اللواء طارق عبد الباسط عبد الصمد لـ"انفراد": عملى بالشرطة لم يمنعنى من استكمال رحلة والدى فى التلاوة.. لم نحرم المستمعين من تراث أبى وعرضناه عبر السوشيال ميديا.. وهذا سر عدم ارتدائى الزى الأزهرى

يعتبر الشيخ عبد الباسط عبد الصمد صاحب مدرسة فريدة في قراءة القرآن الكريم، تلك المدرسة التي لها عشاقها في كافة أنحاء العالم الإسلامي والعربي، ورغم وفاة صاحب الصوت الملائكي إلا أن تسجيلاته مازالت تطرب القلوب قبل الآذان. "اللي خلف ما ماتش"، فلم تك تسجيلات الشيخ عبد الباسط عبد الصمد بمفردها التي حافظت على هذا التراث القيم، وإنما كان لابنه اللواء طارق عبد الباسط دوراً كبير في ذلك، خاصة أنه بات امتداداً لوالده بما يمتلكه من حنجرة ذهبية. "والدي واصانا على القرآن قبل رحيله"، هكذا بدأ اللواء طارق عبد الباسط حديثه لـ"انفراد"، قائلاً، نشأت برفقة أشقائي في منزل يتم فيه قراءة القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار، ومن ثم كان القرآن الكريم هو شغلنا الشاغل على مدار اليوم. وأضاف طارق عبد الباسط: "نحن 11 أخ، كان ولدي يطلق علينا "أحدى عشر كوكبا"، لكن كنت أنا وشقيقي "ياسر" الأوفر حظاً برغبتنا في استكمال رحلة الوالد مع قراءة القرآن الكريم. وحول رحلته في التعليم، يقول "طارق عبد الباسط":"حصلت على الثانوية العامة ولم يتدخل والدي في رغباتي في الإلتحاق بأي كلية، وفوجىء بأنني أرغب في الإلتحاق بكلية الشرطة، وتخرجت منها بعد 4 سنوات، كنت خلالها أحيي الحفلات والمناسبات خاصة في عيد الشرطة، وأصبحت معروفاً للجميع". وتابع "طارق عبد الباسط"، رحل والدي وأنا ضابط برتبة "نقيب"، وكان قد أوصاني بالقرآن، وبعد تفكير طويل قررت الإستقالة من الشرطة للتفرغ لقراءة القرآن الكريم، وكتبت طلب إستقاله وقدمته لوزير الداخلية "عبد الحليم موسى" وقتها، فرفض الطلب، بعدما التقيته وشرحت له أسباب الإستقالة للتفرغ للقرآن، فشجعني على الاستمرار في المسارين العمل والقراءة مع توفير المناخ المناسب لذلك. وأردف "طارق عبد الباسط": كنت أعمل بالشرطة نهاراً وأقرأ القرآن في المناسبات ليلاً، ولم يمنعني عملي في إحياء ليالي القرآن في العديد من الدول العربية التي كنت أجد حفاوة كبيرة من مواطنيها في إستقبالي، لكن كنت أتجلى في القراءة بالصعيد، خاصة أن أهل الصعيد يعشقون الشيخ عبد الباسط وأبنائه. وعن أسباب عدم ارتدائه الزي الأزهري، يقول "طارق عبد الباسط": كنت أعمل بجهاز الشرطة ومن الصعوبة بمكان ارتداء الزي الأزهري، لكن لدى سفري خارج مصر كنت أرتديه لما له من وقار واحترام، واستمر هذا الأمر حتى عام 2016 حيث خرجت على المعاش برتبة لواء. وأوضح طارق عبد الباسطـ، أن والده كان يعشق سماع أم كلثوم وقد حضر لها حفلة بالأوبرا، حتى قال مقدم الحفل أرى عمامة شيخ، وتبين أنه الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، فضلاً عن عشقه لسماع فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وسعاد محمد ووديع الصافي وغيرهم، وكان المواطنين في خمسينات القرن الماضي يقولون :"ربنا أكرمنا بـ 3 تبدأ أسماؤهم بعبد، وهم عبد الناصر وعبد الباسط وعبد الحليم"، لافتاً إلى أن والده كان حريصاً عن الابتعاد عن المشهد السياسي. وعن علاقة والده بباقي القراء من أبناء جيله، قال "طارق عبد الباسط": لم يكن هناك أجواء تنافسية بين الوالد وأبناء جيله، لأن كل شيخ منهم له مدرسته الخاصة، فضلاً عن حرصهم على الترابط وتشجيع كلا منهم للآخر، فقد كانوا الجيل الذهبي لقراءة القرآن لكن هذه الأيام تشهد ضعف في القراءة. وحول تراث الوالد، يقول طارق عبد الباسط: حرصنا على جمع القراءات النادرة للشيخ، وتم وضعها في جروبات وعلى اليوتيوب وعبر السوشيال ميديا، حتى يتمكن عشاق الشيخ من الاستمتاع بهذه القراءة فلم نحرم أحد منها.