- حمل على ظهره الطعام للجياع وغسل بيده ظهور إبل الصدقة وطبق الحد على ابنه مرتين وأمر مواطنا مصريا بضرب عمرو ابن العاص وابنه
-صاحب الثوب المرقع والبطن الجائعة كان لا ينام ليلا حتى لا يضيع حق الله ولا ينام نهارا حتى لا يفرط فى حق الرعية
«اللهم أعز الإسلام بأحب العمرين إليك عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام»..هكذا كانت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم التى استجابها رب العزة ليعز الإسلام بالفاروق عمر بن الخطاب، أحد أعظم الشخصيات فى تاريخ الإسلام، وثانى الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد عظماء القادة فى العالم.
الفاروق الذى اقترب بأخلاقه وقوته ورحمته وتواضعه وزهده وورعه وحكمته من مقام النبوة حتى روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال:«لو كانَ بَعدى نبىّ، لَكانَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ»، وقال أيضا: «إِيها يا ابْنَ الْخَطَّابِ، والَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا إِلا سَلَكَ غَيْرَ فَجِّكَ».
لم يكن عمر ابن الخطاب عابدا زاهدا فقط، ولكنه كان قائدا ورجل دولة من الطراز الأول، جمع بين القوة والحزم والرحمة، التواضع والعزة، العدل والحكمة، الورع والتقوى والهيبة، استطاع أن يجتاز بدولته كل الأزمات، وأن يتعامل مع كافة المشكلات، ليؤسس إمبراطورية عظيمة قهرت أكبر قوتين فى عهده وهما الفرس والروم دون أن يشعر يوما أنه إمبراطور، بل كان دائما يخش الله فى كل أفعاله ويرى نفسه العبد الضعيف الذليل.. فى السطور التالية نتناول ملامح من سيرة وتاريخ الفاروق عمر القائد ورجل الدولة ومؤسس أعظم إمبراطورية عرفها التاريخ.
عمر قبل الإسلام
اسمه عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى، وولد فى مكة عام 590 ميلادى أى بعد ولادة النبيّ بحوالى ثلاث عشرة سنة، ويعود نسبه إلى بنى عدى بن كعب، وعمل فى طفولته برعى الإبل، مما ترك أثراً كبيراً فى شخصيته، وتعلم القراءة والكتابة، ولم يكن يجيدها فى قريش إلا القليل، كما أجاد المصارعة، وركوب الخيل، والفروسية والرمى.
وفى شبابه كان عمر كسائر فتيان قريش يدين بالوثنية ويشرب الخمر، وانتقل من العمل برعى الإبل إلى التجارة، واستطاع أن يجمع ثروة ضخمة، فكان عصاميا يتميز بقوة الشخصية، والمهابة ورجاحة العقل، وكانت له مكانة عظيمة عند قريش، حتى إنه كان يتولى أمر السفارة، فكانت قريش تبعثه سفيراً للقبائل التى تحاربها، ومع بداية الإسلام كان عمر مثل كبار قريش يحارب المسلمين ويضطهد من أسلم من قومه ومواليه.
عمر الأحب إلى الله
استجاب رب العزة لدعوة نبيه بإسلام أحب العمرين إلى الله فحظى بن الخطاب بهذا الحب والفضل، وكان إسلام عمر بعد الهجرة الأولى إلى الحبشة فى العام الخامس من بعثة النبى، وبعد إسلام حمزة بن عبد المطلب بيومين، حيث غضب عمر وثار بعد إهانة حمزة وضربه لخاله أبى جهلٍ فى مكة، فسنّ عمر سيفه وخرج يبحث عن محمد ليقتله، فرآه نُعيم بن عبد الله وكان ممّن يخفون إسلامهم، وأراد أن يحول وجهته عن الرسول فأخبره بأن أخته فاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد دخلا فى الإسلام، فأسرع عمر إلى بيت أخته وكان خباب بن الأرت يقرأ لهما سورة طه، فاعتدى على أخته وضربها وأراد أن يقرأ الصحيفة التى كانوا يتدارسونها، فمنعته أخته حتى يتوضأ، وبالفعل انشرح قلبه لآيات الله.
