لم يكن غريبًا أن يستغيث تنظيم القاعدة بالنظام التركى، ولما لا فتركيا معروفة باستعانتها بالتنظيمات الإرهابية، ولعل علاج قيادات تنظيم داعش الإرهابى فى مستشفيات تركيا، بجانب ما كشفته صحف غربية خلال الفترة الماضية بشأن وجود صفقات بين بلال نجل أردوغان مع تنظيم داعش، من أجل إرسال البترول لشركاته تؤكد علاقة النظام التركى بالتنظيمات الإرهابية.
كما أن الجيش التركى استعان بعناصر من تنظيم داعش والقاعدة فى سوريا من أجل قتال الأكراد المتمثلين فى قوات سوريا الديمقراطية خلال معركة الجيش التركى ضد السوريين فى عفرين بداية العام الماضى، وما ذكرته صحف بريطانيا حول وجود عناصر تنتمى لداعش بجانب الجيش التركى فى عفرين.
ومؤخرًا جاء استغاثة تنظيم القاعدة المدرج على قوائم الإرهاب بالنظام التركى علانية، ليؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بعلاقة النظام التركى بالتنظيمات الإرهابية، حيث دعا محمد الجولانى قائد تنظيم جبهة النصرة، التى تشكل ذراع القاعدة فى سوريا، الفصائل السورية الموالية لأنقرة لفتح جبهات قتال مع قوات الحكومة السورية.
من جانبه وصف المستشار محمد سالم الخبير فى القانون الدولى، بالفضيحة الجديدة للنظام التركى التى تدلل دون مواربة بأن النظام التركى يدعم الجماعات المتطرفة والجماعات الإرهابية.
وتوقع المستشار محمد سالم الخبير فى القانون الدولى، وجود عقوبات دولية كبرى تصدر خلال الفترة المقبلة من المجتمع الدولى ضد الدول الراعية للإرهاب والمتورطة فى دعمه، مؤكدًا أن تلك الدول على رأسها ما أسماه بمحور الشر إيران وقطر وتركيا كونهم ثبت بما لا يدع مجالاً للشك دعمهم للإرهاب.
وأوضح سالم، أن الرأى العام الغربى نشر مؤخرًا عدة تقارير تؤكد وجود تمويل واضح وصريح من تركيا لتنظيم داعش الإرهابى بل وتسهيل تركيا مرور العناصر الأجنبية القادمة من أوروبا للانضمام للتنظيم فى سوريا دون القبض عليهم وبتنسيق مع التنظيم الإرهابى، ليس هذا فحسب بل هناك جماعات تحمل السلاح ضد الدول تستغيث علنية بالنظام التركى.
وأشار إلى أن قطر أيضًا متورطة فى دعم داعش ولكن فى العراق تحديدًا، حيث تأكد تقديمها أموالاً كبرى للتنظيم الإرهابى فى العراق، بحجة الإفراج عن وفد قطرى اختطفه التنظيم وغيرها من الأدلة الأخرى.
وفى إطار متصل، أوضح هشام النجار، الباحث الإسلامى، أن علاقة الإخوان بتنظيم القاعدة ليس جديدة، فأردوغان يستعين بالتنظيمات الإرهابية سواء داعش أو الإخوان أو القاعدة من أجل تثبيت أركان حكمه.
وقال الباحث الإسلامى، إن التنظيمات الإرهابية اخترقت النظام التركى، والآن كل من التنظيمات الإرهابية ورجب طيب أردوغان أصبحا فى ورطة كبيرة للغاية، فالعالم الآن أصبح يحاصر الإرهابيين، وفى الوقت ذاته شعبية أردوغان تنحصر بشكل كبير وأصبح مهددًا بالإطاحة بحكمه.