- واجه الجنرال ديجول فى كوناكرى: نفضل أن نعيش بحريتنا كفقراء على أن نعيش عبيداً بترف
دور الفرد فى التاريخ
مضت مواكب التاريخ تتقدمها دول وتتأخر فيها غيرها، وبين حقبة وأخرى تتبدل المواقع، ويتقدم المتأخرون والعكس. ولأن الدول تتأسس على ركائز اجتماعية عمادها البشر، فحركة التاريخ إنما هى فى جوهرها توثيق لحركات البشر. وعلى امتداد كتاب الزمن المفتوح لمعت بلدان وتألق نجمها، وكان لبعض أبنائها فضل فى هذا اللمعان، بقدر تميزهم الفردى الواضح وقدرتهم على الاندماج فى جماعتهم وسياقهم. وعلى امتداد أيام رمضان نفتح تلك المساحة لاستضافة باقة من رموز التاريخ القديم والحديث، ممن لعبوا أدوارا عظيمة الأهمية والتأثير، وقادوا تحولات عميقة الفعل والأثر فى مجتمعاتهم، وربما فى العالم وذاكرته ووعيه بالجغرافيا والزمن والقيم، فكانوا مصابيح مضيئة فوق رؤوس بلدانهم، حتى أننا نراها اليوم ونستجلب قبسا من نورها، تقديرا لأدوار فردية صنعت أمما وحضارات، ولأشخاص امتلكوا من الطاقة والطموح والإصرار ما قادهم إلى تغيير واقعهم، وإعادة كتابة التاريخ.
هناك الكثير من الشخصيات الذين سطروا التاريخ، وتركوا بصمة واضحة على الساحة التاريخية، ولاتزال ذاكرة التاريخ تسطر أمجادهم. ولقد كان فى وسع التاريخ أن يمر بمدينة فارانا، كما مر بملايين المدن والقرى، دون أن يتريث عندها كما تريث عند مدينة فارانا التى أفرزت رجلا أخرج الاستعمار الفرنسى من أرضه دون حرب أو إراقة للدماء، وأجبر الفقراء على حبه بانحيازه لهم، وأجبر أعداءه على احترامه، حتى بعد مماته، وجعل لشعبه قيمة بين الشعوب، وفتح آفاق الوحدة فى العالم الأفريقى.
هذه المدينة التى قدمت أحمد سيكو تورى للعالم، مدينة فارانا منبع نهر النيجر الذى يعطى الحياة والماء لجميع دول المنطقة.
لقد كان سيكو تورى أحد الوجوه التحررية البارزة فى أفريقيا مع الزعيم المصرى الراحل جمال عبدالناصر والغانى نكروما والمناضل الكونغولى باتريس لومومبا، وكانت له علاقات حميمة بالزعماء العرب وعلى رأسهم جمال عبدالناصر الذى سُميت باسمه أكبر جامعة فى غينيا «جامعة جمال عبدالناصر» فى كوناكرى، فضلا عن العلاقات المتميزة التى ربطت بين الشعبين المصرى والغينى بفضل الزعيمين.
وقد حصل سيكوتورى على العديد من الجوائز اعترافا بدوره المتميز فى القارة السمراء منها جائزة لينين للسلام فى مايو 1961، وقلادة النيل من الرئيس الراحل عبدالناصر أثناء زيارته لمصر فى 1961، والدكتوراه الفخرية فى التاريخ الإسلامى من جامعة الأزهر تقديرا لدوره وكفاحه ضد المستعمر فى القارة الأفريقية إلى أن توفى فى مارس 1984.
