يعقد الحزب المصرى الديمقراطى اليوم الجمعة مؤتمره العام التكميلى، لاختيار رئيسًا للحزب ونائب أول للرئيس، بعد انتهاء الولاية الثانية للدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب ورفضه الترشح لفترة رئاسية جديدة.
وتتنافس قائمتان على المقاعد، تضم الأولى الدكتور محمد نور فرحات رئيسًا والدكتور زياد بهاء الدين نائبًا أول، والثانية تضم كل من فريد زهران رئيسًا والمهندس باسم كامل نائبًا أول.
ويشرف المجلس القومى لحقوق الإنسان على إجراء الانتخابات وعملية الفرز بناء على طلب تقدم به الدكتور محمد أبو الغار الرئيس المنتهية ولايته، حيث تأتى الانتخابات وسط منافسة قوية بعدما كشفت مصادر من داخل الحزب عن تساوى الفرص أمام القائمتين، لكل منهم نقاط القوى التى تميزه، حيث اعتمدت قائمة فريد زهران على جولات أجرتها فى المحافظات المختلفة، وهو الأمر الذى يقابله ما وصفته المصادر بدعم من الجهاز الإدارى داخل الحزب لقائمة نور فرحات ورغبتهم فى انتقال قيادة الحزب إليهم.
كلا القائمتين يتمتعان بسيرة ذاتية قوية فى إدارة الحزب خلال الفترات السابق، حيث يتمتع فريد زهران بكونه أحد مؤسسى للحزب المصرى الديمقراطى ورئيس لجنة انتخابات الحزب إبان الانتخابات البرلمانية فى 2012 والتى حصل الحزب فيها على 18 مقعدا، كما شغل منصب نائب رئيس الحزب ومؤخراً عضو بالهيئة العليا، وكذلك باسم كامل الذى مثل الحزب فى برلمان 2012 ثم شغل عضوية المكتب التنفيذى للحزب ثم أمين التثقيف وعضو المكتب التنفيذى فى الوقت الراهن، كما تربطه علاقة قوية بالمحافظات نتيجة تأسيسه مدرسة الكادر.
فى المقابل شغل الدكتور نور فرحات على مدار عمر الحزب والذى يبلغ 5 سنوات عضواً لمجلس أمناء الحزب وهو المجلس الأعلى لصناعة السياسات داخل الحزب، علاة على كونه عضوا فى الهيئة العليا والمكتب السياسى للحزب، وكذلك زياد بهاء الدين والذى شغل منصب النائب الأول بالانتخاب منذ تأسيس الحزب ولم يترك هذا المقعد سوى فترة قصيرة هى فترة توليه منصب نائب رئيس الحكومة إبان ثورة 30 يونيو.
الانتخابات الداخلية يصفها أعضاء الحزب وفقاً لمصادر من داخل الحزب نفسه بأنها انتخابات بين جبهتين "اليمين الوسط" و"اليسار الوسط" وأنها ستحدد هوية الحزب خلال المرحلة القادمة، معتبرين أن مجموعة فريد زهران وباسم كامل تعبر عن يسار الوسط بينما تعبر المجموعة الثانية عن يمين الوسط، هذا الانقسام يعود لما جاء فى استقالة الدكتور محمد أبو الغار قبل الانتخابات البرلمانية والتى تراجع عنها واصفًا الحزب بالمنقسم والذى تسيطر عليه "الشلية".
زهران: من ظنوا أننا حزبا ليبراليا تركوا الحزب.. وسنعمل على لم الشمل
فريد زهران المرشح لمنصب رئيس الحزب، قال إن أى انتخابات يحدث فيها نوع من التراشق والحدة فى عرض البرامج، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يدعو إلى لم الشمل لرأب أى مشاكل من هذا النوع، مؤكّدًا أن حملته حال نجاحها ستعمل على مبادرة للم الشمل، وكذلك محاولة استعادة جميع من تركوا الحزب خلال المرحلة السابقة.
