من رؤية متى المسكين إلى اتفاق محلب.. 56 عاماً من الأزمات .. وادى الريان يكشف أزمات الأديرة تحت التأسيس خارج سلطة الكنيسة.. تقوم على استقطاب الأقباط بدافع الرهبنة وجمع تبرعات دون علم الكنيسة

وصل النائب عماد جاد، مسؤول لجنة الوساطة بين الحكومة ورهبان الدير المنحوت، إلى عقد اجتماع مع ممثلى رهبان الدير، وتم الوصول إلى صياغة توافق لحل أزمة «وادى الريان». وأسفر اللقاء عن اتفاق شبه نهائى بشأن الأزمة، بعد قبول الأغلبية الساحقة من رهبان وادى الريان عرض الحكومة، مضيفًا أن العرض الذى وافق عليه الرهبان ينص على تنفيذ الطريق، مع تخصيص 3500 فدان على يمين الطريق للدير، وما تبقى من الـ13 ألف فدان ستكون محمية طبيعة تتبع الدولة، كما سيتم تخصيص مزرعة مساحتها 1000 فدان على الناحية الأخرى من الطريق للرهبان. ولقى العرض إقبالًا بنسبة توافق كبيرة من جانب الرهبان، ومن المقرر أن يتم التوقيع على الاتفاق بين الدولة والكنيسة بشأن البنود المتفق عليها خلال الأيام المقبلة، وأن ممثلى الرهبان طالبوا خلال الاجتماع، الذى استمر أكثر من 6 ساعات متواصلة، بالإفراج عن الراهب بولس الريانى الذى تم حبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، فى البلاغ المقدم ضده من مهندسى شركة «المقاولون العرب» بحرق معدات تابعة للشركة، إلا أنه أبلغهم بأن الأمر فى يد النيابة العامة، سواء بإدانته أو براءته. لكن هل سينتهى الأمر هكذا؟ وترى ما جذور المشكلة؟.. ما يحدث الآن امتداد لما حدث مع متى المسكين وأولاده 1960، ويتكرر مع تلميذه أليشع وأولاده 2016.. لفت نظرى أثناء إعادة قراءة المذكرات الشخصية للأب متى أن المشكلة ليست وليدة 2016 بل تمتد إلى 1960، حينما دب الخلاف بين «أبونا متى» والبابا كيرلس السادس 1960، وكيف أخذ الأب متى الرهبان أولاده مينا، وكيرلس، وموسى وأشعيا، وديونيسوس، وداود، وإسطفانوس ورحل إلى الريان. قبل أن نخوض فى التاريخ نبدأ بالأحدث: هكذا تحدث متى المسكين فى مذكراته الشخصية، أنه زار وادى الريان فى رؤية 1958 أثناء وجوده فى دير الأنبا صموائيل، وقصها للمستشرق الألمانى أوتو مينا رودوس، قائلًا: «بينما أنا أسير فى الوادى رأيت شيخًا جالسًا بجانب مغارة، وحينما اقتربت منة تهلل وقال: لقد انتظرتك هنا لسنين طويلة تعال هلم».

من هنا كانت البداية، والتاريخ يعيد نفسه- كما قال ماركس- مرة فى شكل مأساة، وأخرى فى شكل مهزلة، ففى 7 أكتوبر 1960 نشر إعلان بصفحة الاجتماعيات بالأهرام، إعلان من أسقف دير السريان جاء فيه: إن الأب متى المسكين وأولاده جميعًا بالاسم قد جردوا من كل الرتب الكهنوتية، ولا تعترف الكنيسة برهبانيتهم. تقريبًا الأمر نفسه تكرر فى أكتوبر 2015 بذات التفاصيل.

حينذاك تطور الأمر، ورد الأب متى المسكين فى إحدى عظاته قائلًا: «ربنا كرمنى جدًا جدًا بأن اضطهد ظلمًا من الشيطان والناس، أى من الأعداء الخفيين والظاهرين، وأبلغ إلى درجة الاختناق والموت، ولكن مع ذلك أبلغ إلى درجة الشكر بالحق والرضا التام، لدرجة أننى صرت مستعدًا لأقع فى هذه الضيقة، واستمر فى هذا الألم إلى ما لا نهاية، فلما أعلنونى فى الجرائد أننى شلحت من كهنوتى وجردت من رهبانيتى، وظللت هكذا لمدة عشر سنوات، لم أطالب إطلاقًا بأن يراجعوا الحكم، ثم إننى منذ البداية لم أعترض على الحكم، لأنه كان يلزمهم أن يبلغونى أولًا رسميًا ويحددوا موعدًا لمحاكمة أو لتحقيق، وأعطى مهلة 15 يومًا لكى آخذ معى اثنين من المحامين وأدافع عن نفسى.. فهذا هو قانون الكنيسة».

