واشنطن تفرض الحرب النفطية على إيران.. وخامنئى يتعهد بالتصدير ويؤكد: لن نركع.. والطرق غير الرسمية وسيلة طهران للالتفاف على قرارات ترامب.. وفرض التفتيش على مضيق هرمز ورقة ضغط الحرس الثورى لمواجهة القرار

تتصاعد معركة كلامية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، بعد قرار الرئيس دونالد ترامب الأخير بإنهاء تمديد اعفاءات تصدير النفط الإيرانى، والذى شكل صدمة كبرى لصانع القرار الإيرانى حيث كان يستند اقتصاده المتردى أصلا العام الماضى على مبيعات النفط لـ 8 بلدان منحت استثناءات من العقوبات الأمريكية، والقرار ما يعنى حرمان إيران بعد مايو المقبل من تصدير ذهبها الأسود، ولم تكن طهران حتى اليوم تمكنت من الابتعاد عن الاقتصاد النفطى أو إيجاد حلول أو سياسات بدلية سوى الشعارات التى يطلقها مسئولوها، ففى أول تعليق له على القرار قال المرشد الأعلى الإيرانى، آية الله على خامنئى أن "إيران تستطيع تصدير ما تريد من النفط". خامنئى يتحدى قرار تصفير النفط وأضاف المرشد الإيرانى "لن تحقق جهود أمريكا لمنع بيع النفط الإيرانى شيئا.. يمكننا تصدير النفط قدر احتياجاتنا ورغباتنا، ولن تستطيع واشنطن تركيعنا، وأوضح "بقدر الإرادة التى نمتلك نستطيع تصدير نفطنا، هم يتوهمون بخيالهم أنهم أغلقوا الطرق أمامنا.. ليعلموا أن هذا العداء لن يبقى دون رد، الشعب الإيرانى ليس الشعب الذى يصمت أمام الاعتداء. وفى الوقت نفسه وضع روشتة علاج للمرحلة المقبلة عبر الابتعاد عن اقتصاد النفط، قائلا "كلما قل اعتمادنا على مبيعات النفط، كلما كان أفضل لنا، ونعتبر خفض الاعتماد على بيع النفط فرصة سانحة وسنستفيد منها للمزيد من الاعتماد على الطاقات الداخلية". تصريحات المرشد الإيرانى لم تأت من فراغ، فطهران تمتلك تجارب الالتفاف على العقوبات اكتسبتها خلال السنوات الأخيرة حيث فرض المجتمع الدولى عقوباته عليها قبل رفعها بموجب الاتفاق النووى. الخبير والمحلل الايرانى فريدون مجلسى، قال لصحيفة "همدلى" "لا أعتقد أن مبيعات إيران من النفط ستصل للصفر، لأننا سنبيع نفطنا عبر طرقا غير رسمية.. فتركيا ستشترى نفط وغاز إيران خارج النظام المصرفى الدولى، وستواصل صادراتها، والعراق أيضا. الحرس الثورى يستفز العالم بنفوذ طهران ولم يفوت قائد الحرس الثورى الإيرانى الجديد الفرصة دون اطلاق تصريحات مستفزة للعالم، وقال اللواء حسين سلامى ليعلن للعالم أن "بلاده ستواصل سياسة مد النفوذ ولن تبقى أى نقطة آمنة لأعداءها"، وذلك فى أول تصريح له بعد توليه المنصب. وقال سلامي "علينا أن نوسع نطاق اقتدارنا من المنطقة إلى العالم، حتى لا تبقى أى نقطة آمنة لأعدائنا فى العالم"، وذلك فى أول تصريح له بعد توليه منصب قيادة مؤسسة الحرس الثورى النافذة فى السياسة الإيرانية خلفا لمحمد على جعفرى الذى أعفاه المرشد الأعلى من منصبه يوم الأحد الماضى. وزعم سلامى فى حفل توديع جعفرى الذى اقيم اليوم فى طهران، أن فيلق القدس التابع للحرس