شنت وزارة الأوقاف، هجمة على عناصر سلفية متعدية على مساجد متعددة فى عدد من المحافظات، حيث تعمدت الوزارة الإطاحة بهم، عقب عدة تحقيقات صحفية نشرها "انفراد" مدعمة بالفيديو والصور تكشف سيطرة الدعوة السلفية على المساجد، ونشرهم خُطَبًا لأقطابها من قيادات الصف الثانى عبر "يوتيوب" وعبر وحدات منتجة ونشر خاصة بمساجد ودعاة تابعين لهم.
وطالبت وزارة الأوقاف، وكلائها بالمحافظات بمنع الغرباء من اعتلاء منابرها والبعد عن وعظ المصلين وتعين خطباء رسميين من أئمة الوزارة وعمالها بهذه المساجد، وتأكيد تنفيذ القرارات وإيفاء القطاع الدينى بمكاتبات رسمية يتحمل الوكلاء بموجبها تبعيات تراخى أى منهم فى التنفيذ.
ويأتى ذلك وسط ادعاءات سلفية بضعف مستوى خطيب الأوقاف معللة السيطرة وإغتصاب المنابر، تتطور إلى انتقاد لاذع للمنهج الأزهرى، ومطالب بمناظرات وتحريض أنصار السلفية بموجهات بين أقطاب الطرفين بعد عدوان شبه مقنن على بعض المنابر، حيث يواجه الوزير الأمر بتعين خطباء حاصلين على دكتوراة بهذه المساجد للتمكن من تفنيد مزاعم السلفية.
تصدرت محافظة الدقهلية المشهد بمنعها خطباء سلفين بارزين من صعود منابرها، حيث منعت الداعية السلفى حازم شومان من الإقتراب من مساجدها، ومنعت زميله مصطفى العدوى من الإقتراب من منبر مسجد التوحيد بمنطقة مصر للطيران بمدينة المنصورة.
واتخذت مديرية أوقاف الدقهلية برئاسة الشيخ طه زيادة وكيل الوزارة، خطوات وصفتها بالجادة للسيطرة الكاملة على مساجد الجمعية الشرعية، وأنصار السنة، حيث وجه الشيخ عبد الخالق عطيفى وكيل المديرية للدعوة، جميع مديرى الإدارات الفرعية، بضرورة السيطرة الكاملة على جميع المساجد التابعة لهذه الجمعيات وتكليف أئمة وخطباء متميزين بالخطابة بها.
وأعلنت مديرية أوقاف الدقهلية، اتخاذ هذه الخطوات الجادة استشعارًا منها بخطورة الفكر الوهابى الذى يحمل بين طياته بذور التكفير والتطرف، والذى سيطر على هذه المساجد على مدار عقود وبناء عليه، قررت أوقاف الدقهلية منع الداعية السلفى مصطفى العدوى، من اعتلاء منابر الأوقاف بالدقهلية، وكان يخطب بمسجد التوحيد التابع لأنصار السنة، وتمت السيطرة على المسجد، وتكليف الشيخ ابراهيم طلبه الإمام بالأوقاف بإمامة المسجد، وتعين زكريا عارف إبراهيم عاملاً بالمسجد الكائن بمنطقة مصر للطيران.
وأكدت المديرية لـ"انفراد" منع الداعية السلفى الدكتور حازم شومان، من الخطابة وإلقاء الدروس بمساجد المنصورة، منذ تكليف الشيخ عبد الخالق عطيفى بالعمل بأوقاف الدقهليه، كما تمت السيطرة الكاملة على مسجد التوحيد بدموه، الذى كان تحت سيطرة الشيخ محمد حسان، وأخيه محمود حسان، الذى يعمل عاملا بالأوقاف، وتم تكليف الشيخ محمد قطب، إمام وخطيب بالأوقاف، بإمامة المسجد وإلقاء الدروس به.
وقالت المديرية، إنه تمت السيطرة الكاملة على مسجد الجمعيه الرئيسية بالمنصورة، وتكليف الشيخ أسامه الدهوى إماما وخطيبا للمسجد، وكذلك تمت تكليف الشيخ محمود الشحات سليم، إماما وخطيبا لمسجد الجمعيه الشرعية بالصفطاوى بالمنصورة.
وأشار الداعية السلفى الدكتور حازم شومان، إلى توقف دروسه وخطبه بالمساجد فى رده على مطلب من أحد أنصاره بأداء الدروس والخطب بالمنصورة، وذلك عبر صفحته الرسمية، فى تأكيد لتصريحات وزارة الأوقاف بإبعاده عن مساجد الأوقاف بشكل قاطع.
