واصل الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "انفراد"، حديثه عن زمن الفتن، وبعض الأخطاء التى تحويها كتب التراث، التى وجب تصحيحها من المفاهيم المغلوطة، وتنقيتها قبل وضع خطاب دينى جديد.
وتناول خالد صلاح قصة للإمام أحمد بن حنبل، خلال برنامجه الإذاعى "صالون مصر"، على إذاعات راديو النيل والتى تضم "ميجا FM، وهيتس، وشعبى FM، ونغم FM": وقال: "اسمع بقى القصة دى وتأملها علشان دى حاجة مدهشة جدا جدا، مرة كان الإمام أحمد بن حنبل ماشى فى الشارع هو وتلميذ له اسمه يحيى بن معين، وهذا من تلاميذه المشهورين، وهو ماشي فى الشارع سمع واحد بيكلم حشد من الناس، وبيقولهم لقد سمعت عن يحيى بن معين يقول أن الإمام أحمد بن حنبل قال.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، من قال لا إله إلا الله خلق الله له يوم القيامة من كل كلمة طائر منقاره من ذهب وجناحه من ياقوت".
وأضاف خالد صلاح: "الإمام أحمد بن حنبل سمع نفسه كأنه هو اللى بيقول الكلام ده، وإن يحيى بن معين اللى ماشي جنبه هو اللى نقل عنه، فبص ليحيى بن معين وقاله انت قلت الكلام ده عنى، قاله لا يا فضيلة الإمام.. قال أومال الراجل ده جاب الكلام ده منين؟ المهم انفض السامر.. وراح الإمام أحمد بن حنبل بنفسه مع يحيى بن معين لهذا الرجل اللى كان عمال واقف وسط حشد من الناس وعمال يقولهم قال يحيى بن معين عن الإمام أحمد بن حنبل، والاتنين سمعوه بنفسهم ولا ده قال ولا ده سمع، فوقفوا جنب الراجل وقالوله أنت سمعت إزاى إن يحيى تلميذ الإمام أحمد بن حنبل قال الكلام ده؟.. أنا يحيى وهذا هو الإمام أحمد بن حنبل، فالراجل بصلهم باستغراب وقالهم هو انتو مفكرين أن انتو يحيى بن معين وأحمد بن حنبل الوحيدين الموجودين هنا، إن هذه الأمة كبيرة وهناك العشرات أسمائهم يحيى بن معين وأحمد بن حنبل، فلا يشترط أن تكون أنت يحيى الذى أنقل عنه ولا يشترط أن تكون أنت أحمد بن حنبل الذى يروى عنه يحيى".
واستكمل خالد صلاح: "شوف التدليس وصل لحد فين؟!، يعني واقف قدامه الإمام أحمد بن حنبل بذات نفسه، وتلميذه يحيى بن معين، والراجل بكل فُجر وكذب وافتراء يروى حديث مكذوب منسوب لهم، ولما يروحوا له يقولهم مش انت لوحدك اللى اسمك يحيى ومش انت لوحدك اللى اسمك أحمد بن حنبل!، شوفتوا وصل التدليس فى بعض فترات الأمة إلى أى مستوى.. وخدوا بالكم إن دى كانت فترة ظلام، كانت فترة فتنة كبيرة، وهذه الفترة التى ارتبط فيها الإمام أحمد بن حنبل بفتنة خلق القرآن".
وتابع خالد صلاح: "2 من الخلفاء العباسيين قالوا القرآن مخلوق وليس أذلى، وظل الإمام أحمد بن حنبل يقول لا.. هناك لوح محفوظ والقرآن ليس مخلوق، وأن القرآن من كلام الله وكلام الله ليس مخلوقا، لكن كل أئمة الأمة ومفيش عالم واحد عارض خلفاء العباسيين نهائيا، يجيبهم الخليفة (المأمون والمعتصم) يقولهم القرآن مخلوق ولا أذلى.. اللى هيقول القرآن مخلوق هيمشى واللى هيقول أذلى هيدخل السجن، وكلهم قالوا مخلوق، ما عدا رجل واحد هو الإمام أحمد بن حنبل، أنا بشرحلك إن الإمام أحمد سمع لكبار علماء الأمة وهما بيقولوا قال رسول الله وقال أبو بكر وقال عمر وعن وعن وعن إلى هذه السلسلة من العنعنة الطويلة التى فسروا بها زورا أن القرآن مخلوق".
وأكد: "الإمام أحمد بن حنبل منفردا هو فقط من عارض هذا التوجه، إذا يمكن أن تكون العنعنة غير دقيقة، وقد تكون مكذوبة، وقد تكون من الرواة ومن كثير فى كتب التراث لتبرير الباطل، والدليل أن كل العلماء وقفوا وناظروا الإمام أحمد بن حنبل وهو فى السجن، ليثبتوا له بالدليل وبالبراهين والعنعنة أن القرآن مخلوق، فيما عارض أحمد بن حنبل هذا الفكر وانتصر فى النهاية، وانتصر الفكر والعقل على هذه العنعنة، وانتصر الحق الذى كان فى قلب أحمد بن حنبل على كل هذا التدليس فى التاريخ، وتيجي بعد كده تقولى لا منصححش الكتب ومنعملش خطاب دينى جديد، ولأ أصل دى كتب تراثية مقدسة!"، مختتما حديثه قائلا: "إذا كان هؤلاء الذين ترى أنهم مقدسون اليوم، قالوا بأن القرآن مخلوق فى زمن العباسيين".