الثورى عبر الجبال والسهول وأنهى الهيمنة الأمريكية فى شرق المتوسط ووصلت إلى البحر الأحمر وحولت البلاد الاسلامية الى ارض للجهاد" على حد تعبيره. ويشتهر سلامى، القائد الجديد للحرس الثورى، بنبرته الهجومية التى تتسم بالتصعيد مع واشنطن وتل أبيب وتهديداته المباشرة والصريحة، وتصريحاته النارية تجاه خصوم طهران، لكن كلها كانت تصريحات لم تكن تخرج على مدار السنوات الماضية عن كونها استعراض العضلات ولم تخرج عن اطار الاستهلاك الداخلى حيث وجه فى العديد من المناسبات خطابات رنانة وحماسية وتعبوية لشحن الجماهير الإيرانية ضد سياسات الخصوم. وقال أن حدود بلاده أمنتها القوات البرية، مشيدا بالقوة الجوفضائية للحرس الثورى وانجازاتها الصاروخية تحت الأرض.. قائلا اليوم يواصل الحرس الثورى مسيرته في ذروة الشعبية والقوة والعظمة والاقتدار على حد تعبيره. تصفير النفط سيؤثر مباشرة على حياة الشعب الإيرانى وبغض النظر عن التصريحات التى تتحدى بها العالم، يجتهد الخبراء الإيرانيون لإيجاد حلول للمأزق الاقتصادى الذى تعيشه طهران، ولم يعد يخفى اعلامها عن المجهول الذى ينتظر الشعب الإيرانى عقب القرار، فصحيفة "همدلى" اليوم ناقشت "القرار مع الخبراء فى إيران، وقالت أن إحدى الفصول الرئيسة فى سياسة الصغوط القصوى التى تمارسها الولايات المتحدة على إيران هى تصفير مبيعات النفط والغاز الإيرانى والذى يعد إحدى المصادر الهامة للإيرادات والحيوية. وقالت الصحيفة أنه حتى الآن يسعى الخبراء الاقتصاديين والسياسيين لإيجاد بديل عن الذهب الأسود لكن لم تثمر الجهود عن نتيجة، وأكدت على أن أى تهديد أو فرض قيود على بيع النفط الإيرانى سيشكل تهديدا وقيود على حياة ومعيشة الشعب الإيرانى، نظرا لارتباط الاقتصاد الايرانى الكبير بمبيعات النفط. وأكدت على أنه فى حال اتبعت كبار المشتريين للنفط الإيرانى قرار الولايات المتحدة، بلا شك سيكون له تأثيرا مباشرا على حياة الشعب الإيرانى، وإذا لم تتخذ خطوة عاجلة وجادة أو لم يتم إيجاد طريق للالتفاف على العقوبات النفطية، ففى أحسن الحالات لن يمكن التنبوء بما سيحدث بعد ذلك وبالأوضاع فى إيران. وحول طرق التصدى لقرار ترامب، قال الخبير الإيرانى للشئون الدولية محمد سعيد مرندى، فى مقابلة مع صحيفة "جام جم" أنه ينبغى علينا ممارسة ضغوط على البلدان التى رحبت بالقرار، عبر إيجاد نقاط تفتيش على مضيق هرمز، وتفتيش السفن وناقلات النفط السعودية والإماراتية، واحداث زحام فى المضيق وتعطيل السفن لأسبوع أو أكثر وبالتالى تعطيل تصدير النفط الأمر الذى سيؤثر على سوق النفط. واعتبر مرندى أن "هذه الخطوة خلال مدة قصيرة ستكون فعالة، حيث ستوجد مخاوف حقيقة فى سوق النفط العالمى، وستسعى الولايات المتحدة لإيجاد حلول منطقية، وستعيد البلدان التى رحبت بقرار تصفير النفط الايرانى النظر فى الحرب الاقتصادية على بلادنا" على حد تعبيره.








الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;