهدت مصر لأول مرة حالة من الثورة والرفض عبرت عنها أمهات مصر فى الخارج والداخل عبر شبكات التواصل الاجتماعى؛ للمطالبة بإنهاء معاناة أطفالهن وأخذ حقهم من المسئولين، الذين أصبحوا "ودن من طين وودن من عجين" أمام الشكاوى المتكررة من المناهج التعليمية وعقمها.
ورفعت الأمهات راية التمرد على المناهج التعليمية حتى خرج الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم، اليوم الخميس، فى مؤتمر صحفى معلنًا عما يبرد قلوبهن، مصدرًا وعودًا بشأن قضاياهم المثارة، والتى أبرزها تطبيق نظام الترمين للأبناء فى الخارج، وتغيير المناهج العام المقبل، إلى جانب تيسير الجدول ومراعاة كل الأعياد للمسلمين والأقباط.
الأمر الذى هدأ من روع الكثير من الأمهات والطلاب على تلك القرار وأحدث صدى قويًا عبر صفحاتهم وجروباتهم التى دشنوها من أجل تنفيذ مطالبهم والانتصار لأبنائهم، مؤكدين أن المناهج التعليمية عقيمة وصعبة وتحول حياة ملايين الطلاب إلى جحيم، وكان لابد من النظر فيها.
من جانبها علقت أحدى الأمهات قائلة: "والله وعملوها الرجالة أقصد سيدات مصر، ونجحت ثورة الأمهات على المناهج وتم الاستجابة للمطالب" .
من جانبها أعربت "سماح طه" ولية أمر طفلة بالخارج وإحدى المطالبات بتطبيق الترمين للطلاب فى الخارج عن تخوفها من عدم تطبيق الترمين العام المقبل، وأن تكون التصريحات مجرد وعود فقط كما تعودوا من المسئولين، مؤكدة أنها تعانى كثيرًا مع ابنتها التى فى المرحلة الابتدائية وتضطر إلى تدشين الجروبات للتواصل مع أولياء الأمور، ومشاركة الخبرات مع الأمهات للوصول لطريقة بسيطة تساعد الأطفال على الاستيعاب.
وتابعت قائلة: "كتير أوى بيهنينى على تطبيق الترمين ولأنى بقيت بشك فى أى حاجة ممكن تتقال من وزارة التربية والتعليم ويرجعوا فى كلامهم زى الاستفتاء، خايفة أصدق وأفرح وأسكت، وأتفاجئ أول العام بمعوقات جديدة".
وطالبت "أم" أخرى وزارة التربية والتعليم بإعلان رسمى مختوم ومعلن عنه، وينشر فى الجرائد الرسمية، حتى تطمئن قلوبهن وتتم فرحتهم.
وفى الوقت نفسه استقبلت خدمة صحافة المواطن فيديو لطفلة تسمى "ندى يوسف" بالصف الثالث الابتدائى، بالمملكة العربية السعودية، توجهت فيه بالشكر لوزير التربية والتعليم، بعد تحقيق مطالبهم فى تطبيق الترمين، معربة عن سعادتها بالخبر، وأنه أزال خوفها من الامتحانات التى أقتربت.
وطالبت الطفلة إصدار قرار رسمى على صفحة وزارة التربية والتعليم، حتى يتم التأكد أن نظام الترمين قد طبق بشكل نهائى.
واستخدمت الأمهات خلال ثورتهن التى انتصرت أخيرًا صفحات مختلفة ومجموعات على مواقع التواصل الاجتماعى، فى محاولة أن تصل أصواتهن إلى المسئولين الذين وضعوهن تحت ضغط أكثر من أولادهم، كما شكى عدد كبير من الأمهات أن المناهج التعليمية كانت سببًا رئيسيًا لزيادة العنف ضد أولادهم، فأصبحن أكثر شراسة معهم.
وبطريقة ساخرة شكت الأمهات من أحوالهن عبر صفحة "عاوزين دراسة ممتعة مش حشو مخ وكلكعة"، عن طريق كوميكس مضحكة تؤكد مدى معاناتهن على الرغم من تحصيلهن لدرجات علمية مرموقة تسمح لهن بفهم واستيعاب أى مناهج وتطويرهن الدائم لذاتهن، إلا أنهن يقفن عاجزات أمام معاناة أبنائهم مع المواد الدراسية.