أعاد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى وعدد من المواقع الإخبارية صورا لانهيار بعض أجزاء من كوبرى المحلة إلى الأذهان العديد من الوقائع المماثلة، وذلك بعد أن فوجئ أهالى قرية نمرة البصل بانهيار أجزء من كوبرى كفر الشيخ الدولى قبل افتتاحه بساعات قليلة، وسقوط أجزاء منه على ارتفاع 8 أمتار، متسببا فى إصابة عدد من المواطنين بإصابات طفيفة.
ومن جانبها أعلنت هيئة الطرق والكبارى، فى تصريحات صحفية، أن الكوبرى بحالة جيدة وأن سبب الانهيار يرجع إلى اصطدام إحدى المعدات الثقيلة أثناء مرورها بجوار أحد الحوائط الجانبية للكوبرى بطول 200 متر، ما تسبب فى سقوط جزء من حائط "الدبش" بمساحة لا تتعدى 35 مترًا مربعًا مع بقاء بقية الحائط سليما.
انهيار كوبرى الجامعة بسوهاج
يعتبر انهيار كوبرى الجامعة بسوهاج من أشهر وقائع انهيار الكبارى الجديدة ففى شهر فبراير الماضى وقع انهيار جزئى فى الكوبرى الذى يربط بين المطار ومدينة سوهاج الجديدة والجامعة، وذلك عقب تشغيله بـ7 أشهر فقط، وقبل افتتاحه رسميا، وبلغت مساحة الهبوط نحو 70 مترا .
وكشف التقرير الصادر من كلية الهندسة جامعة سوهاج أن اللجنة توصلت بعد الفحص على الطبيعة وعلى الورق أن الحسابات التى تم تنفيذها قبل البدء فى أعمال إنشاء الكوبرى غير مطابقة للمواصفات التى حددها الكود المصرى الخاص بميكانيكا التربة وتصميم وتنفيذ الأساسات، وذلك بحسب تصريحات صحفية سابقة للدكتور محمد محمود وكيل كلية هندسة سوهاج ورئيس اللجنة المشكلة لفحص انهيار الكوبرى، وعلى خلفية تلك الأحداث علق الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج ساخرا على هذه الواقعة قائلا "بأنها قمة الإعجاز الهندسى انهيار كوبرى قبل ما يشتغل"، كما أصدر قرارا بتحويل الشركة المنفذة لمشروع كوبرى الجامعة والمسئولة عن وتطويره وجهاز التعمير بالمحافظة، للنيابة العامة، للتحقيق معهم فى الواقعة.
انهيار كوبرى بلقاس
وعلى غرار كوبرى سوهاج فوجئ أهالى قرية الأورمان التابعة لمركز طلخا بالدقهلية خلال شهر أبريل من العام الماضى بظهور تصدعات وانهيارات فى كوبرى بلقاس، بعد مرور عام على استلامه من الشركة المنفذة، وانقلاب سيارة نقل رقم "59997 نقل الدقهلية" أثناء مرورها من أعلى الكوبرى تزامنًا مع انهيار أجزاء من الكوبرى وسقوط السيارة فى إحدى الترع، وإصابة سائق السيارة بكسر فى الساقين، وتم نقله لمستشفى طلخا العام لتلقى العلاج.
وتزامن انهيار الكوبرى مع ظهور العديد من التصريحات المتضاربة وقتها التى حاولت تفسير سبب الانهيار، ففى الوقت الذى نسبت فيه العديد من المواقع الإخبارية تصريحا لأحد المسئولين داخل اللجنة المكلفة من محافظ الدقهلية حسام الدين إمام أن سبب الانهيار يرجع إلى تأثر مفصلات حديد الكوبرى بسبب النيران التى تنتج من حرق القمامة أسفل الكوبرى على مدار 24 ساعة، خرج محافظ الدقهلية لينفى صحة تلك التفسيرات مؤكدا أن الانهيار يرجع لمرور سيارتين نقل فوق الكوبرى بحمولات ضخمة، وأكد المحافظ قيام الشركة التى نفذت الكوبرى بإجراء الإصلاحات اللازمة، وتحمل كل الالتزامات المالية المطلوبة.
