فيديو وصور.. جنين فى غرفة العمليات.. ننفرد بتفاصيل أول عملية رحم مفتوح بمصر والوطن العربى.. 11 طبيبا ينقذون طفلا قبل ولادته بشهر ونصف من الشلل والإعاقة فى جراحة الـ5 ساعات.. وهكذا تغلب الأطباء على الص

أضواء ساطعة وسرير طويل ممدد عليه سيدة فاقدة للوعى تماما، وسط مجموعة كبيرة من الروائح المختلطة لمواد التعقيم، بينما يلتف حول السرير عدد من أطباء النساء والمخ والأعصاب والتخدير والأطفال، وكذلك ممرضات يضعن أمامهن طاولة من الأدوات المتقدمة لإجراء الجراحة، التى تظهر خطورتها وسط كل هذه الاستعدادات، لينكشف الغطاء من على السيدة لتظهر بطنها الكبير.. فهى حامل .. والجراحة ليست لها بل للجنين! جراحة جديدة من نوعها تحدث للمرة الأولى على الإطلاق فى مصر والوطن العربى، إنها عملية رحم مفتوح لأم حامل فى الشهر السادس، من أجل الوصول للجنين وإجراء جراحة لإصلاح عيب بالحبل الشوكى، والذى يؤثر على المخ ويتسبب فى تراكم الماء فى رأس الجنين ويهدده بولادة طفل مشلول ومعاق ذهنيا. انفرد "انفراد" بكواليس أول عملية لرحم مفتوح وجراحة نخاع شوكى لجنين فى مصر، حيث عايشنا 5 ساعات داخل غرفة العمليات بين المخاوف والترقب والتعب والأمل ومراقبة الجنين، بينما يتم إصلاح مشكلات النخاع الشوكى له. يقول الدكتور وائل البنا، زميل الجمعية الأوروبية للنساء والتوليد والطبيب الذى قاد الفريق المصرى المنفذ للجراحة، إن العملية أجريت بفريق مصرى بالكامل، وحالة الجنين كانت تحتاج لمثل هذه الجراحة الخطيرة، حيث كان يعانى من مشكلة صحية كبيرة بسبب فتق فى العمود الفقرى بين الفقرات والنخاع الشوكى، يتسبب فى رجوع المخ للخلف، وبالتالى لا يتسرب الماء الموجود حول الرأس ويحدث استسقاء لمخ الجنين مما يجعله يولد بمشكلات كثيرة. وأضاف البنا، أن هذه المشكلات تشمل أنه قد يعانى من التأخر وعدم القدرة على البلع وإعاقة الوظائف الحركية، فيولد الطفل بشلل ويحتاج لقسطرة لكى يتمكن من مواصلة الحياة، مؤكدا أن الأطباء قبل إجراء هذه الجراحة، كانوا لا يجدون طريقة إلا متابعة إعاقة تطور الجنين دون القدرة على التدخل لإنقاذه وإصلاح هذه المشكلة. وكان الأهالى يعانون من مشكلة كبيرة فى هذا الموقف، حيث إنه لم يكن هناك منفذ إلا فى السفر إلى أمريكا أو إنجلترا لإجراء مثل هذه الجراحة، وهو الأمر غير المتاح للكثيرين. يؤكد البنا، أن النجاح الحقيقى ليس فى الجراحة فقط بل فى السيدة التى لم ترتض باقتراحات البعض بأن تتخلص من جنينها، ولكنها أيضا حاولت علاجه ولم تخالف ضميرها ودورها الحقيقي فى حماية طفلها، مشيرا إلى أن السيدة سعودية الجنسية وجاءت إلى مصر لمعرفتها بتقدم المصريين فى عمليات الجنين بالمناظير، ولكن مع الاطلاع على حالتها تبين أنها تحتاج لعملية رحم مفتوح ولا يصلح فى حالتها المناظير. وعن تفاصيل الجراحة قال البنا:" شملت مراحل إجراء العملية على تخدير الحامل ثم فتح البطن ثم العضلات وصولا للرحم، بعد ذلك تم إخراج الرحم بالكامل من البطن وإجراء مقاسات له لمعرفة كيفية الطريقة الأمثل لفتحه بطريقة متقدمة وصحية سليمة، وذلك تجنبا لحدوث نزيف الرحم، بعد هذه الخطوات تم فتح الرحم والغشاء المحيط بالجنين ثم تم إخراج الجنين منه وتخديره مع تأمين وصول الدم له باستمرار". "أما عن فريق المخ والأعصاب فقد أجروا جراحة النخاع الشوكى للطفل فى نطاق محدود جدا ثم تم تعويض الماء المحيط به وإغلاق الرحم مرة أخرى وخياطة البطن بعد فتحها مع متابعة علامات الجنين وصحة الأم بعد ذلك". وبحسب الفريق الطبى، فإن العملية تم التحضير لها مع الأم الحامل وإجراؤها خلال فترة الأسبوع الـ22 إلى الـ26 أسبوع من الحمل، وستكون الولادة بعد شهر ونصف من الجراحة. أما عن المضاعفات التى كانت تثير مخاوف الأطباء حول الجراحة، فتشمل عواقب العملية أن السيدة تكون فى الأساس دمها مجلط بسبب نسب السيولة خلال الحمل، فتكون 10 مرات عرضة للتجلط ومع العملية تزيد لـ20، فالخوف كان من حدوث جلطة وكذلك النزيف المرعب خلال الجراحة الذى قد يؤدى لوفاة الجنين واستئصال الرحم فى أسوأ الظروف، وهو ما تم تجنبه تماما. كما أشار البنا خلال حديثه، إلى أن إسرائيل هى الوحيدة التى أجريت هذه الجراحة فى الشرق الأوسط، منذ عامين ولكنها مع ذلك لجأت إلى أعضاء أجانب بالفريق الطبي من البرازيل الذين يجرون مثل هذه الجراحات، ولكن الفريق المصرى اعتمد بالكامل على عمله وجهد أطبائه. وشمل الفريق الطبي الذى أجرى الجراحة 11 طبيبا من تخصصات النساء والمخ والأعصاب والتخدير والأطفال، بالإضافة إلى 3 ممرضات و2 فنيين، وتضم القائمة فريق جراحة النساء والتوليد بقيادة د. وائل البنا، زميل الجمعية الأوروبية والحاصل على البورد الأوروبي للنساء والتوليد، ومساعدي النساء والتوليد د. احمد فتحى غانم، ود. منال احمد الحناوي، ود. هديل محمد محمد، ود. إسلام فتحى عوض. وعن فريق الجراحة العامة وجراحة المخ والاعصاب، فيشمل د. محمد عبد العزيز، مدرس مساعد الجراحة العامة، ود. ايهاب الرفاعى، أستاذ مساعد جراحة المخ والأعصاب، ود. محمد الصاوى، مدرس جراحة المخ والأعصاب، وكذلك شارك د. مدحت الزياد، أستاذ طب الاطفال بقصر العيني فى العملية، بالإضافة إلى فريق أطباء التخدير د. عمر كمال عبد الحكيم، مدرس التخدير والعنايه المركزة، ود.محمد زكى، أخصائي تخدير، وفريق التمريض والفنيين المكون من ٣ ممرضات و٢ فنيين. د وائل البنا مع محررى انفراد


















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;