عندما تحين الفرصة لا يستطيع إنسان أن يوقف عجلة دورانها، وفرصة العمر جاءت للفنان محمد صبحى فى رمضان 1976، وذلك بعد قيامه ببطولة مسلسل يحمل نفس الاسم «فرصة العمر» الذى لاقى نجاحا كبيرا وغير متوقع حتى من صناع العمل نفسه، وأصبح «على بيه مظهر»- وهو اسم الشخصية التى قدمها فى المسلسل - فاتحة خير على صبحى واستغلها بعد ذلك فى تقديم عمل سينمائى بنفس الاسم. وظل الفنان محمد صبحى طوال مشواره الفنى محافظا على قيم مهنته، وحرص على اختيار الأدوار التى تمس مشاكل المجتمع والمعوقات التى تواجهه، علاوة على قيامه بالدور التنموى والمسئولية الاجتماعية تجاه بلده.
رحلة محمد صبحى مع التليفزيون والدراما بفرصة العمر كانت فاتحة خيروبداية تاريخه الفنى الممتد، ويحكى المسلسل عن على مظهر، الذى يعيش حياة غير حياته، ويحاول الظهور فى ثوب الرجل المهم الواصل الذى يفهم كل شىء، لكنه صعلوك، وكل من حوله يطالبه بتغيير نفسه، ولكنه يعود لعادته فى كل مرة، المسلسل من تأليف لينين الرملى وإخراج أحمد بدر الدين.
فى رمضان عام 1984 عاد صبحى بمفاجأة أخرى نقلته فى مكان آخر بجوار نجوم الدراما والكوميديا، ليكون المشاهد على موعد مع «سنبل» فى مسلسل رحلة المليون من تأليف أحمد عوض وإخراج أحمد بدر الدين، وقتها أرجع صبحى وفريق العمل النجاح الكبير الذى حققه سنبل لبركة شهررمضان، واستكمل الجزء الثانى فى «سنبل بعد المليون» رمضان 1987 بنفس طاقم العمل مع بطلة جديدة هى سماح أنور فى أشهر أدوارها فى دراما التليفزيون «زيبة».
ويحكى المسلسل قصة سنبل «محمد صبحى» الذى يأتى إلى القاهرة بحثا عن عمل، وليحصل على ثمن قطعة أرض وضع يده عليها رجل أعمال ويضطر للعمل لدى هذا الرجل الذى يستغله، وفى الجزء الثانى يحاول سنبل استثمار الأموال التى حصل عليها من عمله فى مهن عديدة بمساعدة أصدقائه، ويقرر أن تكون وجهته الصحراء للعمل بها وتعميرها.
صبحى والدراما الناجحة ساهما فى تذليل العقبات أمام مستثمرين أرادوا الخروج من الوادى الضيق والاتجاه للصحراء لتعميرها بعد تصدى مسلسل «سنبل بعد المليون» بواقعية لمشاكل الاستثمار والبيروقراطية والتعقيدات الإدارية فى استخراج الأوراق الخاصة باستصلاح الأراضى الصحراوية، واستطاعت الدراما أن تغير قوانين الاستثمار فى هذا الوقت وأصدررئيس الوزراء آنذاك الدكتور عاطف صدقى أوامر بتعديل قوانين تمليك الأراضى. ونجح صبحى وفريقه فى تغيير واقع كان يعانى منه المستثمرين، المسلسل من أوائل الأعمال التى تركت الاستوديو واتجهت للتصوير الخارجى فى الصحراء.
وفى محاولة منه لتسليط الضوء على القيم العائلية والتربية وخلق جيل مختلف فاجأ النجم الكبير محمد صبحى جمهور الشاشة الصغيرة عام 1994بمسلسل وحكايات ممتدة لتسعة أجزاء بعنوان «يوميات ونيس».
ودارت الأحداث فى الأجزاء حول «ونيس» الأب صاحب الشخصية المثالية الذى يربى أولاده هو وزوجته سعاد نصر– التى توفيت قبل أحداث الجزء السادس وقام بإهداء هذا الجزء لروحها - تربية أبنائه تربية صالحة ويبدأ فى المواجهة مع المجتمع. وقد حاز المسلسل على إعجاب الكثيرين من المصريين والعرب وبعد نجاحه تليفزيونياً تم تحويله إلى مسرحية شارك فيها نفس أبطال المسلسل.
قدم صبحى للآباء والأمهات رؤيته- ككاتب للعمل مع لينين الرملى - فى تربية الأبناء والحفاظ على الهوية حيث دارت الأحداث حول هذا المضمون لخلق أجيال جديدة يكون فيها الأب عظيما والأم فاضلة، لكن هذا الأب المثالى يتفاجأ أن الحياة تغيرت واكتشف أن هناك أشخاصا فى المجتمع نفسه تحاول إفساد ما يتم زرعه فى الأبناء نتيجة للحداثة، كما أن الأحداث دارت جميعها عن كيفية تحمل الأجيال الجديدة المسئولية كأشخاص فاعلين وتبث فيهم روح الوطنية والانتماء .
لم يكتف صبحى أن يكون ممثلا وفنانا موهوبا يحافظ على هيبة وقيمة الفن لكن المسئولية المجتمعية للفنان جعلته مهموما بقضايا الوطن والناس وخصوصا المهمشين، واختار أن يعمل ويساعدهم بترؤسه مجلس أمناء مؤسسة «معًا لتطوير العشوائيات» ومن خلالها أنشأ المدينة التى قطنها حوالى 5000 أسرة من ساكنى المناطق الخطرة والعشوائية بحى السلام.