بعد مرور أكثر من 750 يوما على مقتل محامى الشعب الشهيد هشام بركات، والذى طالته يد الغدر صباح يوم 29 يونيو 2015 بالقرب من منزله بمصر الجديدة، بعد تفجير موكبه بسيارة مفخخة، سطرت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار حسن فريد حكمها فى الدعوى فى 22 يوليو 2017 والقاضى بالإعدام شنقا لـ28 متهما من بينهم 15 حضوريا بقضية "اغتيال النائب العام"، الشهيد المستشار هشام بركات، كما قضت المحكمة بالسجن المؤبد لـ15 متهما، والسجن المشدد 15 سنة لـ8 متهمين، والسجن المشدد 10 سنوات لـ15 متهما، وانقضاء الدعوى الجنائية للمتهم محمد كمال لوفاته.
على مدار سنة كاملة نظرت خلالها المحكمة الدعوى عن بصر وبصيرة بدأتها بأولى الجلسات فى 17 يونيو من عام 2016، ونهتها بجلسة النطق بالحكم فى 22 يوليو 2017، وعقب ذلك أقرت محكمة النقض فى 25 نوفمبر 2018 أحكام الإعدام لـ 9 متهمين من أصل 15 متهما حضوريا قاموا بالطعن على حكم الإعدام بينما خففت أحكام الإعدام لـ 6 متهمين للسجن المؤبد.
مرافعة النيابة العامة
فى جلسة 7 إبريل 2017 استمعت المحكمة لمرافعة النيابة وجاء فيها: "النيابة العامة لا تبدأ مرافعتها بمقدمات أدبية، فلن نسرد تاريخ الإخوان الفاسد، فكله قتل وحرق وتدمير، وسفك للدماء، عناصر حركة حماس تصدر تعليمات لحركات الإخوان لتنفيذ عمليات إرهابية، فهم ليسوا إخواننا "يخادعون الله وهو يخادعهم، وإذا خلوا إلى بعضهم لقتل النفس سعوا لذلك، ماضيها بالأمس هو حاضرها، تنظيمها نفذ العديد من عمليات القتل، يظهر كبيرهم حسن البنا بكلمات سطرها لهم التاريخ، فهم ليسوا إخوان وليسوا مسلمين، جماعة الإخوان تستعين بالخارج عن طريق تنظيمها الدولى من كل مكان، أسسوا تنظيم دولى بالعديد من البلدان منها دولة فلسطين فأسسوا حركة حماس".
وأضاف ممثل النيابة: "استشهد النائب العام على يد فئة باغية، جماعة قتلت صائما، إنها جماعة الإخوان، قتلوا المسلمين صائمين بدعوى الدين، سيدى الرئيس كيف ومتى ارتقى النائب العام شهيدا، قتله 3 من المتهمين رابعهم مجهول، واشترك ثلاثة عشر معهم فى التنفيذ، النائب العام خرج من بيته صائما ليلقى ربه، بدؤوا العداوة مع النائب العام بعد فض الاعتصام" مشيرا "شكلوا مجموعات نوعية ونفذوا العديد من العمليات بهدف إسقاط البلاد والعباد، فالأرض قوية أمنها الله، ففى تركيا احتمى المتهمون من الأول وحتى السادس".
حيثيات الحكم
وأكدت المحكمة، على أن الجرائم المسندة للمتهمين قد وقعت لغرض إجرامى واحد، وارتبطت ببعضها ارتباطا لا يقبل التجزئة ومن ثم وجب اعتبارهم جريمة واحدة والحكم عليهم بالعقوبة المقررة لأشدهم عملا بنص المادة 32 عقوبات.
وتابعت المحكمة فى حيثياتها : "الجماعات الإرهابية ولم يقرأوا عراقة الدولة المصرية، فهى ضاربة فى القدم، لها تاريخ ممتد على مر العصور فهى أقدم دولة شهدتها الأرض وتاريخها يمتد 7 آلاف عام، أن مصر لم تخذل أبدا، ولن تركع إلا لله، فهى ذات ثوابت لا يعرفها إلا من قرأ تاريخها فلها أرض فريدة وجيش جسور من أبناء هذا الشعب، وليسوا من المرتزقة، إن الجيش والشرطة من نسيج هذا الشعب ومن أبناء هذا الوطن يشربون من النيل ويأكلون من أرضه، وهو الشعب الذى قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: إن فتحتم مصر فتخذوا منها جندا كثيفا فأنهم خير أجناد الأرض".
ونوهت المحكمة: "إن المؤامرة الغاشمة من المأجورين باغتيال المستشار هشام بركات تكاتف فيها قوى الشر والطغيان والمفسدين فى الأرض، لا يقوم بها إلا فئة باغية استحلت دماء طاهرة سفكتها طائفة فاجرة استباحوا لأنفسهم دماء معصومة وجردوا من مشاعر الرحمة والإنسانية ممن تملكتهم غريزة الانتقام ممن ينفخون نوافير الشر ويدسون فتيل الفتنة بالتصميم والإصرار على النيل منهم فقتلوا صائما فى نهار رمضان" .
وأكدت المحكمة: "ما قام به المتهمين وآخرين مجهولين لإثارة الفزع والرعب بين الناس من جراء العمل الإجرامي الذين أقدموا عليه وهو اغتيال الشهيد المستشار هشام بركات وغيره من جرائم المبينة من أمر الإحالة، إنما تلك الجرائم تنم عمل جبان وخسيس من المأجورين ــــ المتهمين ــــ ، فأن ما حصل يصب فى مصلحة الخونة ووسطاء السلطة ودعاة الفوضى وعشاق الدم من العناصر الإجرامية التى تبينت أهدافها إلا أن جمعتهم نية واحدة تمثلت فى الانتقام والفتك لشفاء صدورهم من الغيظ وفرط الضغينة التى تكنها أنفسهم".
وذكرت المحكمة، أن المؤامرة الغاشمة والمكائد من المأجورين لاغتيال المستشار هشام بركات النائب العام السابق تكاتف فيها قوى الشر والطغيان و المفسدين فى الأرض لا يقوم بها، إلا فئة باغية استحلت دماء طاهرة سفكتها طائفة فاجرة استباحوا لأنفسهم دماء معصومة وجردوا من مشاعر الرحمة والإنسانية ممن تملكتهم غريزة الانتقام ممن ينفخون نوافير الشر ويدسون فتيل الفتنة بالتصميم والإصرار على النيل منه، فقتلوا مسلما صائما فى شهر رمضان.
محكمة النقض
تقدم دفاع 50 متهما ممن صدر بحقهم أحكام ما بين المؤبد والمشدد والإعدام بالطعن على الحكم، وفى 25 نوفمبر 2018 سطرت محكمة النقض كلمة النهاية فى القضية، بعد الحكم بإقرار إعدام 9 متهمين وتخفيف الأحكام لـ 17 متهما، واستمرار أحكام حكم المحاكمة الأولى لـ 24 متهما للأحكام الصادرة ضدهم بالمؤبد والمشدد.
بينما يوجد 16 متهما هارب فى الدعوى مازال حكم الغيابى لههم قائم حتى يقوموا بعمل إعادة إجراءات على الأحكام الصادرة ضدهم ومن بينهم 13 متهما صادر بحقهم أحكام بالإعدام ولعل أبرزهم الهارب يحيى موسى.