فصل سيكوتورى من مدرسة فى كوناكرى لتنظيمه مظاهرة إضراب عن الطعام فيها
لم تكن نشأة سيكو تورى مختلفة عن بنى وطنه، فكانت نشأة بسيطة، فى جو محافظ دينيا وثقافيا، وُلد فى 29 يناير 1922، فى مدنية فارانا، فى أسرة ريفية ملتزمة دينيا، وينتسب إلى قبيلة مانديكا، التى كان لها دور نضالى كبير ضد الاحتلال الفرنسى، فجدّه هو «الإمام سامورى تورِى»، مؤسس إمبراطورية واسولون، الذى قاد الحركة الوطنية ضد المحتل الفرنسى حتى نهاية القرن التاسع عشر.
أنهى سيكو تورى دراسته القرآنية فى مدينته فارانا وهو طفل صغير، ثم انتقل إلى مدينة كسِيدوغو ليلتحق بالمدارس الفرنسية عام 1936، وسعى بعد ذلك مضطرا إلى مواصلة دراسته الصناعية والتقنية فى مدرسة (George Poiret) فى كوناكرى، لكن تم فصله منها لتنظيمه مظاهرة إضراب عن الطعام فيها.
اطلع فى تلك الفترة على أعمال فلاسفة الشيوعية فانبهر بهم، وبخاصة كارل ماركس وفلاديمير لينين، ثم حاول سيكوتورى الدخول فى غمار الوظائف، ولم يكن له حظ إلا فى وظائف ليست ذات قيمة، لكنه استطاعَ من خلالها تمويل تعليمه وإكماله بدورات بالمراسلة، ولذا لم يحصل على مؤهل أكاديمى رسمى.
سيكو تورى يقود تظاهرات وإضرابات عمالية ويؤسس أول نقابة غينية
فتح سيكو تورى عينيه على العالم ودولته تحت الاستعمار الفرنسى، حيث كان لفرنسا فى جنوب الصحراء الكبرى كتلتان كولونياليتان كبيرتان، وكان النظام الفرنسى الكُولونيالى نظاماً إداريا مركزيا، ذاق الأفريقيون فى ظله العذاب والعنف والتفرقة العنصرية.
فى عام 1940 عمل أحمد سيكو تورى محاسبا لشركة النيجر الفرنسية، وحاول أثناء عمله فيها، إكمال دراسته، واجتاز الاختبارات بجدارة، ما مهد له الطريق للانضمام إلى قسم الاتصالات (البريد، والبرق، والهاتف) بالإدارة الفرنسية.
بدأ سيكو تورى- خلال عمله فى البريد- يشجع زملاءه على تنظيم إضراب عن العمل لمدة شهرين لأجل الحصول على امتيازات جيدة، فاندلع صراع عنيف بين معسكر سيكو وزملائه وبين الإدارة الفرنسية، وانتهى به الأمر إلى الاستقالة عام 1941.
برغم فصله من العمل واصل مقاومته وكفاحه، وكانت تلك المظاهرات فى العهد الكولونيالى مثمرة، حيث نجح سيكو تورى فى تأسيس النقابة الغينية الأولى، نقابة عمال البريد والاتصالات فى عام 1945، وأصبح أمينها العام فى عام 1946.
وبعد تأسيس النقابة اتجه سيكو تورى إلى التعاون مع الاتحاد النقابى العمالى الفرنسى الكونفدرالى المنتمى إلى الحزب الشيوعى الفرنسى، وأسس كذلك مركز النقابة الفرنسية الغينية: «اتحاد نقابات العمال» فى غينيا.
سيكو تورى عمدة لكوناكرى
لقد كانت أوائل الخمسينيات من القرن المنصرم فترة حاسمة فى حياة سيكو تورى السياسية، حيث قاد العمال إلى الإضراب العام، وفى 14 يونيو 1950 حُكم على تورى بالسجن 6 أيام إثر دعوته إلى الإضراب، فمضى يوما أو يومين فى الحبس الاحتياطى قبل إصدار الحكم عليه، قبل أن تعطل محكمة كوناكرى تنفيذ هذا الحكم.
