قال اللواء أركان حرب أيمن شحاتة، قائد قوات حرس الحدود، إن احتفالات الشعب المصرى بأعياد سيناء تؤكد عدم تفريط المصريين فى حدودهم مطلقاً، مشدداً على أن أى مساس بها سيكون الرد عليه رادعًا.
وأضاف "شحاتة"، خلال حواره مع الإعلامى محمد الباز، ببرنامج "90 دقيقة"، المذاع عبر فضائية "المحور"، أن حرس الحدود سلاح عريق أنشئ عام 1878 فى عهد الخديو إسماعيل باسم "إدارة السواحل"، موضحاً أنه تمت تسميته بخفر السواحل وحرس الجمارك حتى عام 1972.
ولفت "شحاتة"، إلى أن حدود وسواحل مصر تبلغ نحو 5585 كيلومترا تقريبًا، منها 2995 ساحلية وتشمل البحرين المتوسط والأحمر والساحلين الشرقى والغربى لخليج وقناة السويس ".
وأشار "شحاتة"، إلى أن حدودنا البرية تبلغ 2590 كم وتشمل الاتجاه الغربى مع دولة ليبيا الشقيقة، والاتجاه الجنوبى مع دولة السودان بالإضافة إلى بعض الطرق الطولية والعرضية الداخلية.
ولفت اللواء أركان حرب أيمن شحاتة، إلى أن ظروف بعض دول الجوار ساعدت فى عدم ضبط الحدود من جانبها وبالتالى زاد العبء والمجهود المضاعف علينا نهارًا وليلًا للسيطرة على الجانبين، وتابع:"أساس تحديات تأمين الحدود بين دولتين هو قيام عناصر الحدود بالتأمين وتبادل المعلومات".
وأضاف، أن الأحوال الجوية والمناخية المتقلبة كالرياح والعواصف والأمطار على الاتجاهين الغربى والجنوبى على مدار السنة تؤثر على دقة أداء أجهزة المراقبة والاكتشاف لعناصر التهريب.
ولفت "شحاتة"، إلى أنه يتم اختيار عناصر حرس الحدود بمواصفات قياسية وخاصة، حيث يتم تجهيزهم منذ الدراسة فى الكلية الحربية.. ويتميزون دائمًا بقوة التحمل والجلد والصبر الشديد، موضحا:"أبرز التحديات على عاتق القوات هو طول خط الحدود الدولية وطبيعة الأرض الصحراوية والجبلية الصخرية، بالإضافة للعوائق الطبيعية مثل بحر الرمال الأعظم على الاتجاه الغربى".
كشف اللواء أركان حرب أيمن شحاتة، أن النيابة العسكرية تتعامل فقط مع من يتم ضبطهم بالمناطق المحظورة والممنوعة بحدودنا الجنوبية والغربية، بينما النيابة المدنية لمن يتم ضبطهم على السواحل وداخل كردونات المدن، وتابع: "يتم ترحيل المهاجرين غير الشرعيين بواسطة القنصليات المختصة خارج البلاد.. ويتم التحفظ على أفراد الهجرة غير الشرعية بأقسام الشرطة المدنية لحين صدور قرار بشأنهم وتنفيذ الإجراءات".
ووجه شحاتة، التحية والإجلال والتقدير والاحترام لأرواح شهداء حرس الحدود، وتابع: "الرجال الذين ضحوا بحياتهم ودمائهم فداءً لهذا الوطن بكل أمانة وشرف.. وأتوجه بالشكر والعرفان لجميع القادة السابقين لسلاح حرس الحدود الذين أعطوا المثل والقدوة والجهد والعرق ليظل هذا السلاح بهذه الكفاءة.. ولقوات حرس الحدود.. كل الاحترام والرضا على أدائكم بأمانة وشرف واقتدار وكُلّى ثقة فيكم وفى جهودكم لنثبت سويًا أن ثقة القيادة العامة بالقوات المسلحة والشعب كانت فى محلها فيكم.. وأثمن جهودكم فى تأمين حدود مصرنا الغالية.. متمسكون بشعارنا الأمانة – الشرف – التضحية".
