شهدت منطقة جنوب القوقاز حربًا بين أذربيجان وأرمينيا فى مطلع تسعينيات القرن العشرين، بعدما أيدت أرمينيا انفصال "كاراباخ" عن أذربيجان، وساهمت جهود الوساطة التى بذلتها روسيا فى وقف تلك الحرب، إلا أن النزاع بين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين حول منطقة كاراباخ التى فقدت أذربيجان السيطرة عليها لم ينته، حيث أعلنت أرمينيا وأذربيجان، أمس السبت، تفاقم الوضع فى إقليم (كاراباخ) موضع النزاع بينهما.
ويستمر الصراع حيث ذكرت وكالة الأنباء الباكستانية "تسنيم" نقلا عن نائب محافظة كاراباخ التى فقدت أذربيجان السيطرة عليها، لم ينته سعيد شبسترى هيبانى أن ثلاث قذائف هاون أطلقت خلال الاشتباكات فى قره باغ، سقطت فى محافظة إيرانية شرق أذربيجان، اليوم الأحد.
وقال المحافظ: "لحسن الحظ، تسبب الحادث فقط فى انقطاع التيار الكهربائى لفترة وجيزة بسبب تلف فى خطوط الكهرباء ولم تقع إصابات"، وعقد حرس الحدود الإيرانى محادثة مع زملائهم من أرمينيا وأذربيجان، فورا بعد الحادث، وأكد الجانبان لهم أن الحادث لن يتكرر.
ومن جانبه صرح مساعد الرئيس الأذربيجانى فى القضايا الاجتماعية والسياسية، على غسانوف، اليوم الأحد فى مقابلة مع "سبوتنيك" الناطقة باللغة الأذربيجانية أن أذربيجان لا تنوى مهاجمة أرمينيا، وقال: "أذربيجان لا تستعد لمهاجمة أرمينيا. فنحن لا نهدد الأمن القومى فى أرمينيا، لكننا نسعى لتحرير الأراضى الأذربيجانية المحتلة".
وقال المستشار، إلهام علييف، إن القوات الأرمنية بدأت بقصف المنطقة التى يعيش فيها سكان أذربيجان السلميون. "وقدمنا لهم إجابة لائقة".
كانت وحدات من القوات المسلحة الأذربيجانية حررت بعض الأراضى التى احتلتها القوات المسلحة الأرمينية فى إقليم كاراباخ (قراباغ الجبلية) بهجوم شنته اليوم على مواقع الجيش الأرمينى فى مناطق آغدارا – تارتار – آغدام وخوجاوند – فضولى.
وأوضح بيان نشرته وزارة الدفاع الأذربيجانية، أنه نتيجة هجوم جوابى على مواقع قوات الأرمن فى تلك المناطق تم الاستيلاء على مرتفعات فى قرية تاليش ومنطقة سيسولان، وهضبة "لالا تابا" ذات الأهمية الإستراتيجية فى محافظة فضولى الأذربيجانية.
وتقوم وحدات الجيش الأذربيجانى بتعزيز المواقع فى تلك المرتفعات وخط الدفاع الجديد. كما أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية تدمير 6 دبابات وحوالى 15 مدفعية ومنشآت هندسية معززة لوحدات القوات المسلحة الأرمينية إلى جانب سقوط أكثر من 100 عسكرى أرمينى قتلى وجرحى.
كما جاء فى بيان وزارة الدفاع الأذربيجانية أن القوات المسلحة الأذربيجانية فقدت 12 من جنودها، إلى جانب خسارة مروحية من طراز "مى -24" ودبابة واحدة فى الاشتباكات. كذلك قتل أحد سكان القرية الأذربيجانية القريبة من خط الجبهة نتيجة تعرض منزله لقصف مدفعية أرمينية.
وكانت القوات الأرمينية بسطت نفوذها على إقليم قراباغ الجبلى (ناغورنى كاراباخ) الأذربيجانى عقب نزاع مسلح نشب فى عام 1988م، إضافة إلى السيطرة على المحافظات السبع الأذربيجانية الأخرى المجاورة له. وتوصل الجانبان فى إطار مجموعة مينسك، التى تضم فى رئاستها روسيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار عام 1994م. وتبنى مجلس الأمن الدولى أربعة قرارات تدعو أرمينيا إلى سحب قواتها من أراضى أذربيجان، لكن أرمينيا لم تمتثل لها حتى اللحظة.