"الشقيانين فى عز الحر".. عمال النظافة يبحثون عن الرزق فى الشوارع رغم الصيام وارتفاع درجات الحرارة.. العاملون بأسيوط: نحتمى من الشمس بظل الأشجار ثم نعاود عملنا.. والعاملات بالعاشر: "أهم حاجة أولادنا"..

يجوب عمال النظافة شوارع المحافظات بحثا عن الرزق الحلال، متحدين ارتفاع درجات الحرارة والعرق والصيام فى "عز الشمس"، من أجل كسب لقمة عيش لهم ولأبنائهم بدلا من سؤال الغير. ففى أسيوط، يمسك عمال النظافة بعربات حديدية ومكانس خشبية فى أيديهم ويجوبون شوارع وميادين أسيوط، ذهابًا وإيابًا لرفع القمامة وإعادة بريقها ونظافتها دون كلل أو ملل، متحدين أشعة الشمس الحارقة وارتفاع درجة حرارة الجو، ومواصلة عملهم أثناء الصيام فى نهار شهر رمضان الكريم. والتقى "انفراد" عددا من عمال النظافة بحى شرق مدينة أسيوط، أثناء عملهم فى نظافة الشوارع تحت أشعة الشمس وفى نهار رمضان. وقال سيد عبدالحليم، عامل نظافة بحى شرق مدينة أسيوط، لـ"انفراد": "أنا بنزل الشغل يوميا من الساعة السادسة صباحًا وحتى الساعة الواحدة ظهرا فى نظافة شارع الثورة بدءا من مدرسة إسماعيل القبانى وحتى مديرية الأمن بشارع الهلالي، وذلك خلال شهر رمضان الكريم"، مشيرا إلى أنه يجلس تحت إحدى الأشجار للاحتماء من حرارة الجو وأشعة الشمس الحارقة، لبضع دقائق واستئناف العمل من جديد". وأضاف عبدالحليم، بعد انتهاء فترة الراحة من أشعة الشمس أقوم بالمشى بالشوارع ممسكا بعربة حديدية والمكنسة الخشبية ذهابا وإيابا، بعدها أقوم بتفريغ سلة القمامة البلاستيكية من على أعمدة الإنارة بالشارع ووضعها فى العربة، ثم السير فى الشارع واستكمال النظافة؛ مؤكدا أنه يحب عمله الذى يتقاضى أجره عليه؛ مناشدا المواطنين بالحفاظ على نظافة الشارع وعدم إلقاء أى مخلفات فى الشارع وألقاها داخل سلة القمامة البلاستيكية على اعمدة الإنارة. وأوضح أحمد ابراهيم، عامل نظافة بحى شرق مدينة أسيوط، لـ"انفراد": " أعمل على نظافة الشوارع وإعادة بريقها وشكلها الجمالى حتى يشعر المواطنون أن المحافظة نظيفة وأكثر جمالا، مضيفا": برغم مشقة العمل فى صيام نهار رمضان وتحت أشعة الشمس، إلا أننى أحب أن أؤدى عملى على أكمل وجه وأقوم بالاحتماء من أشعة الشمس واستكمال العمل بعد أن تهدأ حرارة جسمي. ومن جانبه، قال سيد عبد الرازق عبدالمجيد، مدير قطاع النظافة بحى شرق مدينة أسيوط، لـ"انفراد": عمال النظافة يعملون 3 ورديات يومياً، بناء على تعليمات اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط، والدكتور محمد حلمي، رئيس حى شرق مدينة أسيوط، وأحمد ثابت مدير جهاز مرفق النظافة والتجميل، يبدأ العمال العمل من الساعة السادسة صباحا وحتى الساعة الواحدة ظهرا، بعدها تبدأ الوردية الثانية أو الساعة الثالثة عصرا، وحتى الساعة السابعة مساءا، والوردية الثالثة تبدأ من بعد المغرب حتى الساعة الواحدة او الثانية صباحا على حسب كثافة العمل". وقال الدكتور محمد حلمى، رئيس حى شرق مدينة أسيوط، أنه تم تكليف مسئول النظافة بالحي، بإعطاء عمال النظافة وقتا من الراحة خلال نهار رمضان، لمواجهة ارتفاع درجة حرارة الجو وأشعة الشمس الحارقة، مشيرا إلى أن عمال النظافة يؤدون عملهم على أكمل وجه وإظهار المدينة بالصورة اللائقة، مؤكدًا امتنانه للجهد الذى يبذلونه فى ظروف قاسية وسط حرارة الجو والصيام، كما يقوم قسم النظافة والمتابعة الميدانية بحى شرق مدينة أسيوط بالمرور اليومى على الشوارع والميادين لرصد اى تجمعات للقمامة والمخلفات. وأعلن اللواء جمال نور الدين، محافظ أسيوط، رفع حالة