كشف موقع "دايلى بيست" عن استمرار فضيحة المعلومات الاستخباراتية الأمريكية بعد أن كشف مجموعة من محللى الاستخبارات الأمريكية عن تلاعب الجيش بتقاريرهم حول الحرب ضد داعش لتتماشى مع تصريحات البيت الأبيض فى فبراير الماضى.
وقال محللون استخباراتيون إنهم أٌجبروا على ترك عملهم فى التحليل الاستخباراتى الخاص بسوريا لعدم السير على نهج إدارة أوباما فى الحرب.
وأوضح اثنان من كبار محللى الاستخبارات فى القيادة المركزية الأمريكية أن الجيش أجبرهم على ترك مناصبهم بسبب تقاريرهم التى تشكك فى جماعات المعارضة السورية المدعومة من الولايات المتحدة، حسبما أفادت ثلاث مصادر مطلعة على الأمر.
ورأت دايلى بيست أن هذا التطور يمكن أن يكون حالة انتقام من العاملين بالقيادة المركزية الأمريكية بعدما اتهم المحللون رؤسائهم بالتلاعب بالتقارير الاستخباراتية الخاصة بالحملة الأمريكية على داعش لرسم صورة أكثر وردية عن التقدم الذى يتم إحرازه فى هذه الحرب.
وأشار الموقع إلى أن أحد هؤلاء الذين يزعمون الانتقام منهم يعد المحلل الأبرز للقضايا السورية فى القيادة المركزية. وشكك هو وزميل له فى قدرات جماعات المعارضة والتزامهم بالأهداف الأمريكية فى المنطقة.
وجعلت هذه الآراء المتشككة المحللين على خلاف مع القيادة العسكرية التى تنبأت العام الماضى بأن ما يسمى بالمعارضة المعتدلة المكونة من 15 ألف من القوات البرية ستهزم داعش فى الأراضى التى يسيطر عليها فى سوريا والعراق. وكان برنامجا أوليا بقيمة 500 مليون دولار لتدريب وتسليح هؤلاء المقاتلين قد فشل. وبرغم ذلك، زعم قادة البنتاجون أن العملية تسير بشكل ناجح.
وكانت مزاعم سابقة من القيادة المركزية، وهى القيادة العسكرية المسئولة عن الإشراف على الشرق الأوسط قد ركزت على القادة الذين تنصلوا من تقارير استخباراتية عن الجهود الأمريكية لمهاجمة داعش وتقويض عملياته المالية. والآن تثير تحليلاتهم مشكلة حول كتابة التقارير عن جماعات المعارضة السورية، وهو ما يشير بدوره إلى أن هناك مشكلة منهجية أوسع مما كان يعتقد من قبل، بحسب ما قال أحد المحللين.
ويحقق المفتش العام بوزارة الدفاع الأمريكية وفريق من الكونجرس فى مزاعم التلاعب بالتقارير الاستخباراتية عن داعش. وكانت بيئة العمل فى القيادة المركزية قد وصفت بأنها سامة ومعادية. وبحسب ما نشر دايلى بيست من قبل، فإن أكثر من 50 من المحللين الاستخباراتيين العسكريين قالوا أن كبار المسئولين دققوا بشكل أكبر فى التقارير التى تتحدث عن أن الجهود الأمريكية لتدمير داعش لا تحرز تقدما.
وفى تطور آخر، فإن مدير التحليل فى القيادة المركزية جريجورى هوكر، قد أعيد تكليفه بمهمة أخرى فى بريطانيا، حسبما أفادت ثلاث مصادر مطلعة. وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد قالت فى تقرير لها العام الماضى أن هوكر يقود مجموعة من المحللين الذين يعترضون على التقارير الخاصة بداعش.
ولا يوجد ما يشير على أن تكليف هوكر بمهمة جديدة كان خطوة انتقامية من رؤسائه، بل أن البعض يشير إلا أنه هو من طلب ذلك. لكن بالنسبة للمحليين الذين يتهمون رؤسائهم بالسلوك غير السليم، فإن المناخ أصبح مثيرا للقلق، وأن بعضهم أصبح يخشى الآن على وظائفه. وقال أحد المسئولين لدايلى بيست " إنهم جميعا يشعرون بالرعب طوال الوقت".