لا يزال وضع جماعة الإخوان فى الولايات المتحدة الأمريكية، غامضا، فالتنظيم يخشى أن تنقلب عليه الإدارة الأمريكية خلال الفترة المقبلة، لذلك يزيد من اتصالاته مع أعضاء الكونجرس الأمريكى، من الحزب الديمقراطى، لتفادى هذا القرار، فى الوقت الذى يؤكد فيه كتاب خليجيين بأن واشنطن تنوى بالفعل اعتبار الجماعة تنظيما إرهابيا خلال الفترة المقبلة.
فى هذا السياق، كشف الكاتب الكويتى أحمد الجار الله تفاصيل مساعى الولايات المتحدة الأمريكية اعتبار جماعة الإخوان منظمة إرهابية، مشيرا إلى أن واشنطن بالفعل أبلغت عدد من الدول العربية نيتها اتخاذ إجراءات ضد الجماعة خلال الفترة المقبلة.
وقال الكاتب الكويتى فى تصريح لـ"انفراد"، إن المتداول الآن فى الأروقة السياسية الشرق الوسطية أن هناك إقدام من قبل الولايات المتحدة الأمريكية اعتبار جماعة الإخوان منظمة إرهابية بعد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باعتباره الحرس الثورى الإيرانى منظمة إرهابية، لافتا إلى أن واشنطن أبلغت دول عربية مهمة هذا القرار.
ولفت أحمد الجارالله، إلى أن الإخوان الآن يعيشون إنعكاسات تصنيف الحرس الثورى الإيرانى من قبل الولايات المتحدة الأمريكية منظمة إرهابية، مشيرا إلى أن أمريكا عندما تعد تنفذ.
من جانبه أكد هشام النجار، الباحث الإسلامى، أن الولايات المتحدة الأمريكية إذا اعتبرت بالفعل الإخوان تنظيما إرهابية فإن هذا يعكس وعى الإدارة الأمريكية الحالية بترابط وتشابك علاقات حلف الإرهاب الإقليمى بين الثلاثى تركيا وإيران وقطر من جهة ومن جهة أخرى تشابك علاقات ومسارات ومصالح تيارى الإسلام السياسى السنى والشيعى، فكلاهما يدعم الآخر لأن هدفهما واحد وهو هدم النظام العربى التقليدى وبناء نظام إقليمى غير عربى على أنقاضه تحت عناوين إمبراطوريات دينية.
وأضاف الباحث الإسلامى أن هذه الخطوة لن تكون بعيدة عن العلاقات المتوترة بين أمريكا وتركيا وسيصبح من ضمن أدوات معاقبة واشنطن لنظام أردوغان بسبب إصراره على استفزازها التضييق على وكلائه وأدواته وتصنيف الإخوان إرهابية.
من جانبه أكد هيثم شرابى، الباحث الحقوقى، أن قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، باعتبار الحرس الثورى الإيرانى منظمة إرهابية يفتح الباب للتخلص من كل حلفاء إيران وخاصة تنظيم الإخوان الإرهابى الذى تواجد فى العراق بدعم إيرانى منذ احتلال العراق فى 2003.
وأضاف الباحث الحقوقى، أن تشابك العلاقات والمصالح بين إيران والإخوان يجعل خطرهم على استقرار الدول العربية بنفس درجة الخطورة، متابعا: "لكن ستبقى أمريكا تستخدم التنظيم الإرهابى لفترة مقبلة لأنه يحقق لها ضغوط على دول المنطقة".