الفاروق الذى أعز به الله الإسلام
كان عمر قويا ولا يخشى فى الحق لومة لائم، وبإسلامه تحققت دعوة رسول الله، حيث أعز الله ونصر به الإسلام والمسلمين، وفرق به بين الحق والباطل، حيث طلب من الرسول أن يخرج المسلمين ويجهروا بإسلامهم ويطوفوا بالكعبة، فخرجوا فى صفين على رأس الأول عمر بن الخطاب وعلى رأس الثانى حمزة بن عبد المطلب والرسول عليه الصلاة والسلام بينهما، يكبرون فى الكعبة ويطوفون حولها، وحينها نظرت قريش إليهم بغضبٍ دون أن يجروء أحد على التعرض لهم، وفى هذا الوقت أطلق رسول الله على عمر لقب الفاروق، كذلك عندما أُمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة المنورة هاجر الصحابة سرا حتى لا تؤذيهم قريش، ولكن عمر رضى الله عنه عندما هاجر حمل سيفه وقوسه وطاف بالكعبة سبعاً وصلى عند مقام إبراهيم، وقال للمشركين إنّه ذاهبٌ للهجرة ومن أراد فليتبعه، فلم يتبعه أحدٌ إلّا قومٌ هاجروا معه ليحتموا به، وعبّر أحد الصّحابة عن حالة المسلمين عندما أسلم عمر بقوله «ما زلنا أعزّة منذ أسلم عمر».
وكان عمر يتمتع بمكانة كبيرة لدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما جاء القرآن موافقاً لرأيه فى العديد من المواقف، ومنها قوله لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى»، فنزل قول الله تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى)، وقوله للنبى عليه الصلاة والسلام: «إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن»، فنزل قول الله تعالى: «وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ».
وغزا عمر رضى الله عنه مع الرسول صلى الله عليه وسلم فى كافة الغزوات، ودافع فى تلك الغزوات دفاعاً باسلاً عن الرسول وعن الإسلام، وكان شاهداً على صلح الحديبية بالرغم من معارضته له، لما رأى فيه من شروط ظالمةٍ بحق المسلمين، وشارك فى فتح مكة.
عمر رجل دولة وذراع أبوبكر اليمنى
بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، كان عمر بن الخطاب سببا فى وقف فتنةً كادت أن تحدث فى اختيار الخليفة، حينما خطب فى الناس فى سقيفة بنى ساعدة وبايع أبا بكرٍ فى الخلافة فتبعه الناس فى ذلك، فكان سبباً فى استقرار أوضاع دولة الإسلام.
كما كان رضى الله عنه السبب الرئيسى فى جمع القرآن الكريم، بعدما خاف عليه من الضياع، نتيجة استشهاد حفظة القرآن فى الحروب، وأقنع أبا بكرٍ رضى الله عنه بذلك، وكان عمر رضى الله عنه الذراع اليمنى والمستشار لأبى بكرٍ الصديق، وكان يدرك جيدا ضرورة التوحد ووقوف المسلمين على قلب رجل واحد، فرغم أنه كان يعارض حروب الردة إلا أنه نزل عن رأيه، وكان الذراع اليمنى والمستشار العسكرى للصديق فى هذه الحروب.
عمر بن الخطاب القائد والسياسى المحنك
تولى عمر الخلافة بعد وفاة أبو بكر الصديق رضى الله عنه وخلال فترة خلافته أعطى نموذجا تاريخيا للحاكم العادل ورجل الدولة الذى يستطيع القيادة داخليا وخارجيا، فارتفعت فترة خلافته راية الإسلام، وأصبحت الأمة الإسلامية إمبراطورية عظمى استطاعت هزيمة أكبر قوتين وهما الفرس والروم، وفتحت فى عهده بلاد الشام والعراق ومصر وطرابلس ونهاوند، وكانت معظم هذه الفتوحت لحماية دولة الإسلام من الأخطار والتهديدات، كما فتح المسلمون فى عهده القدس وذهب بنفسه لاستلام مفاتيحها وأعطى العهد والأمان لأهلها.
ولم يكن الفاروق عمر بن الخطاب متفوقا فى أمور الحرب فقط بل كان سياسيا وإداريا محنكا، واستطاع أن يعبر بالأمة بالعديد من الأزمات التى مرت بها ومنها عام الرمادة الذى انقطعت فيه الأمطار عن الحجاز، وانتشار طاعون عمواس الذى حل بأرض الشام ومات فيه الكثيرون، فاستطاع ابن الخطاب أن يتعامل مع هذه الأزمات، وأن يخفف من وقع المجاعة، وأن يوزع للناس حصصا من بيت المال، وبعد زوال الطاعون ذهب إلى الشام وأصلح الأوضاع فيها وسدّ الثغور، لحماية البلاد من أطماع الأعداء.
وأدار عمر شؤون الدولة بعبقريةٍ، فرمّم ووسع المسجد الحرام والمسجد النبوى لاستيعاب الأعداد الجديدة من المسلمين، بعد فتح العديد من البلدان ونظّم الأوضاع السياسية والاقتصادية فى البلاد، وأنشأ عددا من الدواوين مثل ديوان العطاء، وديوان الجباية، وبيت المال، حيث كان نصيب الدولة من الغنائم الخُمس، وبذلك استطاع إنشاء نظام إدارى قوى تمكّن بواسطته من فرض سيطرته على أطراف الدولة المترامية، وإبقائها موحّدة، ومتماسكة.