وأشار زهران فى تصريحاتٍ لـ"انفراد" إلى أن أحد أهم الأسباب الرئيسية لترشحهم هو أن قيادات الحزب أقصت بعض الناس ودفعت البعض الآخر على الانسحاب، ولهذا فإن مهمة القيادة الجديدة يجب أن تعيد الجميع، وحول الأزمة الأيديولوجية المتداول عنها داخل الحزب، شدد على أن الديمقراطية الاجتماعية هى الخط السياسى للحزب، مشيرًا إلى أنه نتيجة عدم نضج الحياة السياسية فى مصر هناك من دخلوا الحزب وتصوروا أن الحزب المدنى يعنى أنه حزبًا ليبراليًا، وبعضهم غيّر أقواله والآخر ترك الحزب.
وأكد زهران برنامجهم الانتخابى قائم على رؤية تفصيلية للانتشار فى الشارع وبناء الحزب فى المحافظات، والاستفادة من قدرات الشباب المهدرة، وحول التخوفات من انسحاب بعض القيادات التى تمتلك التمويل، قال: "أعتقد أن المجموعة التى تدعم الحزب فى الوقت الراهن لن تنسحب لمجرد فوزنا، ونحن سنعمل على زيادة موارد الحزب" مشددًا على أن الخط السياسى للحزب عقب توليهم المسئولية لا يحدده الرئيس الجديد لكن تحدده المؤسسات الداخلية، معرباً عن شكره للدكتور محمد أبو الغار واستمراره فى أى مكان يريده داخل الحزب.
باسم كامل: "اللى متصور إنه يقدر يشيل لوحده واهم"
باسم كامل المرشح لمنصب النائب الأول، استبعد انسحاب أى من القيادات الحالية للحزب حال فوز قائمتهم، مشيراً إلى أن الانتخابات الداخلية تشمل التربيطات، لكن القائمة حال فوزها ستعمل على العمل المؤسسى ولن تقبل منطق "أنت صاحبى فأنا هحابى لك".
وقال فى تصريحاتٍ لـ"انفراد" إن الحزب هو يسار الوسط، ومن لا يرى أنه ديمقراطى اجتماعى لا يستمر فى الحزب لأنه موجود فى المكان الخطأ، مشيرًا إلى أن الحزب يسمح بالتباينات بين اليمين اليسار".
وأشار كامل إلى أنه عندما تفوز قائمتهم فستعمل على التوافق ولم الشمل من أول يوم، علاوة على جمع القيادات والكوادر التى غادرت فى القاهرة والإقليم، وكذلك بناء تحالف برلمانى كبير داخل الحزب، وإعطاء اهتمام كبير للمحليات، وتوسيع قاعدة المتبرعين للحزب، وقال: "لدينا 50 شخصًا جاهزين لذلك، ونحن مهتمون جدًا بالنقابات المستقلة، ومن يتخيل إنه يقدر يشيل لوحده مهما كانت النتيجة فهو واهم".
نور فرحات: الحزب للجميع وفوزنا بداية انتقال القيادة للشباب
قال الدكتور محمد نور فرحات المرشح لرئاسة الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى إنهم يعتبرون انتخابهم للمرحلة المقبلة من عمر الحزب بداية تسليم قيادة الحزب للشباب، لافتًا إلى أن المشكلة فى مصر أن من يجلس على الكرسى لا يتركه.
وأضاف فرحات، فى أحد لقاءاته بشباب الحزب: "حملتنا ترغب فى إحداث نقلة نوعية فى الحياة السياسية المصرية، أنا أعتقد أن حزبنا هو مستقبل مصر، ونرغب فى وصول العضويات إلى 100 ألف عضو، وهذا لن يحدث إلا عندما تصل بدورك إلى المواطن".
وأوضح: "أحاديث البعض عن أنهم حال فوزهم لديهم 50 شخصًا سيدعمون الحزب بالتمويل هذا كلام غير منطقى، والتبرعات تأتى عندما تتوسع عضوية الحزب ويأتى الدور على إيمان صاحب المال بالحزب ومبادئه".
