مثلها مثل كثير من الفتيات حصلت على دبلوم فنى تجارى وتزوجت فى التاسعة عشر من عمرها، وبعد 5 سنوات من حياتها كربة منزل أنجبت طفلين وتقوم بواجبات منزلها بشكل يومى.
وجدت مروة نفسها فى حاجة ملحة للعمل والخروج من عباءة ربات المنزل والشعور بكيانها، بالإضافة إلى حاجتها لفتح باب رزق تحصل على ما يجعلها تساعد زوجها صاحب محل قطع غيار الدراجات البخارية فى أعباء المعيشة، وتضمن معه توفير حياة كريمة لطفليهما، وبحثت مروة كثيرا عن عمل يتناسب من مؤهلها ولكن جميع محاولاتها لم تفلح، وخلال جولتها فى البحث عن عمل تعرضت للكثير من المواقف وشاهدت مواقف أخرى تعرضن لها الفتيات والسيدات جعلتها تؤمن أن تعلم القيادة ضرورة لكل فتاة وسيدة، حتى تمتلك سيارة مهما كانت إمكانياتها ضعيفة ولكنها ستجنبها الكثير من المواقف السيئة التى تتعرض لها فى المواصلات العامة أو حتى مع قائدى التاكسى.
وهنا طرأ على ذهن مروة فكرة تعليم الفتيات والقيادات القيادة.. تقول مرة: "أبى رحمة الله عليه علمنى القيادة وقال لى ستحتاجينها يوما ما، لم أكن أعلم أنها ستكون أهم ما تعلمته فى حياتى ومصدر رزقى، لقد بدأت عملى منذ 13 سنة بالذهاب إلى إحدى مدارس تعليم قيادة السيارات وعرضت عليهم العمل معهم على أن أقوم أنا بتعليم الفتيات والسيدات القيادة، ورحبوا بالفكرة خاصة أن فى هذا الوقت كان معروفا أن كثير من السيدات والفتيات يرغبن فى تعلم القيادة، ولكن يمنعهن أن المدربين من الرجال، وبدأت العمل ودربت العديد من الفتيات والسيدات وبدأت أشتهر وانتقلت من مدرسة إلى أخرى، حتى قررت منذ عامين افتتاح مدرسة خاصة بى وأمتلكها أنا، وكنت أخشى الفشل خاصة أن المسئولية كبيرة، ولكن الحمد لله وفقت كثيرا وأصبح لدى فريق من المدربين وأستقبل أكثر من 500 سيدة وفتاة أعلمهن القيادة كل عام".
وأشارت مروة إلى أن عملها هذا لم ينسيها دورها كأم وربة منزل حتى لو للحظة واحدة، مؤكدة أن لديها ولد وبنت، حيث تبدأ يومها فى السادسة صباحا تحضر أبناءها للذهاب لمدرستهم وتقوم بواجبات منزلها، ثم تذهب لعملها وبعد انتهاء ساعات عملها تعود فى المساء لتحضر الطعام ثم تسهر على مساعدة أبنائها فى إنهاء واجباتهم المدرسية.
وعن أصعب المواقف التى تعرضت لها مروة أثناء تعلم القيادة هو فوبيا السيدات من السيارات النقل، مؤكدة أن بعضهن يترك عجلة القيادة عندما تواجهها سيارة نقل، وعليها أن تنقذ الموقف بصفتها المدربة.
وانتقدت مروة الساخرين من قيادة النساء للسيارات بمقولتهم الشهيرة "الستات مبتعرفش تسوق"، مؤكدة أنهم عندما يبحثون عن سيارة لشرائها يشترطون أن تكون كانت تمتلكها سيدة حتى تكون السيارة بحالة جيدة".