كما كان الفاروق أول من اهتم بإنشاء المدن الجديدة، وهو ما كان يطلق عليه «تمصير الأمصار»، كما أنه رتّب البريد وسك النقود ووضع التقويم الهجرى، وأدخل نظام العسس للمراقبة أثناء الليل، وكان ذلك نواة لجهاز الشرطة فيما بعد، وكان يتولّى أمور القضاء، ولكن عندما اتسعت رقعة البلاد وازدادت المشاكل فصل القضاء عن الخلافة، وعيّن القضاة وصرف لهم الرواتب.
أمير المؤمنين الفقير
ورغم ما وصلت إليه دولة الإسلام فى عهد عمر بن الخطاب من توسع حتى أصبحت إمبراطورية كبرى، فإن الفاروق ظل فقيرا ورعا متواضعا مترفعًا عن أموال المسلمين، حتى إنه جعل نفقته ونفقة أسرته كل يوم درهمين.
وكان يعمل بيديه ويعالج إبل الصّدقة التى تُنفَق على الأرامل والأيتام والمساكين بنفسه، كما كان متواضعا فى مظهره، فكان يرقع ثوبه، وحين جاءه رسول كسرى يسأل عن قصر خليفة المسلمين فدلوه على شجرة يرقد تحتها رجل يرتدى ثوبا بالياً كثير الرقع، فتعجب من أن يكون هذا الفقير النائم تحت الشجرة هو الخليفة، وقال قولته الشهيرة: عدلت فأمنت فنمت.
ومن شدة ورع عمر أنه كان لا يأتدم بالسّمن، خاصة فى عام الرمادة بل كان يأتدم بالزيت، حتى صدر من بطنه صوت قرقرة، فخاطب بطنه قائلا قرقر أو لا تقرقر، والله لا أأتدم بالزيت والناس جياع.
وكان الفاروق عمر يستشعر عظم مسؤوليته ليس فقط تجاه البشر، ولكن تجاه الحيوانات، ويقول «لو أنّ بغلة عثرت فى طريق العراق، لخشيت أن يسألنى الله عنها يوم القيامة»، وكان يبكى من خشية الله رغم عدله الشديد وما وصلت إليه الأمة فى عهده، حتى كان له خطان أسودان على وجهه من كثر البكاء.
واعتاد رضى الله عنه دائماً أن يتفقد أحوال الرعية بنفسه حتى فى الأقطار البعيدة عن المدينة، وكان يسير ليلا ليعرف أحوال الناس ويغيث المحتاج ويخدمه بنفسه، حتى كان ينعس وهو قاعد، فقيل له: ألا تنام يا أمير المؤمنين؟ فرد قائلا: «إذا نمت الليل ضيعت حظى مع الله، وإذا نمت النهار ضيعت رعيتى»، ورويت عنه الكثير من القصص ومنها أنه سمع أنين إمرأة جاءها المخاض وليس عندها أحد، فانطلق إلى بيته واصطحب زوجته أم كلثوم بنت على وحمل معه سمن وحبوب وطعام، وراح يعد الطعام بينما زوجته تقوم بخدمة المرأة، ومن ذلك عندما استمع إلى صوت بكاء أطفال جياع توقد أمهم النار على قدر به ماء حتى تليهيم ليناموا وسمعها تقول «الله بيننا وبين عمر»، فبكى ورجع يهرول وعاد وهو يحمل على ظهره الدقيق والسمن، وجلس يعد الطعام للأطفال ويطعمهم بيده حتى شبعوا وناموا، فأوصى لهم بنفقة من بيت المال، وهكذا كان الفاروق يرعى الفقراء حتى لم يعد هناك مسلم يشكى الفقر أو العوز، وساد الأمان فى عصره وكثرت الأموال.
العادل الشديد على أقرب الأقربين
كان الفاروق شديدا فى الحق خاصة على الأقربين وذوى المكانة والسلطة، وكان يحرص على إقامة الحدود والعقوبات، فلا يحابى أحداً حتّى وإن كان ابنه، حتى إنه أقام الحد على ابنه مرتين، فروى أن ابنه عبد الرحمن شرب الخمر فأقام عليه عمرو بن العاص الحد ولكن ليس أمام الناس كما هو معتاد، وعندما قدم ابن عمر إليه أعاد عمر الحدَّ عليه علانية وأمام الناس، ولم يقبل تدخل الصحابة لإقناعه بعدم إعادة تنفيذ الحد وأن يحابى ويتم تمييزه عن غيره.