واستطرد قائلا: "الحزب للجميع وبالجميع وبأموال الجميع.. والأحزاب الهرمية تحمل جرثومة فنائها، وكذلك جرثومة التشققات الداخلية، ولهذا فإن حملتنا تسعى لتغيير هذه الفلسفة فى إدارة الأحزاب، فالتوصيف الحقيقى لرئيس الحزب هو المنسق بين مستويات الحزب المختلفة".
زياد بهاء الدين: لن نكون واجهة لـ"أبو الغار".. والانتخابات لن تؤدى لانقسامات بالحزب
قال الدكتور زياد بهاء الدين المرشح لمنصب النائب الأول لرئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى: "الانتخابات أعطتنا فرصة لنكتشف أننا متمسكون بحلمنا فى الحزب المصرى الديمقراطى، وأشكر المنافسين فريد زهران وباسم كامل لأنهما يمثلان منافسا قويا".
وأضاف بهاء الدين خلال أحد لقاءاته بشباب الحزب: "من يريد أن يكون مثقفا فقط فليجلس فى البيت، لأن العمل السياسى لا يجذب غير الذين لديهم رغبة حقيقية فى العمل السياسى، نحن لسنا يمينًا ولا يسارًا، نحن نؤمن بالديمقراطية الاجتماعية، ونؤمن بالعدالة الاجتماعية فى ظل إطار ديمقراطى يحميه.. كما أن التحرك فى المحافظات قبل الانتخابات ليس معبرًا عن الحب والانتماء لتلك المحافظات، وهذا ليس انتقادًا لزملائنا فى القائمة الأخرى، بل نشكرهم على دورهم المميز فى إبراز دور المحافظات وأهميتها، ونعد المحافظات باستمرار إيماننا بهم".
وشدد بهاء الدين على أن الانتخابات، لن تؤدى إلى انقسام الحزب، وعلى من يفوز أن يحافظ على بقاء الجميع وتوافق الجميع، وتابع: "لا نرى تعارضا بين تمسكنا بأهداف ثورة 25 يناير وبين أن يكون لدينا كيان سياسى شرعى يدافع عن مواقفه التى تحقق أهداف ثورة 25 يناير، ومواقفنا دائما لم تكن معارضة من أجل المعارضة، لكنها كانت مواقف معبرة عن أعضاء داخل الحزب".
وأشار بهاء الدين إلى أنه فى حال فوزهم برئاسة الحزب لن يكونوا واجهة يقف خلفها الدكتور محمد أبو الغار، لأن الرجل إذا أراد البقاء كرئيسًا للحزب كان سيظل رئيسًا، وقال إنهم حريصون على بقاء الدكتور أبو الغار فى الدور الذى يريده، متابعًا: "شكرًا له على دوره فى الفترة الماضية".
ويختار ما يقرب من 210 أعضاء من الهيئة العليا للحزب فى اليوم نفسه أمينًا عامًا جديدًا للحزب خلفًا لأحمد فوزى الذى استقال فى وقتٍ سابق، وسينافس على هذا المقعد 3 مرشحين فى مقدمتهم أشرف حلمى أمين تنظيم الحزب السابق، وخالد راشد نقيب المحامين بالمنوفية، ومحمد أبو النجا أحد شباب الحزب، ويأتى ذلك وسط توقعات بحسم المقعد لصالح أشرف حلمى، كما يختار أعضاء الهيئة العليا بين مرشحين اثنين على أمانة "العلاقات الخارجية" خلفًا لحسين جوهر، وسط توقعات بحسم المقعد لصالح الدكتورة أمل شفيق لخبرتها فى الأمم المتحدة، بالإضافة إلى اختيار "أمين المهنين" من 3 مرشحين، و"أمين العمال والفلاحين" من بين 3 مرشحين آخرين.