يشار إلى أن محافظة الدقهلية من أكثر المحافظات التى يتركز فيها السلفيون ومديرية أوقاف الدقهلية جادة فى نشر المنهج الأزهرى الوسطى فى كل المساجد التى تقع فى نطاقها.
وفى محافظة السويس، قالت غرفة عمليات "الأوقاف" لـ"انفراد" إن مديرية الأوقاف تمكنت من السيطرة على مسجد شندورة بحى الجناينى بالسويس، وكان تابعا للسلفيين، حيث عينت وزارة الأوقاف إماماً من أئمتها خطيباً للمسجد، وعينت عملاً بالمسجد للسيطرة عليه ومنع الغرباء من الاقتراب منه.
وفى محافظة الشرقية، أكد الشيخ مجدى بدران وكيل الأوقاف بالشرقية، لـ"انفراد" أنه لا توجد سيطرة لأى سلفى على مساجد الشرقية ولا سيما مركز كفر صقر، نافياً قيام السلفى مصطفى العدوى بالسيطرة على مسجد الفتح بكفر صقر، مؤكداً أن فيديو بثه "العدوى" وهو يؤدى درس بالمسجد عبر موقعه الرسمى ليس دليل كافٍ على سيطره على المسجد وأن الفبركة هى بطل القصة.
فيما أخطرت إدارة أوقاف بولاق الدكرور بالجيزة، القطاع الدينى كتابة بناء على طلب القطاع، بسيطرتها على مسجد ذو النورين بشارع العمدة بمنطقة صفط اللبن، وسحب البساط من تحت أقدام سلفية العاصمة والمتمركزين بالجيزة، وتعين الشيخ قناوى محمد حسن إماماً للمسجد، و تعين سامى طلعت عبد المقصود مسئولاً عن العهدة، و صبحى عبد العزيز عاملاً بالمسجد، مؤكدة أن المسجد يشهد سريان دورة عمل الأوقاف الطبيعية من خطب وإقامة وصلاة ودروس، وقوافل دعوية يقوم بها أبناء الأوقاف، مشيرة إلى أنه يوجد بجوار المسجد جمعية تابعة لأنصار السنة ولا دخل لها بشئون المسجد.
وبالنسبة لمحافظة الجيزة، التى تعانى من رغبة سلفية جامحة فى الاستحواذ ساعدها فى ذلك ضعف قبضة الأوقاف هناك، وكونها ظهير هادئ للعاصمة بعيداً عن أعين الوزارة والأجهزة المتيقظة فى القاهرة، ولقربها من محل إقامة الكوادر السلفية المقيمة بالعاصمة، قالت مديرية أوقاف الجيزة، أنها مسيطرة على مسجد فاطمة الزهراء الكائن بشارع المدرسة بصفط اللبن، حيث تقام به الشعائر والدروس والخطب والقوافل الدعوية من خلال أئمة الأوقاف.
وأكدت أوقاف الجيزة، أنها أنهت الوجود السلفى بهذه المساجد، وعينت بمسجد فاطمة الزهراء، الشيخ سيد حميدة محمد إماماً بالمسجد وهو من العاملين بالوزارة، و محسن فرغلى محمد مؤذن بالمسجد، و خطاب عبد العزيز مسئولاً عن العهدة، و محمود عبد الواحد أحمد عاملاً بالمسجد.
وكان "انفراد" قد كشف فى عدة تحقيقات صحفية مدعومة بالفيديو والصور الخاصة سيطرة السلفية ومجموعة من حركة حازمون وقيادات بها حاصرت مسبقاً مدينة الانتاج الإعلامى، على مساجد قباء بالهرم وتوجيهه سلفياً وجمع تبرعات عينية وغيرها، والسيطرة على مساجد التوحيد بفيصل والمنصورة، ودمياط، و الفتح بكفر صقر، وفاطمة الزهراء بصفط، و ذو النورين ومساجد متعددة، وتكريم مديرية الجيزة لسلفية بالمساجد، الأمر الذى دعا إلى تدخل القطاع الدينى وإحالة قيادات بدرجة وكيل وزارة إلى التحقيق وتحميلها مسئولية تصريحاتهم بعودة سيطرتهم على المساجد كتابة لمحاسبتهم حال وجود خلل.