شهد مجلس النواب مساء اليوم الاثنين، جلسة مصالحة بين الدكتور أشرف الشيحى وزير التعليم العالى والبحث العلمى، والنائب ممتاز الدسوقى، بمقر مجلس النواب، بعد وساطة الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب والنائب أسامة شرشر، فى أعقاب المذكرة التى تقدم بها "الدسوقى" اعتراضًا على المعاملة غير اللائقة التى لقاها من الوزير على حد تعبيره.
وبعد وساطة الدكتور على عبد العال، والنائب أسامة شرشر، حضر الدكتور أشرف الشيحى، إلى مقر المجلس، للاعتذار للنواب على المشادة الكلامية التى حدثت مع النائب، مغادرًا اجتماع المجلس الأعلى للجامعات حرصًا على علاقته مع البرلمان، لإزالة أى سوء تفاهم، وعقد لقاء مع عدد من أعضاء مجلس النواب، استمر لمدة نصف ساعة، فى قاعة "الوزراء" بمجلس النواب، انتهى بمصافحة بين النائب والوزير بعدما أكد الأخير أنه لم يقصد ما حدث وأن الضغوط هى السبب، والأمر كله سوء تفاهم.
وحول تفاصيل الأزمة قال ممتاز دسوقى، عضو مجلس النواب، إن وزير التعليم العالى، رفض التأشير لهم على أحد الطلبات الخاصة بالدائرة، وتطور الأمر إلى مشادة حادة انفعل خلالها الوزير و"خبط الموبيل على الطرابيزة" على حد قوله.
وأضاف الدسوقى، أنه انسحب فى هدوء من مكتب الوزير وتوجه إلى مجلس النواب ما دفعه إلى تقديم مذكرة إلى رئيس البرلمان.
وقال النائب أسامة شرشر، فى كلمة له أثناء جلسة الصلح، أن على السلطة التنفيذية والتشريعية التعاون من أجل مصلحة البلد، وهو ما يستوجب إنهاء أى خلاف بينهما.
وأضاف شرشر، أن وزير التعليم العالى كان له دور بارز فى محاربة تنظيم الإرهاب، بدليل أنه صاحب قرار فصل الرئيس المعزول محمد مرسى من جامعة الزقازيق.
وقال الدكتور أشرف الشيحى وزير التعليم العالى والبحث العلمى، إنه سيعرض على النواب بالتفصيل خطط الوزراة فى مجالى التعليم العالى والبحث العلمى، مضيفاً " نريد أن نضع أيدينا فى أيدى بعض، ليقوى بعضنا الآخر، من أجل هذا البلد".
وأضاف الوزير:" يجب على الحكومة والبرلمان، التعاون فيما بينهما، وطالما أن هدف الاثنين هو مصلحة البلد، فلا داعى لأى سوء تفاهم بينهما"، فيما انفعل النائب ممتاز دسوقى، أثناء جلسة الصلح قائلا:" مع احترامى للوزير، إزاى شخص فى هذا المنصب ينفعل بهذه الطريقة و"يخبط الموبايل على الطرابيزة"، فيما تدخل النائب أسامة شرشر، لتهدئة الموقف ومنعه من الاشتعال مرة أخرى.
وحول ما طرحته النائبة سحر عتمان، عضو مجلس النواب، بشأن حل مشاكل الطلبة الحاصلين على شهادة الثانوية العامة من دولة السودان، قال وزير التعليم العالى، إنكم تستمعون إلى شكاوى المواطنين وتتعاطفون معها، لكن إن استمعتم للصورة الكاملة فسيكون الأمر مختلفا، لافتًا إلى أن هناك بعض الطلبة حجزوا أماكن بالجامعات العام الماضى ولم تلتزم به، مما حرم طلابا آخرين.
وأضاف الوزير، رغم مخالفة الطلاب للشروط وتزوير البيانات، يرغب فى الدخول للكليه للعام الحالى، على حساب طلاب الثانوية العامة المصرية، لافتا إلى أن 106 طلاب زوروا بيانتهم حتى لا يثبت إنهم لم يتقدموا العام السابق إلى الجامعات، فقلت هؤلاء أولادى ولن أحيلها للنيابة حفاظاً على مستقبلهم، لكن لن يدخوا فى التنسيق للمرة الثانية.
من ناحيته، أشاد النائب عبد الفتاح جمال عضو البرلمان عن دائرة مركز أبو تيج بمحافظة أسيوط باستجابة وزير التعليم العالى الدكتور أشرف الشيحى للنواب، وحضوره على الفور لمقر البرلمان للاجتماع معهم وشرح وجهة نظره حول الأزمة التى دارت بينه وبين النائب ممتاز الدسوقى.
وشدد عبد الفتاح جمال فى الوقت ذاته على أن تعاون أعضاء الحكومة واستجابتهم للنواب ونشر روح الود بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لن يكون مبررا أو دافعا للتقاعس عن قيام البرلمان بدوره الرقابى على الحكومة، لافتا إلى أن البرلمان ونوابه ملتزمون بالقسم تأدية دورهم على أكمل وجه.
وفى الجلسة ذاتها أعلن الدكتور أشرف الشيحى وزير التعليم العالى استجابته السريعة للطلب الذى تقدم به النائبان عبد الفتاح جمال وراشد أبو العيون، أمس الأحد، بخصوص جهاز المعجل الخطى لمعهد الأورام بأسيوط، لافتا إلى أنه تم تخصيص مبلغ 18 مليون جنيه للجهاز.
ومن جانبها قالت النائبة الناصرية نشوى الديب عضو البرلمان عن دائرة إمبابة بمحافظة الجيزة، إن وزير التعليم العالى قام بعمل جيد وممتاز يدل على وجود روح مختلفة بين الحكومة وأعضاء مجلس النواب.
وأوضحت نشوى فى تصريح لـ"انفراد" أن موقفا غير لائق حدث مع النائب ممتاز الدسوقى من ناحية الدكتور أشرف الشيحى وزير التعليم العالى وهو ما دفع النائب إلى التقدم بمذكرة اعتراضا على التصرف وسانده كل النواب.
وأشارت نشوى إلى أن النواب قرروا الاتصال بالوزير حرصا منهم على عدم تصعيد الأمر نظرا للمواقف الوطنية المشرفة للوزير عندما طرد الرئيس المعزول محمد مرسى من جامعة الزقازيق وقتما كان رئيسا لها، مضيفة أن الوزير كان فى اجتماع هام مع رؤساء الجامعات إلا أنه ترك الاجتماع وجاء مسرعا خلال 10 دقائق.
وأضافت النائبة الناصرية نشوى الديب أن بعض النواب استغلوا اللقاء فى طرح بعض شكاوى المواطنين ومشاكل التعليم العالى، موضحة أن اللقاء انتهى بالصفاء بين النائب والوزير، قائلة "وهى خطوة جليلة ومحترمة تدل على المسئولية ووجود تعاون وشراكة بين الحكومة والبرلمان وأن المسألة ليست صراعا وإنما خدمة الوطن".
وشددت نشوى فى الوقت ذاته على أن هذا الموقف الحميد لا يعنى على الإطلاق أن الرقابة ستتراجع أو تضعف، قائلة "بالعكس الرقابة ستكون أعلى مما تتصور والاستجابة لها أيضا، ليس معنى أن هناك ودا سيتقاعس البرلمان عن دوره فى الرقابة والشكوى، ليس معنى الود والتراضى التقاعس عن أداء الواجب التشريعى والرقابى والتجديف تجاه البوصلة الوطنية".