تناول الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "انفراد"، خلال برنامجه الإذاعى "صالون مصر"، على إذاعات راديو النيل والتى تضم "ميجا FM، وهيتس، وشعبى FM، ونغم FM"، تاريخ صلاح الدين الأيوبى، وأسباب هجوم البعض عليه، وتقديس آخرون له، مشددًا على ضرورة قراءة التاريخ والفقه وسيرة السلف لنتعلم من الأخطاء قبل أن نقدس الصواب.
وقال الكاتب الصحفى خالد صلاح : "ليه عندنا ناس بتقدس صلاح الدين الأيوبى وبتعتبر إنه لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه!، وناس تانية تهينه وتتعامل معه على أنه كذبة فى جبين التاريخ!"، وتابع: "أعتقد أن حضرتك سمعت الرأيين بطريقة أو بأخرى، أو شفت فيلم الناصر صلاح الدين ليوسف شاهين وسمعت فى مرة تانية يوسف زيدان وهو بيتكلم عن صلاح الدين الأيوبى ومن قبله كثيرون كأسامة أنور عكاشة وغيره واللى فاجأوا جمهورهم بأن صلاح الدين محل انتقاد كبير رغم إنه فى ضمائر ووجدان هذه الأمة وخاصة مصر واحد من كبار الأبطال المحررين الذين استردوا القدس من أيدى الصليبيين".
وواصل صلاح : "سؤالى .. هو ليه نقدسه أو نهينه؟.. هو مينفعش نتعامل مع الرئيس أو الزعيم أو القائد أو البطل بظروف عصره ونحكم عليه بالطريقة اللى عصره يسمح بالحكم بيها؟.. ونشوفه فى إطار المشكلات اللى كان هيحلها.. ونشوفه كبشر يصيب ويخطئ .. إحنا لازم كل الناس عندنا تبقى إما ملائكة أو شيطانين!؟.. هذا الأمر تسبب لنا فى مشكلات كبرى عبر التاريخ.. لأننا عاوزين نشوف الحاجات مكتملة.. أنت عارف إن فى الفتنة الكبرى عند المسلمين وفى الحروب زى الجمل وصفين، الفقهاء طلعوا وقالوا ومش عاوزين نتكلم فى الموضوع.. ودا فيه جزء منه منطقى لكن برضو هو بيقولك مش عاوزك تتكلم عشان مش عاوز صورة أى صحابى أو السلف الصالح الأول تتهز فى عينين الأجيال اللى بعدها .. طيب صلاح الدين الأيوبى مش صحابى ولا من الأجيال اللى بعدهم .. ومش من أجيال السلف الصالح .. دا مجرد قائد عسكرى بطل فى عيون ناس ومجرم فى عيون آخرين، ليه منفكرش بطريقة منطقية وعقلانية فتشوف صلاح الدين الأيوبى بشكله البشرى .. تشوفه فى المعركة قائد، وفى السياسة عمل موقف سيء وتشوفه فى حياته الإنسانية.. يمكن طلق مراته وأنت مش عاجبك الحكاية أو زعل ابن من أبنائه.. لازم يبقى شيطان أو ملاك؟".
وأضاف: "هناك هجوم كبير جدا على صلاح الدين الأيوبى فى اتجاهات مختلفة.. فيه ناس اعتبرته هدم الأهرامات لما جه مصر، وناس اعتبرته رفض تحرير فلسطين، وورث الحكم لعائلته وارتكب جرائم إنسانية فى حق الفاطميين، كل دى اتهامات نسبت إلى صلاح الدين الأيوبى.. وبعضها ربما يكون له أصل فى التاريخ، لكن من سياق تانى كانت مرتبطة بآليات وتحديات عصره، يعنى مثلًا فيه ناس قالت إنه خد أحجار من الأهرام وبنى بها القلعة بتاعته فى مصر، لكن ناس تانية قالت إن الأحجار كانت منتشرة ومكسورة لأهرامات صغيرة ضائعة فى الصحراء المصرية، وبعض الناس قالوا إنه ارتكب جرائم ضد الفاطميين ومنع عليهم الاختلاط ليقطع نسلهم ، لكن فيه ناس اتكلمت عن صراعات أخرى مذهبية وفكرية وهجوم من الفاطميين عليه وتهديد لاستقرار الدولة.. أنا لا أنحاز لهؤلاء أو هؤلاء .. نريد أن نقرأ التاريخ ليس للبحث عن ملائكة أو شياطين .. نحن نريد أن نقرأ التاريخ والفقه وسيرة السلف لنتعلم من الأخطاء قبل أن نقدس الصواب".
وأكد خالد صلاح : "لا تبحثوا عن ملائكة فى التاريخ بل ابحثوا عن أنفسكم أنتم .. شوفوا أنتم لو فى المواقف دى ممكن تعملوا إيه .. لا تنقلوا الماضى إلى الحاضر، اتخيلوا لو أنتم عايشين نفس الظروف كان هيبقى شكلنا إزاى .. السلفية يا أساتذة هى اللى بتاخد عقولكم للماضى عشان تقدسوا أشخاصا وتدينوا أشخاصا، والتحرر الفكرى إنك تتصور أن هؤلاء بشر يخطئون ويصيبون، نتعلم من الصواب والخطأ لا أن نقدسهم كملائكة فنعبد أخطاءهم أكثر مما نعبد صوابهم، ولا ندينهم كشياطين فنستبعد صوابهم أكثر مما نستبعد خطاياهم، خدوا بالكم السفلية والتحرر منها منهج واختيار".