ظهور تصدعات فى كوبرى محلة روح
كما شهد كوبرى "محلة روح" ظهور تصدعات فى الحوائط الخرسانية فى كل من مطلع ومهبط الكوبرى، وقرر اللواء أحمد ضيف محافظ الغربية، تشكيل لجنة هندسية لفحص الكوبرى، وذلك بعد إجراء معاينة منه للكوبرى بعد الشكاوى التى وردت له.
يذكر أن الكوبرى الذى تمت إقامته أعلى مزلقان السكة الحديد بهدف منع الحوادث الناتجة عن مرور المزلقانات بدأ العمل به منذ أكثر من عامين فى عهد محافظ الغربية الأسبق محمد نعيم، وتم افتتاحه فى عهد المحافظ السابق سعيد مصطفى كامل خلال شهر مارس من العام الماضى.
وللوقوف على أسباب انهيار الكبارى قال عبد العزيز أحمد المتحدث باسم هيئة الطرق والكبارى إن الهيئة يقع فى اختصاصها فقط 1724 كوبرى، وهى الكبارى الواقعة على الطرق الرئيسية فقط وكبارى النيل الرئيسية شرق وغرب النيل من الصعيد حتى دمياط، مؤكدا أن السبب الحقيقى فى تلف الكبارى يرجع إلى عدم التزام سائقى الشاحنات بالحمولة المقررة، والتى تبلغ 90 طنا فى الوقت الذى كشفت فيه التقارير أن الحمولة فى بعض الأحيان تصل إلى 120 طنا، وهو أمر يخرج عن عمل الطرق والكبارى ويتعلق بالمرور.
وأكد عبد العزيز أن الهيئة بدأت فى تنفيذ عدد من الطرق الخرسانية المخصصة للشاحنات ومنها طريق "القاهرة، السويس".
وكشف عبد العزيز أنه فى الوقت الذى ترفض فيه الدولة اعتماد أى مبالغ إضافية للصيانة، يتم توجيه كل المبالغ المخصصة للهيئة لإجراء مشروعات جديدة فإن هناك 700 كوبرى فى حاجة إلى إجراء صيانة عاجلة بتكلفة 6 مليارات جنيه بناء على تقرير هيئة التعاون اليابانية، فى الوقت الذى لا تتعدى فيه موارد الهيئة 600 مليون جنيه، والتى زادت فى آخر عامين إلى مليار و200 مليون جنيه.
ومن جانبه قال اللواء يسرى الروبى خبير المرور الدولى بالنسبة للحديث عن تصدع وانهيارات الكبارى، فإنه يجب التأكيد على أن هذه الانهيارات تختلف بحسب حالة الكوبرى، ففى حالة ظهور التشققات والتصدعات قبل التشغيل يمكن القول إن المنفذ خالف التعليمات والاشتراطات المطلوبة فى تنفيذ الكبارى، أما إذا كان الكوبرى قد ظهرت به تصدعات أو تشقاقات بعد تشغيله فهو أمر يكشف عن أن الكوبرى قد تم بدون وجود عوامل أمان.
وأكد الروبى أن التعامل الخاطئ من جانب سائقى النقل الثقيل وعدم التزامهم بالحمولة المقررة، السبب الرئيسى فى زيادة معدلات انهيار الكبارى، حيث يتم تحصيل رسوم وغرامات على الحمولة الزائدة فقط، فى حين لا تسمح الدول الأخرى بأن يسير النقل الثقيل على الطريق بهذا الوزن الزائد.
وفيما يلى إحصائية بعدد وأعمار الكبارى التى تتبع هيئة الطرق والكبارى بحسب تصريحات المتحدث باسم هيئة الطرق والكبارى.
52 كوبرى يصل عمرهم الإنشائى إلى 75 عاما، حيث تم إنشاؤهم فى عام 1940.
65 كوبرى يصل عمرهم الإنشائى إلى 65 عاما، تم إنشاؤهم فى عام 1950.
689 كوبرى يصل عمرهم الإنشائى إلى 55 عاما، تم إنشاؤهم فى عام 1960.
155 كوبرى يصل عمرهم الإنشائى إلى 45 عاما، تم إنشاؤهم فى عام 1970.
172 كوبرى يصل عمرهم الإنشائى إلى 35 عاما، تم إنشاؤهم فى عام 1980.
396 كوبرى يصل عمرهم الإنشائى إلى 25 عاما، تم إنشاؤهم فى عام 1990.
52 كوبرى يصل عمرهم الإنشائى إلى 16 عاما، تم إنشاؤهم فى عام 2016.