وعندما توفى الشخصية السياسية المعروفة فى غينيا آنذاك «ياسين جالو» عام 1954، احتل سيكو تورى مكانه، لأنه كان قد احتل مكانا كبيرا فى قلوب الشباب والنساء، تحت راية الحزب الديمقراطى الغينى فى الانتخابات التى خاضها مع بارى جوادو، زعيم حزب الكتلة الأفريقية فى غينيا، وخسر فيها تورى، وقد زعم أن خسارته تعود إلى تلاعب الفرنسيين بصناديق الاقتراع لصالح منافسه، وفى العام نفسه تم اختياره عمدة لكوناكرى.
الانفصال التام عن باريس
فى 25 أغسطس 1958 قام الرئيس الفرنسى الجنرال ديجول بزيارة لغينيا لإقناع الغينيين وعمدة كوناكرى سيكو تورى بالبقاء تحت وصاية فرنسا، باختيار «نعم» فى الاستفتاء المُرتقب، وكان ديجول يتوقع استقبالا حافلا من الغينيين احتراما وتوقيرا لمنصبه الرفيع، إلا أن سيكو تورى كان له رأى آخر، أراد أن يضع لهذه العادة حدا، وأراد أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه، ومضى نحو حرب استعادة سيادة أرض وطنه المحتلة من قِبل باريس.
سيكو تورى يُلقى خطبة تاريخية وديجول يتوعده بعواقب
لقد كان سيكو تورى على قدر كبير من العبقرية ورجاحة العقل، الذى من خلاله تمنى أن يبعث الروح العاطفية المؤثرة فى الناس فكريا وحسيا وانفعاليا، بواسطة مهاراته الخطابية الملامسة لحاجة الناس.
فوجئ الجنرال ديجول بسلوك المستقبلين له بشوارع كوناكرى، وهم يصرخون بكلمة (Independence) الاستقلال، وعندما وصل إلى القصر الشعبى، وقف البطل الغينى على المنصة، وهو ابن 35 عاما، ليلقى خطبة تكتب بماء الذهب، يرددها جيل بعد جيل، ومما قاله فيها: «السيد رئيس حكومة الجمهورية الفرنسية: إن هناك لحظات حاسمة فى حياة الأمم والشعوب تحدد مصيرهم، لحظات تاريخية نسجتها أيادى الأبطال بطريقتهم الخاصة، طريقة تعبر عن التطور البشرى وعن جهاده...
نعلم أنكم كلفتم بمهمة الحفاظ على وحدة المجتمع الفرنسى، هذا طموح وجهد نبيل، يُفترض من خلاله أن تفهم مطالب الشعوب الملتصقة بالمجتمع الفرنسى واحترام وعيها... فى الواقع، يجب ألا تكون الأراضى الأفريقية الحالية AOF وAEF كيانات سرمدية، فسوف تتحولان إلى دولتين قويتين صديقتين لفرنسا، ليسود الاحترام الإنسانى والاجتماعى، وكذلك الاقتصادى والسياسى لدستور برلمانات هذه الدول وحكوماتها الديمقراطية.
نحن الإفريقيين فى غينيا، على ثقة بأن شجاعتنا وولاءنا وسعينا المتواصل المُنتج للخير، وحبنا للعدالة والتقدم، سيقود، مع مرور الوقت، قوة مجتمعنا مستقبلا نحو الازدهار والحرية... سوف يؤكد الاستفتاء فى 28 سبتمبر أن الموقف الغينى مواتٍ فقط لما ينص عليه الدستور:
الحق فى الاستقلال والمساواة القانونية بين الشعوب المعنية، حق يعادل حرية هذه الشعوب لبناء مؤسسات يختارونها، وممارستها فى نطاق واسع فى ولاياتهم وفى مجتمعاتهم، وإعطائهم قوة تقرير المصير والحكم الذاتى.
بدون قانون الانفصال، سوف تكون العلاقات الفرنسية الأفريقية فى الوقت الراهن علاقة عشوائية، أو ضبابية، ومفروضة على الجيل الناشئ.
