تسببت قوة العلاقات الفرنسية القطرية القائمنة على الاستثمارات والاعمال فى ظلم فرنسى كان يقيم بالدوحة، حيث كشف السجين الفرنسى السابق الذى كان محتجز فى قطر عن قصته المريرة التى عاشها تحت طيات النظام القطرى، والذى له علاقات قوية مع بلده الأم فرنسا، والتى كان استغاث بها لإنقاذه من شجون قطر وتخلت عنه حتى لا تخسر علاقتها مع الدوحة.
وطالب جون بيير مارونجى السجين الفرنسى السابق اليوم الخميس بلاده بوقف التود والتقرب من نظام "الحمدين"، محذرا من مخاطر الاستثمار فى الدوحة جراء نظام الكفالة وظلم الأسرة الحاكمة.
وكانت صحيفة "لاكروا" الفرنسية قد كشفت نهاية عام 2018 الماضى، حجم استثمارات قطر داخل فرنسا، مشيرة إلى أنها تتجاوز حاجز الـ40 مليار يورو. فيما كشفت دراسة صادرة عن معهد "جيت ستون" الأمريكى مؤخرا أن قطر تسعى "لابتلاع الاقتصاد الفرنسى" من خلال شراء الأصول للسيطرة على مفاصل الدولة الفرنسية، منتقدة تورط مسئولين فرنسيين، على رأسهم الرئيس السابق، نيكولا ساركوزى فى فتح أبواب القطاعين العام والخاص أمام الاستثمارات القطرية.
سفارة فرنسا تخلت عن مواطنها فى الدوحة
وقال جون بيير مارونجى، خلال كلمة له لموقع "بريز أنفو" الإخبارى الفرنسى، إنه قضى نحو 7 سنوات فى جحيم السجون القطرية بعد ما خذلته سفارة بلاده وتخلت عنه حتى لا تتعرض لضغوط قطرية، وذلك قبل أن يتم الافراج عنه قبل بضعة أشهر.
وأوضح مارونجى فى كلمته أنه كان ضحية استلام فرنسا امام الاموال القطرية، قائلاً "إننى مواطن فرنسى، وأطلقت عدة نداءات لإغاثتى، ولكن هنا بعض الممارسات فى البلاد تتم خارج نطاق الدستور الفرنسى وتاريخها الجمهورى، بالتقاعس عن إغاثة الرعايا الفرنسيين مقابل المال القطرى الذى أصبح يشكل تهديداً على أمن ومستقبل فرنسا".
وأشار إلى أنه بعد تجربته المريرة ينصح الفرنسيين بعدم البحث عن رزقهم فى قطر، حتى لا يقعوا رهينة نظام الكفالة وظلم النظام القطرى.
وأوضح السجين الفرنسى السابق أنه انخدع فى مظاهر الحداثة التى يزعمها النظام القطرى ويروج لها فى أذرعه الإعلامية، فقرر الاستثمار فى الدوحة، ولكنه فوجئ بأنها أكثر ظلامية.
مطالبة لكشف وجه قطر الحقيقى
ودعا مارونجى وسائل إعلام بلاده للكشف عن الوجه الحقيقى لقطر وممارسات النظام فيما يتعلق بحقوق العمال الأجانب وحقوق الإنسان، بل تمويل الإرهاب، حيث شاهد خلال فترة محبسه أن معاملة الدواعش فى السجون القطرية أفضل حالاً من السجناء السياسيين والمعارضين ومن تعرضوا لظلم النظام القطرى أمثاله.
ومارونجى مقاول فرنسى، سجنته الدوحة بتهمة توقيع شيكات بدون رصيد، بعد خلاف مع شريكه من أحد أعضاء الأسرة الحاكمة المقربة من أمير قطر تميم بن حمد، حيث صادروا أمواله وأفرغوا حساباته ورفضوا إعطاءه مستحقاته، ما تسبب فى اتهامه بتوقيع شيكات بدون رصيد، والحكم عليه بالسجن 7 سنوات.
استثمارات الدوحة خطر على امن وثقافة فرنسا
وحذر مارونجى من أن الخطر الحقيقى من تأثير الاستثمارات القطرية على أمن فرنسا القومى وثقافتنا، لا سيما بعد الكشف عن التمويل السخى القطرى للمؤسسات الإسلامية التابعة للإخوان فى فرنسا التى تدعو إلى التطرف.
وأوضح أن الدوحة لا تزال تسعى لإخراس صوتى لعدم فضح النظام لما تعرضت له من ظلم، مدللاً على ذلك بأن صحفيا فرنسيا (لم يسمه) دعم قضيته وساعده فى تأليف كتاب "نهاية طريق الجحيم القطري" الذى روى فيه قصته فى السجون القطرية.
والكتاب صدر، الشهر الماضى، عن دار النشر الفرنسية "نوفو أوتير" (الكاتب الجديد).
وتابع:" كما تعرضت شخصياً للتهديدات عن طريق مكالمات تطالب بتوقف تنديدى بممارسات النظام القطرى، ولكنى لن أفعل".
قطر تستحوذ على كيانات فرنسية
الحكومة القطرية اشترت فريق باريس سان جيرمان بمساعدة الرئيس السابق ساركوزى، وسلطت الدراسة التى أعدها الباحث البلجيكى دوريو جودفريدى الضوء على الإعفاءات الضريبية التى تمنحها فرنسا لدولة راعية للإرهاب مثل قطر، مشيرا إلى أن أهداف الدوحة تتعدى شراء الأصول للسيطرة على مفاصل الدولة، مضيفا أن "الانفتاح على الاستثمار الأجنبى شئ، ولكن منح الإعفاءات الضريبية لدولة راعية للإرهاب أمر آخر تماما".
ومن ناحية أخرى، استحوذ الصندوق القطرى على 2% فى شركة النفط الفرنسية العملاقة "توتال"، بقيمة تجاوزت 2 مليار يورو، لتصبح قطر من أكبر 5 مساهمين فى الشركة.
كما استحوذت إمارة الإرهاب على المبنى الذى يضم مقر صحيفة "لوفيجارو" ومكاتب السفارة الأمريكية وسط العاصمة الفرنسية باريس ضمن صفقة بلغت قيمتها أكثر من 300 مليون يورو. واشترت مجموعة قطرية 4 فنادق فرنسية، من بينها فندق "مارتينيز" فى مدينة "كان"، "كونكورد لافاييت" فى باريس الشهيران، و"أوتيل دو لوفر" فى باريس و"باليه دو لا ميديتيرانيه" فى نيس، من دون تحديد قيمة الصفقة.