كما كان عمر يحرص على محاسبة ومساءلة أمرائه وولاته عن أى تجاوز بحق الرعية، ويشهد على ذلك قصة ابن عمرو بن العاص الشهيرة حين كان يتسابق مع رجلٍ من أهل مصر فسبقه الرجل، فضربه ابن عمرو بن العاص بالسوط وقال له:«أنا ابن الأكرمين» فشكا الرجل إلى عمر، الذى استدعى عمرو بن العاص وابنه، فأمر المصرى بأن يضرب ابن عمرو بن العاص كما ضربه، بل وأمره أن يضرب عمرو بن العاص نفسه، وقال مقولته الشَّهيرة: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟».
عمر الديمقراطى يصنع القوانين من حوائج الرعية
كان الفاروق عمر ديمقراطيا يحرص على الاستماع للناس ويقبل النقد، بل وكان يعود فى قراراته فى بعض الأحيان إذا استمع إلى رأى أكثر نفعا للناس، كما أنه كان يراعى أدق التفاصيل فى احتياجات الرعية ويسن القوانين طبقا لها.
فبرغم غيرته الشديدة على النساء تراجع فى رأيه بعد أن منع النساء من الخروج للعشاء والفجر فى المسجد، عندما راجعه ابنه وهو يذكره بقول رسول الله: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله.
كما تراجع عن قراره حين قال: «لا تزيدوا مهور النساء على أربعين أوقية، فمن زاد ألقيت الزيادة فى بيت المال»، فاعترضت عليه امرأة وقالت له: يا عمر يعطينا الله وتحرمنا، أليس الله سبحانه يقول «وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا» فرجع عن رأيه، وقال: أصابت امرأة وأخطأ عمر.
وتألم حين كان يتفقد أحوال الرعية وسمع صوت طفل يصدر أنيناً حزيناً وعرف من أمه أنها تفطمه قبل موعد الفطام لحاجتها لمائة درهم كان يصرفها بيت مال المسلمين لكل طفل بعد الفطام، فأصدر أمراً بصرف المائة درهم للطفل منذ الولادة وليس بعد الفطام ويصبح هذا قانوناً يحفظ حقوق الأطفال ويحميهم من مخاطر الفطام المبكر.
وكان الفاروق يحترم حقوق المرأة وحين خرج ليتفقد الرعية ليلا وسمع امرأة تناجى زوجها الغائب فى الحرب عاد ليسأل ابنته عن الفترة التى يمكن للمرأة أن تتحمل خلالها غياب زوجها، ليكتب لأمراء الأجناد:لا تحبسوا الجيوش فوق أربعة أشهر، ويصبح هذا قانوناً يحفظ للمرأة حقوقها، ومن احترامه للمرأة أيضا أنه ولى امرأة حسبة السوق.
وعندما مر بسوق المدينة المنورة ورأى شيخا كبيرا يسأل الناس وعرف أنه يهودى يسأل الناس الصدقة ليفى قيمة الجزية المطلوبة، قال عمر الخليفة متألما: ما انصفناك يا شيخ ، وقرر تخصيص راتب لهذا العجووز وغيره من بيت المال وأوقف عنه الجزية.
وحين استمع أثناء تفقده لأحوال الرعية إلى حديث فتاة تبيع اللبن لأمها التى تأمرها بخلط اللبن بالماء فتذكرها بأن عمر بن الخطاب منع غش اللبن بالماء وفرض عقوبة على من يفعل ذلك فترد الأم بأن عمر لا يراها فتذكرها الابنة بأن رب عمر يراها، فيقرر أمير المؤمنين أن يزوج تلك الفتاة التى تخش الله من أحد أبنائه وبالفعل زوجها ابنه عاصم، وقد كان من نسلها واحدً من أعظم خلفاء المسلمين وهو عمر بن عبدالعزيز الذى أطلق عليه لقب خامس الخلفاء الراشدين لشدة ورعه وعدله مثل جده عمر بن الخطاب رضى الله عنهما.
وفى سنة ثلاث وعشرين للهجرة وبعد خلافة دامت عشر سنوات من الخلافة حكم فيها الفاروق بالعدل، وأسس أعظم إمبراطورية إسلامية لقى رضى الله عنه ربه شهيدا بعدما طعنه أبولؤلؤة المجوسى الفارسى بخنجرٍ خلال أدائه لصلاة الفجر، واستأذن رضى الله عنه من عائشة أمّ المؤمنين أن يُدفن إلى جوار أبى بكرٍ والرسول عليه الصلاة والسلام فأذنت له بذلك ودُفن إلى جوارهما، بعد أن قدم أعظم نموذج فى التاريخ للحاكم الذى يرعى ربه ورعيته فيبنى أمة ودولة من أعظم الدول والأمم.