فى مناقشة كتاب "مغامرات نصية".. مثقفون: الكتاب رأس رمح لحركة نقدية مختلفة.. ويؤكدون: قصيدة النثر تدخل مرحلة "الدراسة التطبيقية".. وعبد الناصر حسن: مؤلف الكتاب يحمل موقفا بتناوله للشعراء المصريين

قال الدكتور عبد الناصر حسن، أستاذ الأدب فى جامعة عين شمس، إن الشاعر والناقد أحمد حسن عوض قد وفق فى اختيار عنوان كتابه "مغامرات نصية" لأن قصيدة النثر ضمنا تدخل فى مرحلة ما بعد الحداثة، وقراءة أحمد هى مجموعة من المغامرات لأن "ما بعد الحداثة" تقوم على فكرة أنه لا توجد حقيقة يقينية.

وأضاف "عبد الناصر" فى مناقشة كتاب "مغامرات نصية" بجمعية محبى الفنون الجميلة، أن أحمد حسن حاول أن يسجل موقفا من خلال اختيار نماذج مصرية فى القصيدة، وذلك فى محاولة للبحث عن التغيير وصناعة أفق جديد فى الوسط الثقافى المصرى.

وعن قصيدة النثر قال عبد الناصر حسن، إنها تمثل مرحلة الوعى الكتابى بكل شروطه المختلفة عن الوعى الشفاهى، والمشهد الثقافى المصرى تغلب فيه ثقافة الصورة على ثقافة الكتابة كما تغلب فيه الثقافة الصوتية على ثقافة الصورة، وقد حاولت قصيدة النثر فى أوقات كثيرة اللعب على الجانب البصرى.

وتابع عبد الناصر حسن، أن قصيدة النثر تتميز بسهولة مدخلها وصعوبة البحث عن مخرج، كذلك قدرتها على عرض فوضويتها بطريقة منظمة، كما أنها لا تنسج على منوال نفسها. ومن جانبه قال الناقد والشاعر أحمد حسن، مؤلف الكتاب، إن ما قدمه مغامرة فى قراءة الشعر الحديث، فبعد أن كان الشعر هو الموزون المقفى أصبحنا، الآن، فى عصر الصورة لا عصر الكلمة، وأصبح الإيقاع البصرى هو المهيمن، لذا أحس شعراء قصيدة النثر بأن القصيدة ليست فى الموسيقى والرتابة لكنها فى المفارقة والمشهدية وتداخل النصوص والاستفادة من تقنيات السينما.

وأضاف "حسن" أن قصيدة النثر تتحرك بوعى وبها جزء سردى وتحاول أن تصنع شعرا من العادى، وإعادة تأويل للقوانين التى كانت مستقرة فى العالم، وفكرة الكتاب هى محاولة لإلقاء حجر فى بركة راكدة، ولأن كل جديد يستعصى على الفهم، حاولت أن أصغى للنص لأعرف كيف رأى الشعراء العالم.

وتابع أحمد حسن، إن شعراء جيل الثمانينيات والتسعينيات وبداية الألفية الجديدة أصبحوا يكتبون ذواتهم، كما يكتبون بجسدهم وأصبحوا يهتمون بالتفاصيل بعيدا عن القضايا الكبرى، وحاولت فى القراءة ألا أجتزئ فى النصوص وهناك دواوين ناقشتها كاملة.

و"تابع" حسن المقولة الجامعة لهذا الكتاب هى كيف تفاعل الناقد مع شاعر فى عصر مهزوم، وأن أبدأ بالتطبيق، قبل التنظير، والكتاب جزء من مشروع اسمه أين الشعر فى الموجود؟ أما الشاعر جمال فتحى، فأكد أن كتاب "مغامرات نصية" محاولة جادة فى زمن الرواية كما يقول الدكتور جابر عصفور لإنصاف الشعر، خاصة أننا أصبحنا نعيش جيل "كتاب الجوائز" الذى يكتب الرواية من أجل الفوز بجوائزها المتعددة وكل ذلك انعكس فى النظرة غير جيدة للشعر.

