صور.. أكبر سوق لبيع الكتب فى الإسكندرية يشهد رواجا فى رمضان.. بـ5 جنيهات فقط تستطيع شراء كتاب من شارع النبى دانيال.. القواميس وكتب الأطفال تتصدر المشهد.. والزائرون: الأسعار معقولة والكتب بحالة جيدة

لا يزال شارع النبى دانيال أقدم وأشهر شوارع الإسكندرية يتمتع بشهرة واسعة، وذلك لعدة أسباب، أولها ما اشتهر عن هذا الشارع من حكايات وأساطير مثل أنه ابتلع عروسا فى يوم زفافها تحت الأرض وهى حكاية شهيرة يرددها أهل الإسكندرية، خاصة كبار السن، والسبب الثانى هو انتشار عدد من الأماكن الأثرية والتاريخية به مثل مسجد وضريح النبى دانيال، أما السبب الثالث هو أن فالشارع يحتوى على السوق الوحيد للكتب المستعملة بالإسكندرية. ويتمتع هذا السوق بشهرة واسعة فى هذا المجال، وهو عبارة عن عدة باكيات صغيرة متراصة جنبا إلى جنب على يمين الطريق، وتزخر تلك الباكيات بعدد كبير من الكتب فى مختلف المجالات العلمية والترفيهية وحتى كتب الأطفال والترجمة والخرائط والكتب المدرسية والجامعية والقانونية. وأجرى "انفراد" جولة ميدانية فى شارع النبى دانيال لرصد الإقبال على شراء الكتب، خاصة الكتب الدينية فى شهر رمضان، حيث قالت فاطمة محمد الجمال، إنها جاءت إلى السوق نظرا لشهرته الواسعة، بهدف شراء بعض الكتب الدينية والتفسيرية، لقراءتها خلال فترة الصيام فى شهر رمضان المعظم، فهو شهر يدعو إلى التعمق فى أصول الدين والتقرب إلى الله. وحول مستوى الأسعار بالسوق، قالت "فاطمة"، إن الأسعار جيدة مقارنة بسعر الكتب الجديدة فى المكتبات العامة، وأن المواد العلمية والتفسيرية بالكتب لا تختلف بل تعد أكثر ثراء نظرا لأنها كتب قديمة بعض الشىء ومنها كتب كبار الشيوخ، كما أن الكتب بحالة جيدة تسمح بالقراءة. فيما قالت لمياء حسين، إنها جاءت مصاحبة لإحدى السائحات الأجانب للترجمة لها باللغة العربية، أن الشارع بتاريخه العريق يعد أقدم شوارع الإسكندرية، ويستحق أن يوضع على خريطة المزارات السياحية، فهو يتميز بتقديم جولة سياحية متكاملة فى أقل وقت ومجهود دون الحاجة للتنقل من مكان إلى مكان، فالشارع يوجد به مزارات سياحية ودينية قديمة، كما أنه ملاصق للمسرح الرومانى أحد أهم الاماكن السياحية بالإسكندرية، ويتمتع السائح بجولة سياحية به كما من الممكن التوجه لشراء بعض الكتب القديمة منه، خاصة أنه يوجد مؤلفات عديدة وفى مختلف المجالات باللغة الإنجليزية. وفى المقابل قال حسين محمد حسين، أقدم بائعى شارع النبى دانيال بالإسكندرية، إنه من مواليد 1936، وبدأ العمل فى شارع النبى دانيال عام 1956، حيث كان أول بائع يقوم بوضع "فرشة" كتب مستعملة فى الشارع فى ذلك الوقت. ويروى عم حسين تاريخ عمله فى الشارع لـ"انفراد" قائلا: "أنا أمى لا أجيد القراءة والكتابة ولكن حبى للكتب جعلنى أتوجه للحصول على شهادة محو الأمية وبالفعل حصلت عليها وبدأت فى قراءة العديد من الكتب التى ترد إلى المحل". وأضاف "عم حسين": "شاركت فى العديد من المعارض الدولية للكتب، وأنا مشارك دائم فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، وسافرت إلى العديد من الدول العربية للمشاركة فى معارض دولية للكتاب". وحول أسعار الكتب المستعملة قال "عم حسن": "الكتب المستعملة جيدة وبحالة جيدة والأسعار تبدأ من 5 جنيهات حتى 50 جنيا، ويوجد بالشارع تنوع كبير من مجالات بيع الكتب، فتوجد الكتب فى المجالات القانونية والاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة الى قواميس اللغة الإنجليزية وكتب الأطفال التى تلقى إقبالا كبيرا". وأكد "عم حسين"، أن السوق يشهد إقبالا كبيرا فى شهر رمضان خاصة على الكتب الدينية، حيث يوجد بالسوق تنوع كبير فى الكتب الدينية منها كتب القرآن الكريم والتفسيرات المختلفة لكبار العلماء. من جانبه قال مجدى موسى، رئيس لجنة الحفاظ على التراث بمحافظة الإسكندرية، إن شارع النبى دانيال يتمتع بقيمة تاريخية كبرى، فهو من أقدم وأشهر شوارع الإسكندرية، كما أنه يتقاطع مع شارع فؤاد وهو أيضا من أقدم وأهم الشوارع القديمة والشهيرة. وأوضح "موسى" فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن اللجنة قد قامت بوضع تصور لتطوير الشوارع القديمة بالإسكندرية والحفاظ على تراثية تلك الأماكن، وعلى رأسها شارع فؤاد وشارع النبى دانيال المتقاطع معه، وذلك من خلال جعل الشارع مخصص لحركة المشاة فقط، وذلك لإعطاء فرصة للزائر والسائح التمتع أكثر بالحركة داخل الشارع خاصة أن حركة السيارات تعوق ذلك حاليا. وحول سوق الكتب المستعمل، أكد رئيس لجة الحفاظ على التراث، أن سوق الكتب المستعمل من أهم العلامات المميزة للشارع، ويتضمن مخطط الحفاظ على تراث الشارع تطوير باكيات بائعى الكتب المستعمل مع الحفاظ على بقاء السوق كما هو، مؤكدا حرص اللجنة على الحفاظ على تراث الإسكندرية القديم من خلال الحفاظ على تراثية شوارعها.