تعمل الإعلانات والأغانى على إظهار الآثار السلبية للتدخين، ورغم كل هذه الحملات أكدت آخر الاحصائيات الصادرة عام 2015 أن هناك 6 ملايين شخص هم حصيلة الموتى جراء تناولهم للسجائر على مستوى العالم من بينهم أكثر من 600 ألف من غير المدخنين توفوا بسبب التدخين السلبى، فهل فشلت الرسائل التحذيرية التى يتم بثها فى الاعلانات والأغانى فى تحقيق هدفها وما مدى قدرة هذه الحملات على اقناع المدخن بالإقلاع.
خلال السطور التالية نعرض وجهتى نظر للتوصل للأسلوب الأفضل للحد من هذا الخطر الذى انتشر فى العالم ليقترب عدد المدخنين من المليار وفقا للإحصائيات النهائية للجمعية الطبية الأمريكية، ووفقا لبحث معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن، كما أن مصر من أكثر 10 دول عربية يرتفع فيها معدلات التدخين، حيث زادت معدلات التدخين خاصة بين النساء والأطفال بشكل ملحوظ.
وفى هذا السياق يقول د وائل صفوت رئيس اللجنة الدولية للجمعية الأمريكية لعلاج التدخين: "نبحث خلال حملاتنا على تغيير سلوك الأفراد، ومن خلال تعاملنا اكتشفنا أن تأثير الإعلانات أقوى على المدخن وغير المدخن من الأغانى والتحدث معهم بشكل مباشر".
ويتابع: "وفقًا لدراسة قامت بها جامعة "جونز هوبكينز" أفادت أن الرسائل الصادمة التى تواجه المدخن بالأخطار الصعبة التى تحدث له بسبب التدخين هى أقوى الرسائل ثم يليها التجارب الإنسانية التى يحكى فيها فرد عن معاناته المرضية بسبب التدخين، لأن مشاعرنا ستتحرك تجاه هذه الرسائل ويكون تأثيرها أقوى من الأغانى".
ويضيف أن الأغانى غير مؤثرة فى تغيير السلوك ولكن هى مادة لاستحضار فكرة الخطر أمام أعينهم باستمرار لتذكيرهم بالمشكلات التى سيقعون فيها وهى تساعد فى استقبال المدخنين للإعلانات والاستجابة لتغيير سلوكهم.
ويرى الدكتور "مينا جورج" رئيس قسم التأهيل النفسى بالعباسية، عدم تأثير الأغانى والإعلانات فى تحقيق الهدف المطلوب منها فى الحد من التدخين، حيث تقوم مصر منذ ما يقرب من 10 سنوات بهذه الحملات الإعلانية التوعوية ولم نحصد النتائج حتى الآن.
ويشير إلى أن اعتماد جميع الإعلانات والأغانى وحملات التوعية على أسلوب الخوف والرعب يؤدى إلى عدة دوافع سلبية لا تساعد فى تغيير سلوك الفرد بل تجعله يشعر بالاكتئاب ويكثر من تناول السجائر والشيشة بشكل أكبر لأنه لن يرى الأمل أمامه حتى يحلم به ويغير حياته من أجله.
ويتابع "مينا": "المدخن يعرف الآثار السلبية والأمراض وكل التطورات الصحية التى ستظهر عليه مع طول فترة التدخين، ولكن أسلوب الأمل والحلم والمعروفة باسم "الرسائل الإيجابية" قد يكون محفزا له.
ويضيف أن هناك عدة عوامل تؤثر فى فاعلية المادة الإعلانية والرسائل التى نريد توصيلها للمدخنين من ورائها، حيث يعتبر الأسلوب غير المباشر هو الأمثل فى توصيل الرسائل التى نريد منها تغيير سلوك الأفراد، وهذا الأسلوب هو الذى تتبعه شركات المنتجات الاستهلاكية، حيث تعتمد على مخاطبة العقل اللاواعى لأن النظريات تؤكد أن الإنسان يتأثر بما يشاهده بطريقة غير مباشرة أكثر من الرسائل المباشرة.
ويمكن الاستفادة من الفنان أو الشخصية المحببة فى المجتمع ولكن ليس فى مادة إعلانية موجهة إنما داخل عمل فنى متكامل يرى فيه المدخن حالة البطل وهو ينفق على سبيل المثال أموالا كثيرة على السجائر وكلما استطاع تقليل الكمية كلما زاد دخله وقام بتحقيق أحلامه فى البناء والوصول للمركز المرموق الذى يرغب فيه.