سيسهل الاستفتاء التضامن الفعال بين الشعوب والدول الحليفة، ولقد قلنا لكم بصراحة، ما مطالب الشعب؟... مطالبنا الأولى وحاجتنا الأساسية: كرامتنا، بحيث لن تكون هناك كرامة دون حرية، فنحن نفضل أن نعيش بحريتنا كفقراء على أن نعيش عبيدا بترف». وقعت هذه الخطبة على الجنرال ديجول وقوع الجمرة فى الهشيم، لأن الحلم الفرنسى لمشروع المجتمع الفرنسى تحول إلى كابوس فى غينيا، وربما فى أفريقيا أجمع، وأجاب الرئيس الفرنسى فى نبرة غاضبة: «حسنا يمكنكم أن تحصلوا على استقلالكم، لن تعترض فرنسا، لكن سيكون هناك بالطبع عواقب».
الغينيون يتصدون للخطة الفرنسية بقيادة سيكو تورى
بعد أن رجع ديجول خائبا من موقف الغينيين وعمدتهم سيكو تورى رئيس الحزب الديمقراطى الغينى الذى يتمتع بشعبية ساحقة، نجح سيكو تورى فى تهميش نفوذ الممثل الفرنسى فى غينيا، وأحبط كذلك اللعبة الفرنسية التى كانت متوقعة فى صندوق الاقتراع، ومن ثم صوت 95 % من الغينيين ضد خطة الاحتلال الفرنسى فى 28 سبتمبر 1958.
إعلان غينيا دولة مُستقلة وسيكو تورى رئيسا للجمهورية
بعد تلك الخطبة الشهيرة فى 25 أغسطس، والاستفتاء فى 28 سبتمبر، أُعلنت غينيا دولة مستقلة فى 2 أكتوبر 1958، وأصبح أحمد سيكو توريه رئيساً لجمهورية غينيا، فى وقت ليس فى هذه الدولة الحديثة سوى 200 خريج جامعى، ونسبة الأمية 95 %، ومتوسط الدخل السنوى لمعظم الفلاحين حوالى 40 دولار.
وبرغم كل هذه التحديات، فإنه انتقد النخب الأفريقية المؤيدة لفكرة الاندماج الأفريقى الفرنسى بقوله: «وإنه لسخف كبير من جانب أولئك الزعماء الأفريقيين المندفعين وراء أوهام الاندماج ونعيمه، التى لا يمكن أن يصلوا إليها بأفكار واقعهم العنصرى الخاص، ونحن لا نقصد بالواقع العنصرى مجرد الصفات البيولوجية، ولكننا نقصد الفروق الأساسية التى هى أكثر أهمية، والتى لا يمكن أن تنصهـر فى البوتقة الأوروبية الأفريقية التى يحلم بها هؤلاء الساسة».
أحمد سيكو تورى والعمل الأفريقى
وبعد انسحاب غينيا من المجتمع الفرنسى لقيت ما لقيت من صنوف التهديدات، التى كادت أن تنهار بسببها، لولا التفاف الشعب الغينى حول رئيسهم سيكو تورى، وبرغم ذلك لم تحد هذه الأزمات من طموح سيكو تورى على المستوى الأفريقى.
توحيد الدول الأفريقية المستقلة تحت لواء واحد
سعى سيكو تورى إلى توحيد الدول الأفريقية المستقلة تحت لواء واحد، وكان لزيارته للرئيس الغانى «كواميه نكروما» أثر كبير فى غرس البذرة الأولى لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية «الاتحاد الأفريقى حاليّا»، حيث كوّنَا «اتحاد غينيا وغانا»، وانضمت إليهما مالى فى 1960، وسمى: «اتحاد الولايات الأفريقية المستقلة».