وعن أغرب حالة تهريب عاصرها، قال شحاتة: "كانت لمخدرات داخل خلاطة أسمنتية.. شككنا فى لحام جديد بقاع الخلاطة وتتبعناه حتى وصلنا لمخزن به كميات ضخمة جدًا من مخدر البانجو.. المهربون يبتكرون طرقًا جديدًا لعمليات التهريب.. لدرجة أنهم فى إحدى المرات حاولوا تهريب المخدرات بين عجلات الكاوتش لإحدى السيارات ولكن عناصر حرس الحدود كانت منتبهة ويقظة".
قال اللواء أركان حرب أيمن شحاتة، قائد قوات حرس الحدود، إن الحرب على المخدرات ومنع تهريبها تضاهى تمامًا الحرب على الإرهاب، موضحا أن التهريب يشمل السلاح والذخيرة والمخدرات بأنواعها والسلع غير خالصة الرسوم الجمركية لتحقيق عائد مادى، وتابع: "ننشئ كمائن فى العمق مخططة وغير مخططة لمنع المهربين من الوصول للحدود من الأساس كخطوة استباقية، والإرهابى والمهرب وجهان لعملة واحدة تهدف للإضرار بالبلد".
وأضاف شحاتة، قائلا: "نتبادل الزيارات مع الدول الصديقة ونكتشف أن ثقافة المهربين فى الدول الأوروبية مختلفة عن ثقافة المهربين لدينا الذين تخطوا أمور التهريب ليكوّنوا عناصر إجرامية خطرة".
وأشار شحاتة إلى أن الهجرة غير الشرعية على السواحل المصرية انتهت تمامًا منذ 2016 بفضل التعاون بين الأجهزة المعنية وقوات حرس الحدود، مشدداً على أن الشرطة المدنية لها دور كبير فى تعقب السماسرة، وتابع: "كان سماسمرة الهجرة غير الشرعية يتخذون مصر كممر لتهريب البشر واتخاذ ليبيا كمحطة ثم الانتقال إلى أوروبا، وعلى الاتجاه الجنوبى من دولة السودان الشقيقة إلى مصر".
ومن حيث العقوبات التى تطبق على المهاجرين عند ضبطهم، قال شحاتة: "المهاجرون غير الشرعيين اتجهوا إلى البر بعدما قضينا على الهجرة من السواحل.. ووفقًا للقانون يتم إطلاق سراح المتورطين فى الهجرة إذا كانت المرة الأولى لهم وغير مدانين جنائيًا.. السجن سنة مع النفاذ إذا تم ضبط المهاجر غير الشرعى مرة ثانية بعدما تم تنبيهه وإطلاق سراحة فى المرة الأولى.. وطبقنا القانون على 91 حالة خلال الفترة الماضية".
وأوضح اللواء أيمن شحاتة: "يتم تأمين خطوط الحدود الدولية البرية والساحلية عبر نقاط أمنية ثابتة ومتحركة بها كل وسائل الكشف والمراقبة ودوريات بالسيارات والقوات المترجلة، لافتا إلى أنه يتم استخدام قص الأثر لاكتشاف الاختراقات لخط الحدود وتتبعها وضبط العناصر والوسائل المخترقة، وتابع: "ويتم التنسيق مع القوات البحرية للتعامل والقبض على سفن التهريب والصيد الجائر والهجرة غير الشرعية".
وأكد أن سلاح حرس الحدود يتعاون مع القوات الجوية فى استطلاع وتأمين الحدود البرية، خاصة فى الأراضى الصعبة والوعرة وأعمال البحث والإنقاذ، وشعار حرس الحدود "الأمانة – الشرف - التضحية"، وتابع: "تمكنت عناصر حرس الحدود من ضبط 148 واقعة على الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة خلال شهر واحد فى الفترة من 1 أبريل إلى 23 أبريل 2019".