يلمس أهالى شمال سيناء، بأنفسهم، آثار جهود الدولة فى التنمية إلى جانب التطهير على أرض الفيروز، وهم يؤكدون أنهم ينتظرون، بفارغ الصبر، حصاد إنجازات كبرى تشهدها محافظتهم، معبرين عن ثقتهم بالقيادة السياسية والجيش والشرطة المدنية. وقالت منى برهومة، عضو المجلس القومى للمرأة بشمال سيناء، إنها باسم كل سيدات وفتيات شمال سيناء، تهنئ شعب مصر عامة وأهالى سيناء خاصة بالذكرى الـ37 لتحرير سيناء والعيد القومى للمحافظة، مضيفة أنها كسيناوية لها الفخر أنها تعيش على أرض تشهد كل يوم مجدًا جديدًا، فهى بالأمس كانت تئن تحت وطأة احتلال بغيض وبقوة رجال القوات المسلحة تحررت، واليوم ها هى تتطهر من خفافيش الظلام بفضل وسواعد قوات باسلة من الجيش والشرطة المدنية.
وتابعت «برهومة» أن سيناء لم تسقط من ذاكرة الدولة، وشهدت مشروعات متلاحقة لخدمة الإنسان وتعمير الأرض، آخرها مدينة رفح الجديدة التى ينتظر أهلها الانتهاء منها ليسكنوها، فيما قال إسلام عروج من شباب مدينة العريش: لنا الفخر أننا من أرض تحتفل كل مصر اليوم بتاريخ تحريرها، مضيفًا أنه فى هذا اليوم وفى هذه الذكرى، نوجه التحية لجيشنا الباسل ولروح كل شهيد سقط من أجل تحريرها وتطهيرها، وتابع «عروج»: نطمئن كل أهل مصر أن أبناء سيناء صابرون صامدون وعلى ثقة بقيادتهم وجيشهم وعلى يقين أن القادم أفضل.
وأكد محمد الزملوط، من شباب مركز بئر العبد بشمال سيناء، أن التنمية حاضرة على أرض شمال سيناء، لافتًا إلى أنهم فى مركز بئر العبد بشمال سيناء كانت لهم أهم هدية من الرئيس قراره إقامة مدينة بئر العبد الجديدة لترسم مستقبل مشرق لهم ولمن بعدهم من أجيال، فيما قال المهندس سامى الهوارى من رموز شمال سيناء بمنطقة بئر العبد، إنه باعتباره قريبًا من قطاع الصيادين ويترأس جمعية أهلية تقوم على خدماتهم يستطيع القول إن هناك مجهودات كبيرة فى هذا الشأن أهمها أعمال التطوير لبحيرة البردويل، وإنشاء قرى للصيادين على مشارف شرق البحيرة. وقال الدكتور خالد زايد، من رموز المجتمع المدنى بشمال سيناء، إنهم اليوم وفى ذكرى تحرير سيناء يتذكرون ما كان عليه آباؤهم من صمود على الأرض وتحد ومقاومة للاحتلال الإسرائيلى، مضيفًا أن هذا الصمود أعقبه بعد التحرير تنمية حقيقية كانت فيها جهود الأهالى جنبًا إلى جنب مع جهود الدولة، التى وفرت لهم كل المرافق والخدمات الأساسية من شبكات طرق وكهرباء ومياه ومنشآت صحية وتعليمية ومصالح حكومية منوعة.
وأعربت زينب العبادى، من قرية أبو طويلة بالشيخ زويد، وهى خبيرة فى تصنيع المشغولات البدوية، عن تقديرها لكل جهد وكل دور تبذله الدولة على أرض سيناء لتعميرها، وقالت «العبادى»، إنها فى هذا السياق تذكر بالعرفان للدور الريادى لسيدات سيناء فهن فى فترة الاحتلال لهن دور سجله التاريخ فى مساعدة المناضلين ضد الاحتلال، وبعدها وباقتدار شديد أثبتت نفسها فى ميادين التنمية وكثير من بينهن برعن كرائدات فى مجال الإنتاج الحرفى من المنازل وإحياء حرف قديمة من أجل معيشتهن وهن يمثلن نموذجا لتكامل الأدوار تحت كل الظروف.