الشىء نفسه تكرر بعد 55 عامًا مع تلميذه «أبونا أليشع»، ثم مع الرهبان الستة المتبرأ منهم، وهم بولس الريانى، ودانيال الريانى، ومارتيروس الريانى، تيموثاوس الريانى، إثناسيوس الريانى، غريغوريوس الريانى، وهكذا تعيد الأزمة نفسها بذات الأسباب كسر الطاعة! كيف انتهت الأزمة؟.. بالطبع انتهت الأزمة فى 9 مايو 1969 حينما عفا قداسة البابا كيرلس السادس عن الأب متى المسكين وأولاده، ورد لهم رتبهم وقابلهم، وأرسلهم إلى دير أبومقار وعمروة، وحول ذلك تذكر المذكرات على لسان الوسيط «أبونا صليب سوريال»، حد كهنة الجيزة: كان قداسة البابا يستيقظ من النوم مفزوعًا وفى تعب شديد، وينادى على سكرتيره ويسألة على أبونا متى.

أزمة «الريان» كاشفة وليست منشئة حول ذلك يقول المفكر القبطى كمال زاخر: تعالت أزمة الأديرة فى الفترة الأخيرة من خلال ما يعرف بـ«الأديرة تحت التأسيس»، وجدل علاقتها بالأقباط، سواء باستقطابهم بدافع الرهبنة، أو اللعب على النزعة الدينية، وجمع أموالهم كتبرعات لتأسيس أديرة جديدة، لتخرج الكنيسة فى أكثر من مناسبة تحذر من تبعات ذلك، ومن التمرد على الكنيسة، وبيع ممتلكات الدير التى جمعوا أموالها من تبرعات الأقباط، ومن وادى الريان إلى وادى النطرون، وجمع 33 مليون جنيه لبناء دير يحمل اسم «الأنبا كاراس» دون علم الكنيسة، وانتهى به المطاف بالاستيلاء عليه وكتابته باسم الراهب الذى طردته الكنيسة.. وفى الفيوم، أغرت راهبة الفتيات بالانضمام إليها بحجة الرهبنة، وجمع أموال باسم «إخوة الرب»، وقام مسيحى بانتحال صفة راهب وتأسيس دير على الطريق الصحراوى، لتجد الكنيسة نفسها أمام ظاهرة جديدة تمت دون علمها.. لذلك أصدرت بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية بيانًا حذرت فيه الأقباط وجميع مشرفى الرحلات بالكنائس من زيارة أى من الأماكن غير المعترف بها كأديرة من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عقب الكشف عن ملف تلك الأديرة الوهمية. وشمل تحذير البطريركية 6 أماكن تدعى أنها أديرة، وهى غير معترف بها من الكنيسة، وهى منطقة وادى الريان فى الفيوم، ومكان على اسم الأنبا كاراس بوادى النطرون، ومكان للفتيات يسمى دير عمانوئيل بوادى النطرون، ومكان يسمى دير متاؤس الفاخورى بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى، ومكان يسمى يوحنا الحبيب بطريق الإسماعيلية، وهو غير بطمس المشرف عليه الأنبا بطرس الأسقف العام، ومكان على أبوسيفين يطلق على نفسه دير الزيتونة بطريق العبور. وحذرت البطريركية الشباب والشابات الأقباط بعدم تنظيم «خلوات» أو التقدم للالتحاق بالرهبنة فى هذه الأماكن، وكذلك حذرت الأقباط ورجال الأعمال من تقديم أى عطايا مادية أو عينية لهذه الأماكن، ووصل الأمر إلى إصدار المجمع المقدس بيانًا يستنكر تصرفات ساكنى وادى الريان، وينفى اعتراف الكنيسة بتحويل المكان إلى دير، ويستنكر البيان ما أسماه «الأفعال المشينة التى صدرت عن قلة من ساكنى وادى الريان، وخروجهم على القانون المدنى، رغم أن العدد الأكبر منهم يرغبون فى حياة هادئة ربما تؤهلهم مستقبلاً أن يكونوا رهبانًا بصورة قانونية صحيحة معترف بها كنسيًا».