انقسم الاتحاد بسبب الخلافات إلى وحدتين متنازعتين: وحدة مونروفيا، ووحدة الدار البيضاء، ولقد كان لكل من هاتين الوحدتين فلسفة متباينة فى البحث عن حلول المشكلات الأفريقية.
ولم يستسلم سيكو تورى لهذه المشكلات برغم تفاقمها وتشابكها، فاتصل بأقدم رئيسَيْن فى القارة: الرئيس الأثيوبى «هيلى سيلاسى» والرئيس الليبيرى «ويليام توبمان»، مقترحا فكرة وحدة أفريقية تحت لواء واحد، فاقتنع الرئيسان بفلسفة الرئيس تورى، وبدأ كل منهما بإقناع نظرائهما بالفكرة، فاقتنعوا ووافقوا على إرسال وزراء خارجيتهم إلى العاصمة الإثيوبية لمناقشة سبل مزج الوحدتين، وكل هذه الأعمال كانت من أفكار سيكو تورى.
رئيس جنوب أفريقيا ينقل شُكر مانديلا لسيكو تورى لدعمه شعب جنوب أفريقيا
ساند سيكو تورى جنوب أفريقيا فى تحريرها دبلوماسيا وماديا، وفى هذا يقول أحد رؤساء جنوب أفريقيا، فى إحدى زياراته لغينيا كوناكرى: «عندما قلت للرئيس مانديلا بأنى ذاهب إلى غينيا، فقال لى بأن أُبلغ تحيته الأخوية الحارة إليكم، رئيس غينيا، وأن أقدم إليكم الشكر على دعمكم ومساعدتكم لشعب جنوب أفريقيا فى مقاومتهم لأجل التحرير»، فرد الرئيس الغِينى قائلاً: «إن دولتنا صادقة لحلم القومية الأفريقية التى ظلت جزءا من سياستنا الخارجية».
يرى أن مصطلح «السياسة الإسلامية» أدق من «الإسلام السياسى»
ورأَى سيكو تورى أن مصطلح «السياسة الإسلامية» أدق من مصطلح «الإسلام السياسى»، بمعنى أن السياسة تعمل فى نطاق ومحددات الإسلام، لا أن يكون الإسلام مسخراً للأهداف السياسية.
رأى أن استبعاد مصر من منظمة المؤتمر الإسلامى أضر بالقضية وتهديد للمنطقة
لما جُمدت عضوية مصر فى جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامى، عقب توقيع اتفاقيات السّلام المصرية الإسرائيلية، عمل سيكو تورى جاهداً لإعادة مصر، فقد قال فى اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامى عام 1984 بالدار البيضاء: «لقد اتضح لنا جميعاً: بأن مشاكلنا لن تُحل بتجميد عضوية مصر، بل على العكس، فقد ازدادت تعقدا، لأننا صرنا أكثر ضعفا، فبعد إبعاد مصر وتعليق عضويتها ضمت إسرائيل القدس، وأصبحت حركة التحرير الفلسطينية «فتح» مهددة بالإبادة، وأصبحت سوريا تتعرض لاستفزاز متواصل، وهكذا دفعنا ثمنا غاليا لفُرقتنا»، وبعد هذه التصريحات الواضحة من الرئيس الغينى تمت إعادة عضوية مصر إلى منظمة المؤتمر الإسلامى.
وفاته
توفى أحمد سيكو تورى عام 1984، خلال عملية جراحية أُجريت له فى كليفلاند «أوهايو/ الولايات المتحدة»، وهو رئيس لجنة السلام الإسلامية التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامى.
هذا هو سيكو توريه، حفيد «سامورى توريه»، الذى أخرج الاستعمار الفرنسى من أرضه دون حرب ولا دم، وأجبر الفقراء على حبه، وأجبر أعداءه على احترامه، حتى بعد مماته، وجعل لشعبه قيمة بين الشعوب، وفتح آفاق الوحدة فى العالمين الأفريقى والإسلامى.