بالفيديو..القضاء ينتصر لسائق الدرب الأحمر.. المؤبد لرقيب الشرطة المتهم بقتل "دربكة".. المحكمة: لا مجال للرأفة ولا متسع من الرحمة نظرا لظروف الواقعة.. وأهالى القتيل:"يحيا العدل" ووالده:"حقك جه يا محمد"

قضت محكمة جنايات جنوب القاهرة، اليوم السبت، بالسجن المؤبد 25 سنة لرقيب الشرطة مصطفى محمود عبد الحسيب، لاتهامه بقتل محمد سيد على إسماعيل عمداً فى القضية المعروفة إعلاميا بـ"مقتل سائق الدرب الأحمر"، وإلزامه بكافة المصاريف الجنائية، وإحالة الدعوى المدنية للمحكمة المختصة، وذلك بعد الاطلاع على مواد القانون 304 فقرة 2، و309 فقرة 2 والمادة 313. صدر الحكم من الدائرة التاسعة بمحكمة جنوب القاهرة، برئاسة المستشار صبحى اللبان، وعضوية المستشارين علاء البيلى، وأمير رمزى، وشهدت الجلسة مرافعة الدفاع. وقال المستشار صبحى اللبان، عقب النطق بالحكم، إن المحكمة فضلت إعمال حق التصدى المخول لها بإضافة الظرف المشدد، الذى طلبه المدعى بالحق المدنى، حيث طلب اعتبار القضية سبق إصرار وترصد، مضيفًا أن المحكمة اكتفت بتنفيذ أقصى عقوبة بالقتل العمد دون أى ملابسات أخرى، ودون توجيه أى تهمة للمتهم. ورأت المحكمة أن الواقعة قتل عمد مجرد من أى ظرف من الظروف أقصى عقوبة هو السجن المؤبد، وقالت المحكمة للمتهم أنه لا مجال لاستخدام الرأفة أو متسع من الرحمة نظرًا لظروف الواقعة، واستطعنا أن نفصل بعد 29 يوما، خلال أربع جلسات، مشيدًا بدور الدفاع فى السماع إلى بعض الشهود، وأن المحكمة استكملت كافة الإجراءات التى تضمنت مرافعة النيابة والدفاع وشهادة الطب الشرعى وطبيب التخدير.

وفى مستهل الجلسة، أكد أشرف عبد العزيز، دفاع رقيب الشرطة، أن هناك تزوير فى تحقيقات النيابة عند استجواب المتهم وقت أن كان فى مستشفى الشرطة بعد الحادث بـ24 ساعة فقط مع غيبة وعيه وإدراكه. وأضاف الدفاع، أن رئيس النيابة المحقق استجوب المتهم رغم منع طبيب المستشفى من أن حالة المتهم لا تسمح لاستجوابه، وكذلك دون وجود محامى مع المتهم أثناء الاستجواب. وأشار الدفاع إلى أن هناك انتهاكا فى حرمة المتهم، عند استجوابه أثناء حالته السيئة فى المستشفى، وإصدار قرار الحبس الاحتياطى بالمخالفة للقانون، دافعاً ببطلان التحقيقات، مشيرا إلى أن هناك حشو وإضافات فى الورقة رقم 9 بتحقيقات النيابة، دافعا ببطلان أقوال الشهود، مؤكدا أنها استندت إلى الاستماع.

وعقب الحكم، هتف أهالى محمد سيد على إسماعيل الشهير بـ"دربكة" قتيل الدرب الأحمر، الذى قتل على يد مصطفى محمود عبد الحسيب رقيب الشرطة، بعد الحكم عليه بالسجن المؤبد، "يحيا العدل.. الله أكبر.. حق ابننا ماضعش"، فيما تساقطت دموع والد الضحية فرحا بالحكم الذى عوقب به قاتل ابنه، وظل يهتف "الله أكبر.. الله أكبر.. حقك جه يامحمد.. ابنى هينام ويرتاح بعد رجوع حقه".

وكان النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق، قد أحال رقيب الشرطة المذكور إلى محكمة جنايات القاهرة فى ختام التحقيقات التى باشرتها النيابة العامة، بإشراف هشام حمدى المحامى العام الأول لنيابات جنوب القاهرة الكلية، حيث أسند إلى رقيب الشرطة المتهم ارتكاب جريمة القتل العمد بحق المجنى عليه محمد سيد على إسماعيل (سائق) مستخدمًا سلاحه الميرى. وتضمنت قائمة أدلة الثبوت بحق رقيب الشرطة المتهم، أقوال عدد من شهود العيان على ارتكابه لجريمة قتل السائق، علاوة على الاعترافات التفصيلية التى أدلى بها المتهم نفسه، والتى أقر خلالها أنه استخدم مسدسه فى إطلاق عيار نارى صوب المجنى عليه عقب مشادة بينهما، فاستقرت رصاصة فى رأسه على نحو أودى بحياته على الفور.

كما تضمنت أدلة الإثبات العديد من التقارير الفنية لمصلحة الطب الشرعى فى شأن تشريح جثمان المجنى عليه، وفحص السلاح المستخدم، والتى أكدت صحة ما جاء على لسان أقوال الشهود فى شأن الوصف التفصيلى لكيفية ارتكاب الجريمة، وأن السلاح المضبوط بحوزة رقيب الشرطة المتهم هو ذاته الذى أطلق من خلاله العيار النارى الذى تسبب فى مقتل المجنى عليه.