باريس سان جيرمان يودع الموسم الحالى بخفى حنين، محققاً رقماً سلبياً لأول مرة منذ موسم "2012-2013"، بعد خسارته كأس فرنسا مساء أمس السبت، أمام رين.
إخفاقات باريس سان جيرمان مع الخليفى عرض مستمر
ويعد الموسم الحالى هو الأول منذ عام 2013 الذى يكتفى فيه باريس سان جيرمان بتحقيق لقب وحيد هو الدورى الفرنسى بعد خسارة لقب كأس فرنسا لصالح استاد رين بركلات الترجيح، بعد التعادل بالوقتين الأصلى والإضافى (2-2).
وتبخرت أحلام باريس سان جيرمان الفرنسى مبكراً فى حصد لقب دورى أبطال أوروبا بعد الخسارة أمام مانشستر يونايتد الإنجليزى بنتيجة 1 – 3 فى المباراة التى جمعتهما على ملعب "حديقة الأمراء" بالعاصمة الفرنسية "باريس".
ونجح مانشستر يونايتد فى قلب الطاولة على باريس سان جيرمان، رغم خسارته فى مباراة الذهاب التى أقيمت على ملعب "أولد ترافورد" بهدفين دون مقابل، بجانب غياب 10 لاعبين وهم أليكسيس سانشيز، ماتيتش، لينجارد، ماتا، هيريرا، دارميان، جونز، فالنسيا ومارسيال بسبب الإصابة بجانب بول بوجبا للإيقاف.
فى حين ودع باريس سان جيرمان مسابقة كأس الرابطة الفرنسية من الدور ربع النهائى عقب الهزيمة على ملعب "حديقة الأمراء" أمام جانجون بهدفين مقابل هدف وحيد.
باريس سان جيرمان يعانى مع المالك القطرى
ويبدو أن معاناة باريس سان جيرمان ستستمر تحت قيادة ناصر الخليفى، الذى أحدث انقلاباً مدوياً فى سوق الانتقالات العالمية بتعاقداته المثيرة للجدل بأموال باهظة، والتى أضرت كثيراً بمختلف أندية العالم طوال السنوات الماضية طمعاً فى الانقضاض على بطولة دورى أبطال أوروبا، ومواصلة الهيمنة على الألقاب المحلية، وتناسى أن الأموال وحدها لا تصنع المجد.
والدليل أن فريق رين صاحب الميزانية المحدودة حقق أول بطولة له منذ عام 1971، بعدما غاب عن منصات التتويج طيلة 48 عامًا، ليعود ويحقق أول بطولة على حساب أكبر نادٍ بفرنسا فى هذا التوقيت.
ناصر الخليفى تناسى العديد من العوامل التى تساهم فى تتويج الأندية بالبطولات والألقاب القارية والدولية، مثل الشخصية والروح والجماعية والرغبة والتاريخ، وليس بملايين اليوروهات.
ولعل مباريات باريس سان جيرمان أمام جانجون ورين ومانشستر يونايتد فى بطولات كأس الرابطة الفرنسية وكأس فرنسا ودوري ابطال اوروبا التى أقيمت هذا الموسم وكتبت كلمة النهاية فى مشوار فريق العاصمة بالمسابقات الثلاث خير دليل على ذلك.
ونجحت الفرق الثلاث فى تلقين فريق العاصمة الفرنسية درساً قاسياً فى فنون اللعبة والقتال حتى اللحظة الأخيرة من أجل تحقيق الهدف المنشود، وعلى الرغم من التشكيلة المدججة بالنجوم التى يمتكلها باريس سان جيرمان إلا أن الإخفاق الأوروبى والمحلى ظل يطارد فريق ناصر الخليفى.
ناصر الخليفى جعل باريس سان جيرمان فريقاً لا يمتلك تقاليد كرة القدم، يفتقد روح الفريق الواحد، وهو ما ظهر واضحاً فى أوقات سابقة، وأبرزها الخلاف الذى نشب بين الثنائى نيمار وإدينسون كافانى على أسبقية تسجيل الأهداف، لا يمتلك طريقة لعب مميزة على غرار برشلونة وريال مدريد، عملاقى الكرة الإسبانية، ليس هذا فحسب بل لا يمتلك لاعبين لديهم الرغبة فى تحقيق الإنجازات مع فريق العاصمة الفرنسية، فالرواتب الخيالية التى يتقاضاها هؤلاء اللاعبين تجعلهم يفكرون فى الاستماع بحياتهم الشخصية على حساب مصلحة الفريق.
ناصر الخليفى ضرب بقواعد اللعب المالى النظيف عرض الحائط، عندما قرر التعاقد مع نيمار مقابل 222 مليون يورو، هى قيمة الشرط الجزائى فى العقد المبرم بين النجم البرازيلى ونادى برشلونة الإسبانى وهى أغلى صفقة فى تاريخ كرة القدم، لم يكتف المالك القطرى لنادى باريس سان جيرمان بذلك، بل تعاقد أيضاً مع كيليان مبابى قادماً من موناكو الفرنسي لمدة مقابل 180 مليون يورو.
ناصر الخليفى تصور أنه سيحصد الألقاب القارية مع باريس سان جيرمان بالأموال، بعدما بلغت تكاليف تعاقداته نحو مليار يورو منذ عام 2011، لكنه افتقد للعديد من المقومات التى تؤهله لاعتلاء عرش أوروبا، ليودع دورى الأبطال هذا الموسم من الباب الضيق بجانب فقدان الهيمنة على الألقاب المحلية.