تسلمت المخابرات المصرية، فى الساعات الأخيرة من مساء الثلاثاء، من الجيش الوطنى الليبى، أخطر العناصر الإرهابية «هشام عشماوي» الذي خطط ونفذ العديد من العمليات الإرهابية فى مصر وليبيا، بعد أن تم القبض عليه فى أكتوبر الماضى.
"انفراد" يوضح فى خطوات عشماوى، من الميلاد وحتى الحصول على لقب أخطر إرهابى بالشرق الأوسط.
هشام على عشماوى مواليد يونيو 1978، التحق بالكلية الحربية فى عام 1996، وبعد تخرجه انضم لسلاح المشاة ثم أصبح ضابط صاعقة.
عرف عشماوى بالإلتزام بالتدريبات، كان صارماً وجادًا، بدءًا من فرقة الصاعقة الأساسية فى الكلية الحربية حتى فرق التدريب الاحترافي في الولايات المتحدة الأمريكية "سيل" التى لا يحصل عليها سوى الضباط المميزين"، ليستغل تلك التدريبات وهذا العلم العسكري لينقلب على بلده التى كان لها الفضل بعد الله فيما وصل له.
عرف عن "عشماوى" قبل التحول عشقه سماع الأغانى ومتابعة المباريات بشغف وحب.
قضى "عشماوى" فترة ليست بالقليلة فى سيناء خلال خدمته بأرض الفيروز، ولعل هذا الأمر الذى ساعده فيما بعد بالتخطيط وشن العمليات الإرهابية الخسيسة، تجاه من كان يوماً بينهما يحمونه ويدافعون عن عرضه وشرفه.
"تحول المسار"
عام 2011 كانت بداية التحول بعد أن فصل "عشماوى" من القوات المسلحة، حيث كانت هناك العديد من الأسباب خلف هذا الفصل، لعل أبرزها تطرفه الدينى، ومرضه النفسى كما شهد أحد الضباط وحجزه بإحدى المستشفيات العسكرية بعد وفاة والده طبقاً لنصوص التحقيقات.
بدأ بعد ذلك فى قراءة كتب الفقة لابن تيمية، وتصفح المواقع الإلكترونية الإسلامية، ومشاهدة العمليات العسكرية للجيش الأمريكي في العراق، والاستماع لتسجيلات القيادي في تنظيم القاعدة أبومصعب الزرقاوي.
اصطحب "عشماوى" زوجته وأطفاله لاعتصام رابعة قبل الفض بثلاثة أيام، كما أصر على صلاة العيد بالاعتصام، كما روت زوجته خلال التحقيق معها.
"بداية الإرهاب"
فى صبيحة أحد أيام سبتمبر 2013، وقف عشماوى يتابع موكب وزير الداخلية الأسبق " محمد إبراهيم"، لاستهدافه لكن المنفذ أخطأ فى التفجير بثواني معدودة لتفشل العملية.
صبيحة اليوم التالى اقتحمت قوات الأمن منزل عشماوى، وضبطت الأوراق والأدلة التي تثبت تورطه في محاولة الاغتيال، والزي العسكرى الذى كان يستخدمه، وقتها أُعلن رسميًا وللمرة الأولى أن أحد مخططى العملية هو هشام على عشماوى، الضابط السابق بسلاح الصاعقة.
اختفى عشماوى بعد تلك العملية، لتتواصل المعلومات حول أنه انضم لجماعة أنصار ببت المقدس بسيناء، وأن عملية محاولة اغتيال وزير الداخلية، كانت أولى عملياته الإرهابية.
بعدها بثلاثة أشهر ارتبط اسم "عشماوى" بالعديد من العمليات الإرهابية، وأشهرها استهداف مديرية أمن الدقهلية في ديسمبر 2013، التي أسفرت عن مقتل 14 وإصابة العشرات، ثم مذبحة كمين الفرافرة في يوليو 2014 التى استشهد فيها 28 مجندًا في القوات المسلحة، وإحالته فيها المحكمة العسكرية غيابيًا للمفتى مع 13 متهما.
كان حادث الفرافرة نقطة فارقة لينطلق "عشماوى" كقائد للتنظيم الإرهابى بسيناء، إلا أنه وبعد أن قامت القوات المسلحة باستهداف الإرهابيين الذين نفذوا الهجوم، وملاحقتهم أرضاً وجواً، هرب عشماوى إلى الأراضى الليبية خوفاً على حياته.
بعدها بأيام أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس انضمامها «لداعش» في نوفمبر 2014، وقتها انشق عنها "هشام" وأسسس تنظيما جديدا يسمى "المرابطون" من ليبيا موالي لتنظيم القاعدة، أعلن عنه في مقطع صوتي في يوليو 2015، ودعا فى رسالة صوتية أذيعت أنذاك إلى الجهاد: “أناشد أهلي وإخواني المسلمين، هبوا لنصرة دينكم وللدفاع عن دمائكم وأعراضكم وأموالكم، هبوا في وجه عدوكم ولا تخافوه وخافوا الله إن كنتم مؤمنين“، وكما هو متوقع، كان لتنظيم "داعش" رد فعل، فأصدر بيانًا يبيح دم هشام لارتداده عنها.
"ملاحقة القضاء"
صدر بحق "عشماوي" في ديسمبر 2017، حكمًا غيابيًا بالإعدام رفقة 10 آخرين من قبل المحكمة العسكرية في قضية "أنصار بيت المقدس 3" التى تتضمن 17 واقعة من بينها التخطيط لتفجير قصر الاتحادية .
"سقوط الصندوق الأسود"
فى أكتوبر الماضي، أعلن مكتب الإعلام التابع للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، إلقاء القبض على الإرهابى هشام عشماوى أمير تنظيم داعش فى درنة.