سيطرت حالة من الخوف على سكان وأهالى منطقة الدويقة من الانتقال إلى مدينة السادس من أكتوبر، وذلك بعد أن نقلت الأجهزة التنفيذية بمحافظة القاهرة ما يقرب من 588 أسرة بمناطق الرزار والشهبة وفرعون بشكل مؤقت إلى أكتوبر، وحصل ما يقرب من 176 على قيمة إيجارية قدرها 300 جنيه، حتى يتمكنوا من استئجار إحدى المنازل فى المناطق التى لم تدخل ضمن مناطق الإزالة بسبب قربهم من مناطق عملهم ومدارس أبنائهم.
وانعدمت الثقة بين سكان مناطق الإخلاء بالدويقة وبين حيى منشأة ناصر وغرب مدينة نصر والذى دخلت أجزاء منه ضمن عملية الإخلاء بسبب قربها من الجبل، خاصة بعد أن انتشرت الشائعات بين الأهالى بأنهم سيتم نقلهم إلى 6 أكتوبر وسيتحملون نفقة تجهيز الوحدات السكنية التى سينتقلون إلبها بعد إزالة "عششهم"، وهم لا يمتلكون الأموال التى تعينهم على تجهيز عشة صغيرة تأويهم على حد وصف بعضهم.
وقال حامد حسن عامل نظافة، ويسكن بالقرب من صخرة الدويقة بشارع أحمد حافظ، أنه تم إزالة عدد المنازل الموجودة بمحيط منزله بسبب خطورتهم الداهمة، وتم نقلهم بالكامل إلى مدينة 6 أكتوبر، على الرغم من الوعود التى حصلوا عليها بأنهم لن ينتقلوا إلا للأسمرات بحى المقطم، مشيرا إلى أنه من المتسحيل أن يبعد عن هذه المنطقة لأنه يعمل بالقرب من منطقة المناولة "تفريغ القمامة" بالدويقة، كما أنه لديه 4 أبناء وجميع مدارسهم بالقرب من المنزل، مؤكدا أن الحال ينطبق على جميع سكان المناطق التى سيتم إخلائها.
وأكد عماد جرجس أحد سكان منطقة فرعون، أنه لن ينتقل من المنطقة نهائيا بسبب قرب منزله من محل البقالة الصغير الذى ينفق من خلاله على أسرته الصغيرة وأبويه، مشيرا إلى أن المحافظة ستوفر له مسكن فقط ولن توفر له مصدر رزق آخر ينفق من خلاله على أهله، وقال: "إذا تم نقلى إلى مكان آخر دون توفير مصدر رزق جديد، فمن سيتحمل نفقات منزلى المكون من 5 أبناء وزوجتى وأمى وأبى؟"، واصفا ذلك بالظلم البين.
لم يختلف الحال كثيرا بين سكان العشش والبيوت الصغيرة بمناطق الدويقة، وبين المقاولون وأصحاب العمارات هناك، فقد تسللت المخاوف إلى قلوبهم أيضا بعد أن وضع كل منهم أمواله فى بناء عمارات تضم جميع أفراد عائلاتهم، وقال حسين خلف، مقاول وصاحب إحدى العمارات بالدويقة بشارع أبو زيد خضر الذى يتبع حى غرب مدينة نصر إداريا والتى صدر قرار بإزالتها ضمن مجموعة عمارات بالشارع: "وضعت شقا عمرى بالعمارة التى بنيتها بالشارع منذ 16 سنة تقريبا، ومن المستحيل أن أتركه بمنتهى السهولة كما تظن الدولة".
وأضاف عم حسين فى تصريحات لـ "انفراد"، أنه حصل على تقارير من حى غرب مدينة نصر، تؤكد أن منزله الذى بناه يبعد بمسافة كافية عن المناطق داهمة الخطورة الواقعة فوق الجبل وأسفله مباشرة، وأن اختيار الحى لصف المنازل الواقعة بجوار منزله ليس له مبرر سوى خراب بيوتهم والانتقام منهم لسبب محهول لا يعلمه أحد، مشيرا إلى أنه التقى عدة مرات برئيس الحى وأكد له أنه لن يتم إزالة منزله، وبعد يومين فقط جاءت الأجهزة التنفيذية ووضعت رقما على منزله كدليل على إزالته خلال الفترة المقبلة.
ويروى سيد حمدان، صاحب عمارة بنفس الشارع: "جئت من الصعيد مع والدى وأنا صغير، وأصبحت حياتى كلها هنا، وقدر الله لى أن أتزوج مرتين، وحينها قررت أن أضع كل ما أملك من أموال لبناء بيت يضم الأسرتين بأبنائها، خاصة وأن لدى 13 ابن وابنة ومن المستحيل أن نجلس فى شقة واحدة، وبعد إتمام حصر النقل سأحصل على وحدة سكنية واحدة للأسرتين وهذا ليس من العدل".
واستكمل سيد حديثه: "عندما قررت أن أبنى بيتى كانت المنطقة عبارة عن صحراء، وكنت أعانى من أجل الحصول على ماء لاستكمال البناء، كما أننى كنت أحمل مواد البناء على ظهرى وأمشى بها مسافة كبيرة وأصعد المنحدر الكبير المؤدى إلى شارع أبو زيد خضر، فكيف بعد كل هذا العناء ينقلونى وأفراد إلى مكان أخر وفى شقة واحدة؟".
وأكد اللواء محمد أيمن عبد التواب نائب محافظ القاهرة للمنطقتين الشمالية والغربية فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"، أن هناك استجابة ضعيفة من أهالى الدويقة لنقلهم إلى أماكن أخرى أكثر تحضرا عما فيه، مؤكدا أن هناك تواصل مستمر الأهالى لإقناعهم بالانتقال إلى الأماكن المخصصة لهم.
وأضاف اللواء محمد أيمن، أن كل مخاوف الأهالى متمثلة لى الانتقال إلى مدينة السادس من أكتوبر، رمؤكدا أنها مرحلة مؤقتة لحين الانتهاء من مشروع الأسمرات 1 والذى من المقرر له أن يتم افتتاحه نهاية شهر أبريل المقبل، حيث سيتم جميع سكان العشوائيات بالدويقة واسطبل عنتر عزبة خير الله وبعض الأماكن بعين الصيرة، كما أن الحاصلين على قيمة إيجارية سيتم منحهم وحدة سكنية بالأسمرات.
وأوضح نائب المحافظ، أنه تم نقل ما يقرب من 588 أسرة إلى مدينة السادس من أكتوبر مؤقتا، وطلب 176 أسرة الحصول على قيمة ايجارية من أجل البقاء بالمنطقة، مؤكدا أنه تم عمل دراسة بالتنسيق بين المحافظة وجامعة حلوان لخصائص سكان المنطقة قبل انتقالهم إلى شققهم الجديدة، وسيتم توعيتهم بالتعامل مع البيئة الجديدة التى سيمكثون بها.