وقال المجمع المقدس، فى البيان: «حتى الآن لم يُعترف كنسيًا بهذا المكان كدير فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كما أن ارتداء الساكنين فيه زيًا أسود لا يعنى أنهم رهبان، لأن إقامة الراهب لها ضوابط وشروط وتقاليد، وتحتاج إذنًا مسبقًا من الرئاسة الكنسية، كما هو متبع فى سائر الأديرة القبطية، وهذا لم يحدث على الإطلاق بالنسبة لساكنى هذه المنطقة». وتابع البيان: «أى خطابات تحمل توقيع البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، كانت بقصد التعامل مع الجهات الحكومية كالمحافظة والآثار، تمهيدًا للاعتراف بهذا الكيان كنسيًا، ولم تكن هذه المكاتبات اعترافًا أو تقنينًا لدير أو لرهبان، لأن المجمع المقدس، برئاسة بابا الإسكندرية، هو الجهة الوحيدة المخول لها إصدار الاعتراف الكنسى بأى دير، سواء للرهبان أو الراهبات فى جلسة رسمية معلن عنها، بعد دراسة وتحقيق فى صلاحية المكان والأشخاص والمدبرين لهم رهبانيًا». 5 شروط يجب توافرها للاعتراف كنسيًا بالدير قال المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن هناك خمسة شروط يجب توافرها للاعتراف كنسيًا بالدير، أولها أن يكون هناك تجمع رهبانى يسكن منطقة معينة، وأن تكون له أرض مملوكة قانونيًا للدير، وأن يكون هناك مدبر روحى وإدارى مشرف على المكان من قبل الكنيسة، وأن تكون هناك لجنة بابوية، أى لجنة مجمع المقدس، الخاصة بشؤون الأديرة والرهبة، وهى تختص بدراسة المكان، وتصرح بعدها هل المكان يصلح أن يكون ديرًا أو لا، وآخر شرط، عرض هذه الخطوات والمراحل على المجمع المقدس ليحصل على تصريح واعتراف بالدير من عدمه.

أما عن دير الأنبا مكاريوس الإسكندرى، الكائن بمحافظة الفيوم، والمعروف بدير وادى الريان، فلم يتوفر فيه سوى الشرط الأول فقط، وهو التجمع الرهبانى، لكنه يفتقد باقى الشروط، لذلك لم يُعترف بالدير رسميًا من قبل المجمع المقدس.

«نريد أن تظل الأديرة واحات صلاة وعبادة دون انشغال بالعالم، إلا بما تتطلبه الضرورة».. قالها البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية. بعيدًا عن الصخب الدائر بوعى أو بدون وعى عن أزمة «المتعبدين» فى الدير المنحوت، المسمى إعلاميا بـ«الريان»، وضجيج «أولتراس» أنصار المتعبدين، ومحاولات البعض امتطاء «حصان الريان» لمهاجمة الدولة أو البابا أو «أبونا أليشع المقارى» بالحق أو بالباطل، هناك بضعة أسئلة موضوعية طرحها الأستاذ كمال زاخر فى مقال أخير له: «وتبقى أسئلة يفرضها تجدد الأزمة: هل يمكن لجهة مصرية وطنية محايدة، من المجتمع المدنى أو البرلمان أو كليهما، أن تشكل لجنة لتقصى الحقائق تكشف ما حدث، سواء فى الدير أو مع الراهب الذى يخضع للتحقيق أمام النيابة، وملابسات القبض عليه؟ أخطر 7 أسئلة 1ـ هل الرهبنة تعطى حصانة لمن ينتسب إليها؟، 2ـ هل تغيرت القواعد المنظمة للرهبنة والمؤسسة لها: العزلة، الفقر الاختيارى، الطاعة، البتولية؟، 3ـ ماذا عن العلاقة بين الدير والكنيسة، رسمياً وعلى الأرض، ومن يخضع لمن؟، 4ـ هل هناك من يعمل على تفكيك العلاقة بين البابا والرهبنة وبينه وبين الشباب؟، 5ـ هل هناك من يحاصر البابا، ويحول دون استمراره فيما أعلنه وسار فيه من خطوات مهمة فى هذا الاتجاه؟، 6ـ هل هناك من يسعى ويعمل على استثمار الأحداث لحسابه، أو لحسابهم، أو لتصفية حسابات عالقة مع الكنيسة أو الدولة أو الدير؟ 7ـ هل هناك صراع ما بين بعض الأساقفة حول الولاية على الدير؟».. سبعة أسئلة موضوعية شدت انتباهى وجذبتنى لمحاولة البحث عن أجابات لها، ولنبدأ بالأسئلة الثلاثة الأولى، أولا: أعتقد أنه فى العقود الثلاثة الأخيرة، والتى مر فيها العالم بثورة الاتصالات ثم ثورة المعرفة، انتهى العمر الافتراضى لمفهوم «العزلة»، خاصة بعد امتلاك الرهبان «اللاب توب والآيفون»، والأجهزة المتطورة.. إلخ.