الطوارئ بجميع المستشفيات والوحدات الصحية ومرفق الاسعاف والتنسيق مع المستشفيات الجامعية فى ظل الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة والتى تخطت لـ 48 درجة مئوية والاستعداد لاستقبال أى بلاغات لحالات اصابة بالإجهاد الحرارى والتعامل الفورى معها فضلا عن رفع حالة الطوارئ بجميع المرافق الأساسية وقوات الحماية المدنية تحسباً لنشوب حرائق. عاملات النظافة بالعاشر.. يبحثن عن الرزق فى عز الصيام والشمس ومن أسيوط إلى مدينة العاشر من رمضان، تراهم فى شوارع المدن الجديدة يجوبن الشوارع فى عز الشمس والصيام خلال أيام رمضان، مرتديات الزى الأخضر، وقلوبهن عامرة بالحياة والعمل والصبر، لكل منهن حكايتها الخاصة، قد يشتركن فى ملامحهن وحكاياتهن، لكن لكل منهن قناعة وحلم يخصها، بعضهن تزوج من كبار بالسن والأخريات يعشن بثقافة ظل الرجل لكن جميعهن يرضين بالرزق الحلال حتى لو كان قليلا. فى شوارع العاشر من رمضان أقدم المدن العمرانية الجديدة، رصدت كاميرا "انفراد" حكايات عاملات اليومية فى إحدى شركات النظافة، وهن مجموعة من النساء جاءت بهم الشركة من قرى ومراكز محافظة الشرقية، وبالتحديد من مدينة مشتول السوق. وروت سامية محمد نجيب 40 سنة، كيف رزقها الله من زوجها الأول بولدين أصبحا الآن رجلين، محمد دبلوم، وأحمد مريض بالقلب، رغم طلاقها منذ سنوات، استجابة لحديث أهلها فى ضرورة الزواج منعا لكلام الناس، فتزوجت من رجل يكبرها فى السن ومريض، لكنها أنجبت منه ولد وبنت محمود رابعة وكوثر فى خامسة، وعاشت مع أولادها الأربعة وزوجها الثانى تربيهم بالحلال. "سامية" تعلم كعاملة نظافة منذ أكثر من 3 سنوات، تحصل على راتب يصل لـ700 جنيه، لكن ما تجمعه خلال عملها يجعل الحياة تسير، قائلة: "ربنا بيسر من باب الله وهناك من يساعدونا خلال مرورهم علينا ونحن نعمل فى الشارع فى الشمس والمطر، وخير بلدنا كتير، وريسنا حاسس بينا كفايا التموين اللى بناخده ببلاش، وبنروح ونجى على ولادنا، ربنا يسترها ونعيش أحسن". لم تحلم سامية بشقة، أو سيارة، لكنها تتمنى أن يعيش أولادها سعداء، وأن يقدرها الله وتكمل تعليمهم، هكذا اختتمت سامية حديثها مع "انفراد"، بابتسامة تفاؤل وأمل. أما إيمان عيد رمضان 23 سنة، لم تختلف حكايتها كثيرا عن صديقتها سامية، فهى جاءت من الفيوم إلى مشتول السوق بالشرقية، بعد زواجها من رجل يكبرها بـ20 عاما، فهى ابنة صياد له 7 أبناء هى أكبرهم، تزوجت وهى فى سن صغيرة ورزقها الله بطفل تربيه مع أبيه الذى يعمل فى مجال الخرصانة، لكن الحظ عاندها وأصيب زوجها بالمرض، فقررت أن تخرج للعمل فى مدينة العاشر من رمضان فى إحدى شركات النظافة وتحصل على راتب 750جنيها. حين تتحدث مع إيمان يمكنك ببساطة أن تلحظ اليأس الذى يسيطر عليها، ونقمتها على الحياة التى تعيشها وهى ترى نفسها طفلة صغيرة، لكن الله يعينها على تحمل مسئولية طفلها وزوجها المريض. تحكى إيمان كيف تخرج فى الخامسة والنصف فجرا بعد إنهاء التزامات منزلها وتستقل سيارة الشركة الساعة السادسة لتكون فى موقع العمل الثامنة صباحا، لتعمل فى أكثر من موقع طبقا لتوزيع الشركة لهم، وعن أحلامها قالت: "نفسى يبقى عندى مشروع لبيع الخضار أمام منزلى، خمسة آلاف جنيه كافية لبدء مشروعى والمكسب والخسارة من عند ربنا لكن ربنا كبير، وبلدنا حلوة". هكذا اختصرت النساء أحلامهن فى الستر والصحة والعمل، مهما كانت الظروف.








































































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;