فى انحياز لافت للمؤسسة العسكرية، وفى رغبة لإنجاز المهام الكبرى، اختارت الحكومة الفرنسية جنرالا سابقا لتولى عملية إعادة ترميم كاتدرائية نوتردام التى طالتها النيران قبل يومين، فى موقف يعكس حالة الثقة التى تتمتع بها المؤسسات العسكرية عما دونها من الهيئات المدنية.
حريق نوتردام
وكشفت صحيفة ليزيكو الفرنسية فى تقرير لها، عن تعيين الحكومة الفرنسية، جون لوى جورجولين رئيس أركان الجيش الفرنسى السابق، والذى استقال من منصبه منذ عامين، من أجل ترأس مهمة ترميم بناء كاتدرائية نوتردام دو باريس.
ووفقا للصحيفة جاء الإعلان عن تعيين جورجولين من قبل رئيس الحكومة الفرنسية إدوارد فيليب، بعد تكليف إيمانويل ماكرون له باختيار "قائد لبناء الكاتدرائية".
وكان جورجولين حاضراً في اجتماع التعبئة الطارئ، برئاسة إيمانويل ماكرون في الإليزيه ، لتنظيم عملية ترميم نوتردام في غضون خمس سنوات.
الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، محظوظ جدًا، فلو أن - لاقدر الله – وقع هذا الحريق فى مصر وكلفت القيادة السياسية أحد رجال الجيش السابقين بتولى مهمة إعادة ترميم وبناء المبنى لخرجت أبواق المعارضين والخبراء الفيسبوكييين بعشرات التويتات والبوستات التى لا تندد ولا تشجب ولا تدين الحريق، لا سمح الله، ولكنها بوستات من عينة المصطلح الخرافى "عسكرة الدولة"، لتندد وتشجب وتدين اختيار أحد رجال الجيش للضلوع بمهمة إعادة البناء، ليس للتشكيك فى قدرته أو كفاءته، ولكن فقط هى معارضة من أجل المعارضة فهم اعتادوا على المعارضة ليس إلا.
اختيار الحكومة الفرنسية لقائد ذو خلفية عسكرية لتولى مهمة إعادة البناء يعد مماثلا لاعتماد الدولة المصرية فى الآونة الأخيرة على القوات المسلحة وهيئاتها وإداراتها المختلفة لإنجاز العديد من المشروعات القومية، وأهمها قناة السويس الجديدة، بخلاف العديد من المشروعات الإنشائية، ولكن الجديد أنه لم تبد أى جهات إعلامية أو سياسية داخل فرنسا أى اعتراض على الاختيار الجرئ من قبل الحكومة الفرنسية للجنرال جورجولين.
والغريب أنه منذ إعلان الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، اختيار الجنرال جون لوى جورجولين، رئيسًا للجنة المكلفة بإعادة بناء الكاتدرائية، لم تخرج صحيفة واحدة فرنسية كانت أو فى أى دولة غربية تعارض هذا القرار مثلما تفعل فى كل مرة يتم اختيار أى من قيادات الجيش السابقين فى مصر لأى مهمة، على العكس تمامًا فهم يغفلون أى إنجاز يحققوه فى المهام التى توكل إليهم لتأكيد مزاعمهم بعدم قدرتهم على التنمية والبناء وتأكيد مكايدتهم وزعمهم بأن فى مصر "عسكرة للدولة".
حدث ذلك جليًا حينما تم إسناد مهمة ترميم الكنيسة المرقسية بالإسكندرية للقوات المسلحة المصرية، وكنيسة صول فى أطفيح، و كنيسة الأقباط الكاثوليك بالسويس، ومارجرجس ، وغيرها من أعمال الترميم التى أسندت للقوات المسلحة ولاقت وقتها هجوم شرس من الخارج والداخل لمجرد أن من يتولى الترميم والبناء رجال القوات المسلحة.. أتساءل هنا لماذا لم تخرج الصحف والمواقع الإخبارية العالمية بمانشيتات من قبيل "عسكرة فرنسا"؟؟!!