وقال الدكتور سليمان عايش، الأستاذ بجامعة العريش، إنه كأستاذ جامعى يرفع كل آيات التقدير للدولة على جهودها فى مجال نشر التعليم فى ربوع سيناء ما قبل الجامعى والجامعى، لافتًا إلى أن الشاب السيناوى أصبح يجد ضالته فى التعليم داخل المحافظة فى كليات متنوعة تخدم الغالبية من التخصصات، فضلًا عن أخرى يجرى العمل فيها لتغطى كل الاحتياجات.
من جانبه، قال النائب جازى سعد، عضو مجلس النواب عن دائرة وسط سيناء، إنه يجرى حاليًا العمل على قدم وساق فى إنشاء تجمعات صناعية لاستغلال أهم ثروة تعدينية فى جبال سيناء وهى الرخام، مشيرا إلى أن المشروعات تتم فى قرية الجفجافة وتعتبر من أهم مشروعات الصناعة فى تاريخ سيناء، وأضاف «سعد» أن المشروعات الجديدة التى يجرى العمل فيها، تتزامن وإنشاء مرافق مهمة فى وسط سيناء، أهمها إنشاء مطار جديد، فضلًا عن عدد من التجمعات التنموية الزراعية المتكاملة وخطة كاملة فى المستقبل لإنشاء تجمعات سكانية.
فيما أوضح سلامة الرقيعى عضو مجلس النواب عن دائرة بئر العبد، أن مدينة بئر العبد الجديدة هى ضمن مشروعات التوسع العمرانى التى تقوم بها الدولة، وتهدف إلى استيعاب الزيادة السكانية وتكوين مجتمع عمرانى جديد مخطط له بمرافق متكاملة وتوافق مع طبيعة المنطقة والبيئة، فيفترض أن يتم مراعاة أنظمة البناء وتدرجها من دور إلى ثلاثة أدوار تبدأ من ناحية شاطئ الرواق شمالًا وتتجه جنوبًا، فضلًا عن ترك مساحات واسعة للمسطحات الخضراء وقابلية التوسع المستقبلى.
وأضاف «الرقيعى»، أنه بصدور القرار الجمهورى رقم 132 لسنة 2019 بتخصيص مساحة 2708.01 فدان لصالح هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لاستخدامها فى إقامة مجتمع عمرانى جديد «مدينة بئر العبد الجديدة» تبدأ مرحلة العمل ليضاف بالتزامن مع إنشاء مدينة رفح الجديدة وبعض التجمعات التنموية سواء فى شمال أو جنوب سيناء، مشيرًا إلى أنه فيما يخص بئر العبد فإنه ظهرت الحاجة إلى الاستفادة من المكون القائم أى المدينة القائمة حاليًا وتحديد حد فاصل، لافتًا إلى أنه تقدم بمقترح لشق طريق مزدوج يبدأ من خارج المدينة غربًا عند نقطة الدراويش بطول حوالى 11 كم لينتهى عند منطقة المويلح شرقًا مرتبطًا بالطريق الدولى القنطرة العريش، حتى لا يكون هناك إزالة لأى مكون قائم، لأن المساحة متسعة فى اتجاه الشمال الغربى، وكذلك فى الشمال الشرقى الذى يسمح بإقامة مجتمع عمرانى متميز وبه خدمات متكاملة لأن البناء فى أرض غير مأهولة وفى الصحراء تمثل نقطة إضافة ويتكون حولها مجتمع جديد دون المساس بما هو قائم بل المساعدة على تحسينه وتأهيله ليتواءم مع العمران.
وقال النائب إبراهيم أبو شعيرة، عضو مجلس النواب عن دائرة رفح والشيخ زويد، إن أهم مشروع فى منطقة بوابة مصر الشرقية على أرض سيناء حاليًا هو إنشاء مدينة رفح الجديدة، وهى مدينة عمرانية متكاملة بدأت بوادر أولى مراحلها السكانية فى الظهور والتشطيب، بينما يسير العمل فى باقى مكوناتها التى أنشأت بمواصفات تناسب طبيعة المنطقة.