لقد ظهرت الرهبنة فى مصر على يد القديس أنطونيوس الكبير فى القرن الرابع، عصر الانتقال من المشاعية إلى الإقطاع، عصر كانت فيه المدينة تبعد آلاف الكيلومترات عن الصحراء، وظهرت الرهبنة كحركة شعبية علمانية، رهبنة أخوة وليس رهبنة كهنوتية، ولم يكن هناك إلا كاهن محلى يأتى من أقرب إيبارشية يصلى معهم القداس الإلهى كل زمن، وبعد عقود أصبح هناك كاهن راهب فى كل تجمع رهبانى، وكانت الرهبنة تخضع للكنيسة، عقائديًا وروحيًا وليس إداريًا، وشيئًا فشيئًا، ومع عوامل التطور خاصة فى الثلاثين عامًا الأخيرة، وفى الثورات التى أشرنا إليها، خاصة ثورة الاتصالات، تغير الأمر وبلغ عدد الرهبان- وفق المصادر الرسمية- حوالى 1200 راهب، وأصبح المجمع المقدس120 أسقفًا، أى أسقف لكل عشرة رهبان، وباتت الرتب الكهنوتية وسط الرهبان تقترب من 60% تقريبًا، وسيم أسقف لكل دير، وخضعت الأديرة إداريًا للكنيسة، ومن ثم أصبحت الرهبنة الحالية فى أغلبها «أكليروس متبتل تابع للكنيسة» وليست رهبنة بالمعنى «الأنطونى»، ولكن هناك بقايا صراع بين الشكل القديم للرهبنة «حركة علمانية شعبية وليست كهنوتية كنسية»، والرهبنة الحديثة التى تحولت إلى «أكليروس متبتل تابع للكنيسة».

أما الأسئلة الثلاثة الأخرى فمرتبطة بالإجابة عن الأسئلة الثلاثة السابقة، ما عدا أن مثال أو نموذج الراهب لدى الشعب القبطى هو «نموذج المسيحى الرديكالى»، ومن ثم التبرعات تذهب للأديرة أكثر من الكنيسة، وربما ذلك فتح باب محاولات الربط بين الإيبارشيات والدير، وبات كل أسقف أو مطران يحاول إنشاء دير أو الاستحواذ على دير، وخلق «مولد» له يدر أموالًا، ومن ثم نشأت التنافسية، ولا أقول الصراعات.

ومع اقتراب المدينة من الصحراء، وتحول الأديرة إلى مزارع ومصانع ومعامل إنتاج ظهر «بيزنس ديرى»، ومع الزيارات اليومية والفندقة صار الدير قطعة من العالم، وأصبحت لديه علامات جودة وحسابات فى البنوك ورحلات لأوروبا وأمريكا لجلب التبرعات السخية.

باختصار، تبدلت العلاقة الرهبانية من علاقة «رأسية بالله» إلى علاقة «أفقية بأرض»، كل مشاكل الأديرة مع الدولة مشاكل توسع أفقى، ونشأت ما تسميه الكنيسة «أديرة غير رسمية»، ومن ثم ارتد الصراع إلى عصر «الإقطاع الرهبانى» كما كان يحدث فى أوروبا فى العصور الوسطى، حيث كان لكل دوق إقطاعية بها دير وأسقف.

يبقى أن الشباب القبطى بعد ثورة 25 يناير، ومذبحة ماسبيرو، وغيرها أصبحوا ينظرون إلى تمرد «المتعبدين فى الريان» على أنه وجه من المعارضة للأكليروس الكنسى الموالى للحكم أو الساكتين على مظالمهم، وللأسف من يديرون الأزمة بمولاة الريانيين أو بمعارضتهم لا يدركون كل تلك الأبعاد.. الشباب القبطى يحب «السيسى» ويثقون فيه، لكنهم أصبحوا لا يثقون فى المسؤولين المحليين.. الشباب القبطى يحب البابا تواضروس، لكنه لم يستطع أن يستوعبهم، والعالم يتغير، ينتقل إلى ثورة الاتصالات، وما بعد الحداثة، والإكليروس الكنسى مازال يعيش فى عصر ثورة الإقطاع، أو فى أحسن الأحوال، الثورة الصناعية.

مع كامل احترامى لجميع الأطراف.














الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;