وتابع "فتحى" أن قصيدة النثر فارقت طورها الأول، وأصبحت متحققة بشكل كبير، وكتاب "مغامرات نصية" يقدم شكلا لاشتباك النقد مع الواقع، وببراعة شديدة بحث الكتاب عن الجمال وأثبت أن المقولات الكبرى موجودة فى قصيدة النثر لكن حدث لها تحول، فتيمتا الرومانسية والحزن حضرتا بشكل كبير فى القصيدة الجديدة لكن بشكل مختلف.

وأضاف "جمال" أن أحمد حسن تميز باتساع حدقته النقدية وثقافته الواضحة، فهو يربط بين النصوص المعاصرة والتاريخية فى الثقافة العربية والعالمية، كما تميز حسن بتنوع المنهج، فليس لديه قالب ثابت، وفى كل نص يكون مرنا جدا، فهو تارة يعتمد على الأساليب البلاغية القديمة، أو على تحليل البنى النحوية للنص، وهو صاحب رؤية نقدية طازجة غير الجاهزة، ونجا من الرتابة والجمود الذى يسقط فيه البعض، وما قدمه إبداعا بما لا يقل عن أصحاب النصوص من الشعراء، وأحمد حسن لا يكتب مجاملة أو بسبب الواجب، بل يجب أن يجد ما يستفزه. أما الشاعر أسامة جاد، فأشاد بأحمد حسن وأكد أنه واحد من النقاد القليلين فى الوسط الثقافى وأنه من خلال كتابه "مغامرات نصية" استطاع أن يجمع بين اطلاعه على المناهج الحديثة وقراءته للتراث، كما أن لديه ثقافة واسعة، وأعتقد أن الكتاب سيكون رأس رمح لكونه قائما على التطبيق.

وأضاف "أسامة" أن الكتابة عن قصيدة النثر تشترط التمرد، لأن قصيدة النثر قائمة على الاختلاف، وهناك علاقة بين السماعى والشفاهى وقصيدة النثر أحيانا يكون لها صوت.

وتابع "جاد" المسألة عبارة عن دراسات فى فترات متباينة، لذا حول أحمد حسن الكتاب إلى مغامرات، واختار أحمد فى الكتاب منهج التحليل النقدى الفرنسى، والكتاب يجمع مجموعة من المقالات، وليس ليحل أزمة أو يناقش قضية ما، لذا العنوان يترك للقارئ مساحة من الاتفاق والاختلاف.

وأضاف أسامة جاد أن ما قدمه أحمد حسن محاولة يجب أن تتبعها خطوات، ويظل لـ"حسن" فضل طرح كتابا تطبيقيا عن قصيدة النثر.

وعلى أحمد حسن بعد مناقشته للمقولات فى هذه الجزء أن تكون الأجزاء التالية من مشرعه أن يركز على الأداء اللغوى.

وقال وائل السمرى فى الندوة: يمارس أحمد حسن نوعا من النقد يمكن أن نطلق عليه النقد الإبداعى، فهو يتفاعل مع النص ليس وفقا لخريطة جاهزة ومعلبة، لكنه يتفاعل بروحه المثقفة والشاعرة ويعيد تركيب القصيدة منذ البداية كأنه يشارك المبدع فى لحظة الكتابة وفى لحظة رؤية النص لأول مرة وبالتالى يشاركه لحظته فى انفعال النص، لذا تخرج مقالته النقدية بنفس درجة دفء المبدع حال كتابة القصيدة.

وأضاف السمرى أن ما يميز قراءة أحمد حسن للنص وبالتالى الكتابة عليه أنه طوال الوقت أنه ينظر إلى النصر بتجرد فلا هو لا هو منحاز للنصوص وأصحابها بشكل أعمى ولا يتبنى موقفا ضديا فيقدم كتابة مستهجنة، وكانت المشكلة قبل كتابة أحمد حسن أن كل ما يكتب عن قصيدة النثر يكتب حولها لا عنها، لكن أحمد حسن كتب عنها، وتفاعل مع القصيدة تفاعلا نشطا وليس تفاعلا خاملا.








الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;